جاءني زميلي الذي تزوج حديثا بعد طول بحث وانتظار.. جاءني بعد شهور ثلاثة مرت على زواجه ومر معها شهر العسل وكذا ايام العسل كلها وبقي له مايحدث بين كل زوجين في كل مكان وزمان جاءني يشكو عناد زوجته وتعجرفها وتدخلها في حياته بصورة سافرة فهي كمايقول تريد ان تسيطر عليه تطويه تحت جناحيها تريد ان تسلبه كل مقومات القوامة والقيادة فهي تسأله عن راتبه وعن مصروفه اليومي.. تناقشه في كل ريال خرج من جيبه.. تسأله عن تحركاته خارج البيت وأين قضى وقته ومع من؟ ولماذا؟ تطورت حالة الزوجة وارتقت وبدأت تطلب منه اشياء هي تعلم انه سيرفضها تماما ولو في الوقت الحالي.. طلبت منه ان يستقدم لها سائقاً وسيارة لأن صديقاتها كثيرات وتريد ان تبادلهن الزيارات وتحضر معهن المناسبات ثم بدأت تطلب منه ان يبحث لها عن عمل لأن معظم صديقاتها يعملن ولا يصح ان تكون هي بلا عمل وتريد ان يكون لها حساب خاص في البنك لأنها لابد ان تكون لها ذمتها المالية المستقلة وهكذا بدأت اختنا العزيزة تتحول من عروس رقيقة وأنثى وديعة إلى أسد مفترس ووحش كاسر لا تنتهي لها مطالب ولا تتوقف لها مسائل ولا تكل ولا تمل من الطلبات والأوامر والنواهي وبدأ مع كل هذا صبر الرجل في النفاد وبدأ يحل محل هذا الصبر الضيق والضجر والحسرة على ايام الشباب والعزوبية والاستقلالية وبدأ يفكر: ماذا يفعل ؟ وكيف يخرج من هذه الورطة التي وجد نفسه محشورا فيها وطرفا أصيلا فيها وهو الذي لم يرتكب جرما او يقترف ذنبا جعله ضحية تلك الورطة. وسألني زميلي: ماالحل ؟وما طريق الخلاص؟ وكيف الفكاك من تلك المصيدة؟ وماالطريقة أو الطرق المثلى للتعامل مع تلك الزوجة؟ قلت له: ياأخي اعلم انك لست أول رجل – ولن تكون الأخير- الذي يصطدم مع زوجته في بداية حياتهما وأعلم أن كلا الزوجين يريد أن يفرض شخصيته على الآخر من البداية ويريد أن تكون له الكلمة العليا واليد الطولى في البيت والرجل الحكيم هو الذي يستوعب زوجته ويصبر عليها ودائما يقدم لها النصيحة والإرشاد ويفهمها انهما شريكان في هذا البيت وكل واحد عليه واجبات وعليه أن يؤدي تلك الواجبات على أكمل وجه وفي أحسن صورة وله حقوق قطعا سيأخذها بلا انتقاص وعليه أن يفهم زوجته أن كثرة المطالب والأوامر لن تؤدي إلا إلى الفرقة والبعد وإلى كثرة التشاحن والتصادم وأن على الزوجة أن تستغل وقتها في إسعاد زوجها وتلبية رغباته وأن يكون زوجها دائما محط اهتمامها ولا تفضل مصلحة أحد أو طلبه على مصلحة زوجها وطلباته وألا ترهقه أو تكلفه مالا يطيق وألا تحشر أنفها فيما لا يعنيها ولتترك الرجل يعبر عن رجولته ويستخدم قوامته وتشعره بأنه هو الولي عليها والمحب لها ولا تشرك أحدا مهما قرب منها في خلافاتها مع زوجها وتحاول قدر الإمكان دفن خلافاتها داخل حجرتها ولا تدخل أحدا بينها وبين زوجها حتى يسعدا كل السعادة طوال حياتهما الزوجية.