يختارها السياح الباحثون عن الأجواء الرومانسية، لذا تعد وجهة حديثي الارتباط من أوروبا، حيث تتمتع بجمال الطبيعة الخلابة والطقس الرائع والأجواء العاطفية الساحرة، وتلجأ إليها العائلات الصغيرة التي تريد قضاء وقت هادئ بعيدا عن الصخب والضوضاء. إنها النمسا، التي تستطيع قضاء أوقات لا تنسى وأنت تتجول بين غاباتها وجبالها وبحيراتها وقراها الوادعة ومدنها الراقية، والنمسا بلاد تستطيع السياحة فيها في كل فصول السنة، فإن رغبت في الجو المعتدل، يمكنك قضاء الصيف أو الربيع أو حتى الخريف فيها، وإن كنت من محبي الجو البارد والثلوج ففصل الشتاء هو مرادك، مع أنك تستطيع التمتع بالثلوج في كل فصول السنة، في جبالها المرتفعة التي لا تذوب ثلوجها على مدار السنة. وتتعدد الخيارات للسائح في المدن النمساوية المختلفة، ففي فيينا العاصمة هناك أشياء لا تعد ولا تحصى يمكنك مشاهدتها في مدينة شترواس وبيتهوفن وموزارت، أشهر الموسيقيين على مدى التاريخ. فمدينة فيينا تشتهر بمقاهيها، حيث يمكنك تذوق أفضل الحلويات والفطائر والكعك في أوروبا قاطبة. أما وسط المدينة فيقع في منتصف حلقة من الطرق، حيث توجد معظم المعالم السياحية في هذا الجزء من المدينة. ومن هناك تستطيع زيارة دار الأوبرا الحكومية التي تمتاز بأجزائها الداخلية الفخمة. وعلى مقربة منها يقع القصر الإمبراطوري برخامه المهيب وتماثيله الجميلة ومكتبته الزاخرة. وهناك أيضا مدرسة الفروسية الإسبانية، وإياك أن تفوتك فرصة مشاهدة «الخيول الراقصة» خلال استعراضها. وبالقرب من المدرسة تقع حديقة «فولكج جاردن» التي تضم مئات الأنواع من الورد والأزهار الجميلة. وإلى الجنوب يقع متحف كونسثيتوريتش الذي يضم الكثير من الكنوز الفنية الرائعة. وقد يكون نهر الدانوب ليس بالزرقة التي وصفها الموسيقار شتراوس، ولكن استمتع برحلة فيه، حيث الطبيعة الخلابة الجميلة. ولا تنس أن تزور مدينة الألعاب «براتر» التي يمكنك الذهاب إليها بواسطة الترام، وبها عجلة براتر العملاقة التي تحظى بصيت واسع، ولا يوجد مثيل لها في العالم، وهي ترتفع إلى 65 مترا، ويمكن مشاهدتها من أي مكان في فيينا بوضوح. أما سالزبورج فهي رابع أكبر مدينة نمساوية، وتصل المسافة بينها وبين فيينا إلى 300 كيلومتر، وفيها مسقط رأس الموسيقار الشهير موزارت. وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة، وذلك لوجودها في أحضان جبال الألب، وفيها سلسلة من البحيرات العذبة، وتسمى بالمثلث الذهبي، ويجري نهر سالزاك في وسطها، ويمكن القيام برحلة لا تنسى عبر المراكب في وسطه، فيما يحيط بسالزبورج جبلان صغيران بمثابة رئتين للمدينة، ومن يبحث عن المغامرة يمكنه دخول الكهف الجليدي الكبير، الذي يعد من أكبر الكهوف الجليدية في العالم، ويتم الوصول إليه عن طريق التلفريك. والذي يريد الابتعاد عن الصخب ويبحث عن الهدوء، فإن زيلامسي هي وجهته المفضلة بالتأكيد، فهي تبعد 389 كيلومترا جنوب غربي فيينا العاصمة النمساوية، وتشتهر ببحيرتها الصافية التي ترتمي البلدة في أحضانها من جهة، وفي الجهة الأخرى تقع سلسلة جبلية تشتهر بمراكز التزلج على الثلج الناصع، ويحيط بها عدد من القرى الصغيرة التي تعكس الريف الأوروبي الهادئ والجميل جدا. للوصول إلى زلامسي تستطيع ركوب القطار من فيينا العاصمة، أو من سالزبورج أو أي مدينة أوروبية، حيث تغطي شبكة القطارات الحديثة القارة الأوروبية بأكملها، وتذاكر القطار ذات أسعار مناسبة، خاصة إن كانت التذكرة ذات صلاحية لمدة شهر أو أكثر. وزالامسي محطة سياحية في مختلف الفصول، حيث تستمتع بالطقس الجميل في الصيف على ضفاف بحيرتها الرائعة، وهناك تستطيع استئجار قارب للتجول في البحيرة، أو استئجار دراجات هوائية للتجول في طرقات البلدة وفي أطرافها الريفية، وإذا زرتها في الشتاء فإن الثلوج تغطيها، وبإمكانك أن تأخذ التلفريك لقمة الجبل، حيث مراكز التزلج على الجليد التي تغص بالزوار من كل أنحاء العالم، وهذا الجبل تغطيه الثلوج في كل أوقات السنة، أي أنه في إمكانك أيضا الذهاب إليه في فصل الصيف، وإذا كنت من هواة التجول بالحافلات فهناك جولات سياحية تدور على أكثر من بحيرة صغيرة، تذهلك من جمالها وروعتها. وتتعدد خيارات السكن في زالامسي بين الفنادق الكبيرة من حيث عدد الغرف والمباني والموتيلات الصغيرة التي تديرها أسرة بكامل أفرادها، وهي تقريبا عبارة عن بيوت كبيرة ذات غرف محدودة، ولكنها حميمية ودافئة وتتوافر فيها كل الخدمات الفندقية والترفيهية، وتتميز بالجو الأسري، وحتى شبكة الإنترنت اللاسلكية تتوافر في غالبية الفنادق والموتيلات، وهناك أيضا الأكواخ الصغيرة التي يمكن استئجارها في المرتفعات الجبلية أو على ضفاف البحيرة، ولكنها غالبا ما تكون محجوزة في فترة الصيف، وتتراوح أسعار الفنادق والموتيلات ما بين 50 إلى 300 دولار أمريكي لليلة الواحدة