في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية، قتل صباح أمس الأربعاء ثلاثة جنود إسرائيليين وأصيب اثنان آخران بجراح، في هجوم استشهادي استهدف دوريتهم في محيط مستعمرة «موراغ» شمال مدينة رفح ونفذته (سرايا القدس) التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.. وأفاد شهود عيان أن انفجارا كبيرا هز محيط المستعمرة المذكورة وتبين أن جيبا عسكريا إسرائيليا من نوع (هامر) انفجرت به عبوة ناسفة لدى مروره بجوارها ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجراح بحسب اعتراف جيش الاحتلال. وقال الشهود ان الانفجار أصاب الجيب العسكري إصابة مباشرة وشوهد تشتعل فيه النيران ووصلت إلى مكان الانفجار سيارات الإسعاف وقوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، وقال الشهود ان صفارات الإنذار انطلقت داخل المستعمرة تطالب سكانها باللجوء إلى أماكن آمنة. من جهتها أعلنت (سرايا القدس) مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم الاستشهادي وقال (أبو عبد الله) الناطق باسم (السرايا) ان مجموعة من الاستشهاديين تسللت إلى مستعمرة «موراغ» وفجرت عبوة ناسفة في جيب عسكري صهيوني ما أدى إلى مقتل من فيه، وأضاف أن اشتباكات مسلحة جرت بين الاستشهاديين وجنود الاحتلال الذين وصلوا إلى مكان الانفجار. و أكد الناطق باسم (سرايا القدس) أن الاستشهاديين رفعوا العلم الفلسطيني في المنطقة التي فجروا فيها جيب الاحتلال. وفي وقت لاحق تم الكشف عن هوية الشهيدين اللذين نفذا العملية النوعية وهما: الشهيد شاكر كمال جودة 41 عاما من حي السلام جنوب مدينة رفح، والشهيد المجاهد علاء الشاعر 24 عاما من مدينة خانيونس وكلاهما من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وكان الفدائيان تسللا إلى المستعمرة المذكورة حسب مصادر سرايا القدس في الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء وقاما بزرع أربع عبوات ناسفة موجهة ورفع علم فلسطين وراية السرايا بالقرب من المكان. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الانفجار حدث في تمام الساعة السابعة صباحا حيث انفجر جيب قيادة عسكري ابيض اللون وقتل جميع من بداخله وأكدت المصادر أن الفدائيين ابلغوا القيادة بإتمام العملية قبل أن يشتبكا مع جنود الاحتلال ويرتقيا إلى العلا شهيدين الساعة العاشرة والربع صباحا. يذكر أن الشهيد جودة كان أصيب بجراح خطيرة في عملية الاجتياح التي نفذها جيش الاحتلال في حي السلام جنوب مدينة رفح مكث على أثرها فترة طويلة في المستشفى إلى أن تماثل للشفاء. إلى ذلك أعلنت سرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى مسؤوليتهما عن تفجير عبوة ناسفة موجهة صباح أمس لدى مرور جيب إسرائيلي في منطقة السطر الغربي في خانيونس جنوبي قطاع غزة. وذكر بيان مشترك أن مجموعة مشتركة من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قامت بزرع عبوة ناسفة موجهة على حدود مستعمرة «جاني طال» في منطقة السطر الغربي غرب محافظة خانيونس الصامدة. و قال البيان الذي تلقت «الرياض» نسخة منه «أنها قامت بتفجير العبوة لدى مرور جيب عسكري إسرائيلي ما أدى إلى تدميره وإصابة من بداخله إصابة مباشرة، وقد عادت المجموعة إلى نقطة انطلاقها بسلام». وقال البيان: «تأتي العملية في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني وتأكيدا منا على وحدة العمل المقاوم في وجه الاحتلال وتجديدا لعهدنا باستمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا». في سياق آخر، وعلى صعيد الشأن الداخلي الفلسطيني، قال الدكتور محمود الزهار، عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تعقيبه على نتائج الانتخابات الرئاسية الفلسطينية: إن الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية لا يملك تفويضا لوقف المقاومة ضدّ الاحتلال. وأضاف الزهار في تصريحاتٍ صحافيّة قائلاً: «إذا أراد أبو مازن تفويضا، فعليه إيجاد وسيلة لسؤال الفلسطينيين خارج الأرض المحتلة وليس في الضفة وغزة فقط فأكثر من نصف شعبنا في الخارج، ومن ينجح سيكون رئيساً للسلطة فقط هذه ليست انتخابات رئاسة دولة وإنما انتخابات من أجل إدارة شؤون السلطة الداخلية» . وأشار إلى أن (حماس) ستقدم للرئيس المنتخب «ميثاق الشرف» الذي قامت بصياغته والذي يجيب على الأسئلة المطروحة والمتعلقة بالقدس واللاجئين والأرض المحتلة والعلاقة مع الكيان الإسرائيلي والدول العربية، والأسئلة المطروحة داخليا حول محاربة الفساد والإعلام الموجه ضد المقاومة والسياسة والتربية والمستعمرات بعد إخلائها. وفيما يتعلق بقضية سلاح الحركة نفى الزهار أنْ يكون بنية (حماس) تسليم أسلحتها للسلطة، منوها أن حركته ستسأل أبو مازن عن الجهة التي ستحمي الفلسطينيين من الاجتياحات التي سيشنها الاحتلال ومن سيحمي البيوت والأشجار والحدود ؟ إذا كان هناك من سيحميها، فسنشاركه في ذلك، أما إذا كانت ستظل مستباحة، فنحن نرفض ذلك، فطالما بقي الاحتلال والعدوان وبقيت الأرض محتلة وتتعرض للعدوان، فلا يستطيع أحد نزع سلاحنا.