اقتحم العشرات من موظفي مجلس الدولة المصري الثلاثاء قاعات المحكمة للضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالبهم بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة ما عطل المجلس عن نظر قضايا هامة، كما افاد مصدر امني. وقال المصدر الامني ان "عشرات الموظفين اقتحموا قاعات المحكمة واوقفوا العمل بها". ويطالب موظفو مجلس الدولة، وهي المحكمة المصرية المختصة بنظر القضايا الادارية، بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة كبدل العلاج، وزيادة الحوافز والمكافآت. وتظاهر الموظفون الغاضبون بالمحكمة الاثنين دون استجابة من المسؤولين لطلباتهم. وهتف الموظفون "الموظفون مش كلاب ومش هنشحت عالأبواب". وقال التلفزيون الرسمي ان "موظفي المحكمة اضربوا عن العمل...واجبروا القضاة على انهاء الجلسات". وتوقف العمل في المحكمة تماما. الى ذلك طلب الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء المصري، من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بفتح تحقيق فوري حول تكرار حوادث التسمم، التي يتعرض لها طلاب المدينة الجامعية مؤخرا. جاء الحادث بعد أقل من شهر من حادث مماثل، وتم أخذ العينات اللازمة لإجراء الفحوص والتحاليل المطلوبة، وسرعة الانتهاء من التحقيق وإعلان نتائجه، ومحاسبة المسؤولين. وأعلنت وزارة الصحة والسكان، عن إصابة 107 من طلاب المدينة الجامعية بجامعة الأزهر للمستشفيات للاشتباه في إصابتهم بتسمم غذائي، دون وقوع حالات وفاة. وقال الدكتور أحمد الأنصاري، نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية، إن الوزارة دفعت ب13 سيارة إسعاف ورفعت درجة الاستعداد بمستشفيات منشية البكري وحميات العباسية والتأمين بمدينة نصر وجراحات اليوم الواحد بمدينة نصر والدمرداش والجمهورية وهليوبوليس والقبطي والمنيرة والتنسيق مع مركز سموم عين شمس لاستقبال أي حالات جديدة. وقطع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، زيارته للإمارات العربية المتحدة للوقوف على أسباب تسمم الطلبة، وأمر بفتح تحقيق فوري تحت إشرافه مباشرة للوقوف على حقيقة الأمر، بعد ما تردد عن أن السبب في ذلك يرجع إلى معلبات التونة، والتي كان قد اعترض عليها الطلاب من قبل، وتم تغييرها بناء على طلبهم وبعد موافقتهم. كما قرر الطيب، الذي كان يزور الإمارات لتسلم جائزة الشيخ زايد الثقافية، إحالة من يثبت تقاعسه عن أداء دوره أو تورطه إلى النيابة العامة للتحقيق معه بشكل عاجل وفوري. ووقعت اشتباكات بين طلاب المدينة الجامعية وقوات الأمن المركزي، بعد تظاهرهم نتيجة لتسمم عشرات من زملائهم بعد تناول وجبة الغداء، وقبل أقل من شهر من حادثة تسمم الطلاب السابقة. وكانت قوات الأمن حاولت فض تظاهر طلاب الأزهر، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع عليهم ما أدى إلى وقوع اشتباكات. وقال محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر، إنه من المقرر أن يقابل رئيس مجلس الوزراء لمناقشة مشاكل الجامعات، خصوصًا تردي الأوضاع بالمدن الجامعية، مضيفًا أن الاتحاد سيتابع حالة طلاب جامعة الأزهر، بعد تسمم العشرات، حتى يخرج جميع الطلاب من المستشفيات. من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، إن أكثر من 12 ألفا من طلاب الأزهر تناولوا نفس وجبة التونة في الغداء، ولم تحدث لهم مشكلة. ورجح الهدهد أن يكون ما أصاب الطلاب بالمدينة الجامعية من شكاوى بأعراض تسمم ربما يعود إلى تناول بعض الطلاب وجبات من خلال المطاعم الخارجية، التي تتواجد في محيط المدينة الجامعية، غير أن التحاليل الطبية ستحسم هذا الأمر وتوضح أين المشكلة على وجه التحديد، وما إذا كان التلوث الغذائي سببه طعام المدينة أم لا. وتعرض رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر أحمد البقري، لهجوم من بعض الطلاب المتظاهرين أمام المدينة بعد هتافه ضد شيخ الأزهر، مما جعل الطلاب يردون عليه قائلين "الطيب مش حيمشي مرسي هوا إللي يمشي". وهتف الطلاب العديد من الهتافات، مطالبين برحيل رئيس الجمهورية لعدم دعمه للأزهر والجامعة. بدوره، قال أحمد عارف، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون، إن ما حدث في الأزهر من تسمم الطلاب للمرة الثانية خلال فترة قصيرة أمر مسيء، ولكن لا داعي للتعجل في إصدار أحكام أو تحليلات حتى نعرف المعلومات.