قالوا قديماً (صاحب الأماني مفلس)، فالأماني والأحلام والطموحات لا تأتي إلا بعمل يوازي حجم هذا الطموح وقالوا أيضاً (العقبات هي تلك الأشياء المخفية التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف) لهذا وذاك كان الأفضل التنبؤ والاستعداد للعقبات حتى لا نصل لمرحلة الإحباط ونتخلى عن أهدافنا بسهولة، (آسيا المستعصيهة) جملة صدقها البعض وأولهم نحن كهلاليين، وهي في الحقيقه لم تبتعد إطلاقاً فالهلال هو من ابتعد وطلق معشوقته التي لطالما أمتع وأبدع وصال وجال فيها حتى بات المرشح الأول لكل بطوله فالمتابع لحاله يجد بأن العمل من بعد آخر بطولة حققها حتى يومنا هذا لم يواز حجم بطولة آسيا باستثناء موسم جيريتس والأبطال الأربعة الذي خرج منه الفريق بخطأ جسيم وقع به مدرب لطالما علقنا عليه الآمال والطموحات، واستعراضا لمسيرة الهلال في دوري أبطال آسيا سنجد بأن الهلال عانى كثيراً من انطلاقة أول بطوله بهذا المسمى حتى بات يخرج من المجموعات وبأداء باهت إلى أن جاء الفرج في موسم 2007 عندما تجاوز المجموعة متصدراً وواجه شقيقه الإماراتي الوحدة عندها خسر الهلال بخطأ من مدرب الفريق وفي موسم 2008 عدنا لسلسلة الإخفاقات وخرجنا من المجموعات بأداء لا يليق بسمعة الفريق أو بالجمهور الذي كان يملأ جنبات الإستاد دائماً وبعد أن أصابنا الإحباط عاد الهلال ليحيي بنا الأمل وأستطاع الوصول لدور ال16 عندما واجه أم صلال القطري الذي لعب على إمكانياته واحترم الهلال وتاريخه وحقق مبتغاة بالوصول لركلات الترجيح والفوز بها. بعد ذلك طالب الجميع بالتغيير الجذري وأصبح الجمهور لا يهدأ له بال بعد الخروج المؤلم وأصبح ينادي ويطالب ليلاً نهاراً حتى جاء الفرج بقدوم "رئيس ذهبي" غير ثوب الهلال جمله وتفصيل ورفع بذلك سقف طموحاتنا حتى أصبحنا ننتظر البطولة بفارغ الصبر لما نحمله من ثقه بفريقنا الخرافي تلك الفترة لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بتوقيع جيريتس للاتحاد المغربي وخروجنا بعدها من ذوب آهان بخطأ تدريبي عندما أبقى جيريتس على وفليلهمسون في دكة البدلاء وأشرك عبدالله الزوري الغائب للإصابة وفضله على محمد نامي الذي كان يعيش أفضل فتراته وبعد تلك الليله عشنا كابوساً يسمى دوري أبطال آسيا والإحباط والمخاوف دبت على الجميع حتى الإداره أصيبت بالإحباط وإنعكس ذلك على عملها خلال المواسم الأخيره وما قرأناه وسمعناه من تصريحات يبين حجم الإحباط الذي كسر مجاديفها ومن بعدها أصبح المشجع الهلالي يرى في آسيا صعبة المنال وانها أصبحت فعلاً مستعصية وزاد في ذلك الإحباط المشاركة الأخيرة التي لم تكن إلا مشاركه شرفية ومحطة عبور للفرق وبأجانب ومدرب لا يوازي طموحات الهلاليين وبذلك يقع اللوم كاملاً على إدارة "الرئيس الذهبي". بعد استعراض المسيره الهلالية في آسيا سيجد البعض بأن المشكلة الأساسية هي الاستقرار الفني وخطط مدرب فالبطولة تتطلب استقراراً كاملاً عناصرياً وفنياً فهي تقام في موسمين مختلفين والتجديد سيكون مؤثر بكل تأكيد وتتطلب أيضاً مدرباً يقدر طموحات الهلاليين وما تحمله البطولة من اهمية لديهم ويراعي تاريخ الهلال الآسيوي وليس مدرباً يطمح لتحقيق أي بطولة لكي لا يخسر قيمته في سوق المدربين أو مدرب لا يستطيع التأقلم مع حياتنا الاجتماعية وأجوائنا عامة حتى نضمن بذلك مدرباً نستطيع معه الوصول لاستقرار كامل وأرى في سامي الجابر حلا بما أنه عايش وعاصر جيلاً حقق الذهب ويعرف ما تحمله البطولة من خفايا ويطمح لتحقيقها لأنها هي هدفاً له قبل إن تكون مطلب للجماهير أو الإبقاء على زلاتكو حتى نحقق الاستقرار في هلالنا ونضمن بذلك نسبة نجاح كبيره بعيداً عن مغامرة مجهولة المصير مع عدم إهمال عامل اللاعب الأجنبي الذي يعد المؤثر الأول على شكل الفريق وبعد قراءة سريعة نجد بان العقدة التي وضعناها بأنفسنا ونستطيع حلها ببساطة وان المشكلة الأساسية ليست عقدة بل خطة. الحل هنا ليس صعبا لكن نحتاج إلى عمل يخلو من الإحباط والتعجيز ونحتاج إلى عمل يرسم خارطة مستقبلية بعيداً عن الحلول المؤقته التي سرعان ما توقعنا في مشاكل أخرى نحن في غنى عنها. ختاماً قال آرثر شوبنهار: الإراده هي الفكرة والعزيمة هي الروح