الفهد رمز آسيوي وتصريحاته ليست جريمة أكد الاعلامي الكويتي الخبير في شؤون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الكويتي مرزوق العجمي أن مناخ الانتخابات التي تشهدها القارة الآسيوية لاختيار رئيس للاتحاد طبيعي لكنه غير مألوف على متابعي كرة القدم الآسيوية كون الاتحاد الآسيوي لم يعرف الانتخابات في السنوات الماضية، وأشار العجمي إلى أن وجود ثلاثة مرشحين عرب سيشتت الأصوات العربية رافضاً في الوقت ذاته مبدأ توحيد الصف العربي موضحاً بأنه اسطوانة مشروخة غير مجدية، وأشاد العجمي كثيراً بالمرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج مؤكداً بأنه المستفيد الأكبر من الانتخابات ورجل المرحلة بعد المقبلة. وتطرق العجمي إلى تصريحات الكويتي الشيخ أحمد الفهد واصافاً إياها بالعادية ومؤكداً أن غياب ثقافة الانتخابات لدى بعض المسؤولين العرب جعلهم يعتبرون تصريحات الفهد بأنها جريمة لا تغتفر، وأوضح مرزوق العجمي أن البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفه هو أقوى المرشحين لتولي كرسي الرئاسة، كما أكد بأن القطري محمد بن همام تعرض لمؤامرة من رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر أطاحت به. كل هذا في حوار أجرته معه «دنيا الرياضة» وجاء فيه... * مع اقتراب موعد انتخابات الاتحاد الآسيوي لانتخاب رئيس جديد له، كيف ترى المشهد؟ - بحكم أنني مراقب وصحافي أمتلك خبرة في الاتحاد الآسيوي أرى بأن المناخ طبيعي وجميل أن نشاهد أربعة مرشحين لمنصب الرئيس، هذا المناخ من المفترض أن تعيشه القارة الآسيوية لأنه من الأفضل لاتحادها أن تشهد الانتخابات منافسة وحرصا من جميع الأطراف على تقديم برامج انتخابية معينة، لو راقبنا تاريخ الاتحاد الآسيوي تعتبر هذه الانتخابات هي الأولى، ففي السنوات الماضية غابت الانتخابات عن المشهد الآسيوي فالقطري محمد بن همام جلس على كرسي الرئاسة مرتين بالتزكية وقبله الماليزي سلطان شاه وقبلهما الماليزي داتو حمزة، بالتالي الانتخابات في الاتحاد الآسيوي على منصب الرئيس كانت غائبة وهذه هي الأولى على الإطلاق. * المرشحون لكرسي الرئاسة أربعة، ثلاثة منهم عرب هم السعودي حافظ المدلج والبحريني سلمان ابراهيم والإماراتي يوسف السركال، ألا ترى بأن ذلك سيشتت الأصوات العربية ويؤثر على المرشحين الثلاثة؟ - بالتأكيد سيحدث ذلك، وبرأيي لو أنهما مرشحان عربيان اثنان لكانت المنافسة أقوى ولما حدث تشتت الأصوات العربية بين الثلاثة. * قياساً على البرامج الإنتخابية وأحاديث المرشحين للرئاسة، هل ترى بأنهم ثلاثة مرشحين على أرض الواقع؟ بمعنى آخر هل المدلج دخل الإنتخابات وعينه على الكرسي؟ - أكيد أنهم ثلاثة مرشحين، الدكتور حافظ المدلج أصغر المرشحين سناً وأعتقد أنه سيكون له شأن كبير في الاتحاد الآسيوي كرئيس عاجلاً أم آجلاً لكن عليه أن يخوض هذه التجربة الانتخابية لأنه سيزداد خبرة مع الوقت، المدلج لم يسبق له وأن خاض أي انتخابات في الاتحاد السعودي ولا الآسيوي لذلك هي فرصة تاريخية ليكسب الخبرة في الأجواء الإعلامية المصاحبة للانتخابات وعملية الأخذ والعطاء والجولات الانتخابية وإدارة العمل، المدلج هو المستفيد الأكبر من هذه الانتخابات في المستقبل، ليس ضرورياً أن يحقق نجاحا كبيرا في الانتخابات الحالية كونه برأيي رجل المرحلة مابعد المقبلة. *سبق وأن أشدت بالمدلج عندما أعلن ترشحه لانتخابات الاتحاد الآسيوي، ألا ترى بأنه خذلك وارتمى في حضن السركال؟ - كل واحد له تكتيكه في الانتخابات، المدلج يدرك تماماً بأن حظوظه في الانتخابات لا تتجاوز الثالث في أحسن الحالات وهو تعاطى مع الموقف على هذا الأساس، لكن مستقبلاً هو أكثر المستفيدين من هذه التجربة القارية. * وكيف رأيت حملته الانتخابية؟ - المدلج رجل أكاديمي وشغل كثيرا من المناصب وترك له بصمة فيها بعكس آخرين كُثر شغلوا مناصب ولم يتركوا فيها أي آثر، المدلج كانت بصمته واضحة في اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010م ولجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كذلك اسهاماته كبيرة في الدوري السعودي للمحترفين حتى أن هنالك إداريين سعوديين يستعينون به بعد خروجه من اتحاد القدم، لذلك فإن الحكم على برنامجه مقنع أو لا أعتبره إجحافاً بحقه. * العرب فشلوا في الاتفاق على مرشح عربي واحد، لماذا؟ - هذه إسطوانة مشروخة ان توحد الصوت العربي من أجل المصلحة العربية، هذه الاختلافات تحدث في مناصب أعلى مثل منصب الأمين العام للجامعة العربية وشاهدنا كيف تحتدم المناقشات وتحدث صفقات للاتفاق على أمين عام فما بالك بمنصب رياضي، أعتقد أننا نزايد كثيراً على مسألة الصف العربي، لابد أن يكون الشعار هو الميدان ياحميدان إذا لديك القدرة على المنافسة تعال ونظم برنامجك وقدم نفسك للعالم، المشكلة في المرشحين العرب أن عدم الحكمة أوصلتهم إلى إعتقاد خاطئ وهو زعمهم بأنه إذا توحدوا سينجح المرشح العربي وكأن المنصب المتنافس عليه هو رئيس الاتحاد الآسيوي للدول العربية، هذا خطأ فالرئيس المنتظر سيكون رئيساً لآسيا بأكملها بالتالي حتى لو أجمعت عليه الأصوات العربية ليس من الضرورة أن يفوز بالكرسي وهذا الخطأ وقع فيه كل المرشحين العرب، أنت كمرشح لابد أن تدرك بأنك تنافس على منصب يجعلك رئيساً للاتحاد الآسيوي بأكمله من طوكيو إلى لبنان ومن طشقند إلى جاكرتا. * لكن ألا ترى بأن الأصوات العربية ستكون خير سند للمرشح العربي في حالة الاتفاق على أي منهم؟ - عدد الأصوات العربية التي يحق لها التصويت لا تتجاوز ال 12 صوتاً، إذا كنت تفكر في أن تصبح رئيساً للاتحاد الآسيوي ب 12 صوتاً فهذه كارثة، لابد أن تفكر في شرق آسيا وجنوب شرق آسيا هؤلاء الذين يفترض أن تهتم بأصواتهم وتقنعهم بالتصويت لك، أما مسألة أنك تفكر في الفوز بالكرسي حال حصولك على الأصوات العربية فهذا غير منطقي، الثقل الانتخابي خارج المجموعة العربية. * نفهم من حديثك أنه في حالة خسارة المرشحين العرب الثلاثة لن نتقبل عذر أي منهم بأن السبب هو تعدد المرشحين العرب؟ - صحيح هو عذر مقبول إطلاقاً لأنهم فشلوا في إقناع البقية وليس السبب فشلهم في توحيد الصف العربي فعدد الأعضاء الذين يحق لهم التصويت 46 عضواً، لا نريد أن ندخل في تفاصيل الانتخابات لأنه برأيي هنالك ثغرات في تعاطي المرشحين مع ال 46 عضواً، وأعتقد أن البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم أقلهم اخطاء لأنه أقلهم كلاماً. * سبق وأن أكدت في تصريحات إعلامية أن الإماراتي يوسف السركال في الصف الثالث من المرشحين، هل لازلت متمسكاً بكلامك؟ - طبعاً للآن مصر عليه رغم أن هنالك متغيرات حدثت، ومع ذلك أتمنى من قلبي أن يفوز أحد المرشحين العرب بكرسي الرئاسة ويكون امتدادا لنجاحات أخرى تحققت من قبل الكادر العربي في الاتحاد الآسيوي سواء على مستوى الرئيس أو رؤوساء اللجان أو الأعضاء، الانتخابات الحالية من أهم الأحداث في كرة القدم الآسيوية وتمنيت أن أكون متواجداً في كوالالمبور لولا ظروفي العملية لأنها من الأحداث التي تستحضر اهتمام أي صحفي، الانتخابات حدث مثير جداً لكن إثارته خارج المستطيل الأخضر. * ماهي سر العلاقة بين الكويتي الشيخ أحمد الفهد والبحريني الشيخ سلمان ابراهيم خلال هذه الانتخابات، هل هنالك مصالح مشتركة بينهما؟، أم هنالك خلافات بين الفهد والسركال لذلك نشاهد الدعم للبحريني؟ - أجاب ضاحكاً .. أستغرب هذا السؤال وكأنك لا تتحدث عن مرشح بحريني بل مرشح قادم من بوركينا فاسو، بالنهاية سلمان بن ابراهيم عربي وابن الخليج فأين المشكلة إذا دعمه أحمد الفهد؟، أليس في النهاية سيصوت لأحدهم؟، أيهما أفضل رجل يكشف أوراقه باكراً ويقول سأصوت لفلان أما آخر يذهب عند كل مرشح ويقول له سأصوت لك؟، أتذكر تصريحا لمسؤول بارز في أحد الاتحادات العربية عندما أكد بأنهم سيصوتون للمرشح الآخر إذا لم يتوافق العرب على مرشح واحد، المشكلة أننا في الإعلام ندعم مثل هذه الهالة الإعلامية التي يروجها المرشحون، أحمد الفهد يحمل اسم دولة الكويت ولا يعتبر نكرة بل أنه رمز رياضي وله الحق في ابداء رأيه. * السركال انتقد دعم أحمد الفهد للمرشح البحريني وتصريحاته حول الانتخابات بحكم أنه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي كما طالب الاتحاد الآسيوي بالتدخل، بصفتك خبيراً في الاتحاد الآسيوي هل يعتبر ظهور الفهد بهذا الشكل قانونياً؟ - من حقه ذلك فالشيخ أحمد الفهد له سنوات طويلة في الاتحاد الكويتي لكرة القدم وهو شخص ضليع في الانتخابات وله بصمة ودور كبير في انتخابات الاتحاد الدولي للعبة، المشكلة أننا نشاهد الموضوع من زاوية ضيقة، الرجل يقول أنا سأصوت لفلان فأين الخطأ؟، برأيي أن عدم وجود ثقافة الانتخابات لدى بعض المسؤولين العرب جعلهم يفسرون تصريحات الفهد على أنها جريمة لا تغتفر، بعض العرب لن يصوتوا لأي مرشح عربي وسنشاهد ذلك في نتائج الإنتخابات. * بحكم خبرتك وقربك وإطلاعك على مايدور الآن في الانتخابات، من هو الأقرب للكرسي الآسيوي الساخن؟ - البحريني سلمان بن إبراهيم هو المرشح الأول، والتايلاندي ماكودي ثانياً، طبعاً هي توقعات لأنه لانعلم ماذا سيحدث خلف الستار فهنالك أمور نفسية لايمكن التنبؤ بها. * من خلال خبرتك، الأصوات تُمنح للمرشحين على أي أساس؟ - في هذه الانتخابات خصوصاً السياسة أولاً ثم العلاقة الشخصية بين المصوت والمرشح ثم المفاضلة بين المرشحين، البرنامج الانتخابي للمرشح لا أعتقد أنه سيؤثر في منح الأصوات فهو عُمل لوسائل الإعلام فقط وللإعلام الخارجي أيضاً، البرناج الإنتخابي ليس مقياساً للترشيح. * بحكم قربك من الشارع الرياضي الكويتي، لماذا لم يرشح أحمد الفهد نفسه لكرسي الرئاسة؟ - الآن هو ليس له أي علاقة بكرة القدم الكويتية، وذلك لا يمنعه من الترشح لكن الرجل يرأس أكبر مؤسسة رياضية على الكرة الأرضية (المجلس الأولمبي الآسيوي) بعد اللجنة الدولية الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم وهي مؤسسة لها تنظيم محترم وثقل ليس في آسيا فقط بل في العالم، لذلك أرى بأنه مركز في عمله داخل المجلس. * تحدثت عن التطوير الكبير الذي أحدثه الكادر العربي في الاتحاد الآسيوي، هل فقد الاتحاد الآسيوي رئيسه السابق القطري محمد بن همام؟ - مؤسف ماحدث له من قبل رئيس الاتحاد الدولي السويسري بلاتر الذي خطط لمؤامرة للإطاحة بابن همام الذي كان أقرب الناس إليه، بن همام له فضل كبير على السويسري بلاتر خلال حملاته الانتخابية، الاتحاد الدولي عانى كثيراً في الفترة الأخيرة ومؤسف أن يصل الى هذا الوضع المتردي والذي راح ضحيته القطري محمد بن همام. يوسف السركال المدلج