مر فريق الهلال الأول لكرة القدم بظروف متقلبة في الموسم الكروي الجاري، بداية من الانطلاقة القوية في دوري زين، ومواصلة حلمه في تحقيق دوري أبطال آسيا بعبوره عقبة الغرافة القطري ووصوله إلى الدور قبل النهائي، لتأتي بعدها الانتكاسات بخروج الفريق من البطولة على يد ذوب آهن الإيراني، ثم مغادرة المدرب البلجيكي إيريك جيريتس، وتلويح رئيس النادي بورقة الاستقالة، وتردي النتائج على صعيد دوري زين، لتحاول بعدها إدارة النادي إيجاد حل للنهوض من الكبوة ومواصلة المشوار فيما تبقى من استحقاقات على الصعيد المحلي. الاستعداد للموسم الكروي بدأ الفريق استعداده للموسم الجاري بمعسكر أقيم في مدينة «ليانز» النمساوية استمر قرابة الشهر ضم جميع اللاعبين بما فيهم سلطان البرقان والحارس فهد الشمري المعاران لفريقي الاتفاق والقادسية وكذلك وليد الجيزاني المنتقل من الشباب، ولعب خلاله عددا من اللقاءات الودية فيما ألغيت مباراته أمام ليفربول الإنجليزي بسبب الأمطار الغزيرة. وبعد الانتهاء من معسكر النمسا لعب الهلال في بطولة أبها الدولية وخسر المباراة النهائية من الشباب السعودي بضربات الترجيح، وكانت جميع المؤشرات تؤكد أن الهلال استعد كما يجب، وقادم لمواصلة نجاحاته وزيادة رصيده من البطولات. الآسيوية.. وبداية النكسة على الرغم من أن الظروف الجيدة كانت تسير لصالح الفريق الهلالي خصوصا بعد أن كسب لقاء الغرافة القطري في الرياض بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور ربع النهائي، قدم الفريق مستوى مخيبا إيابا واهتزت شباكه بثلاثة أهداف ليمتد اللقاء إلى الأشوط الإضافية التي أضاف بها الغرافة هدفا رابعا، قبل أن يتدارك الهلال الموقف في آخر دقيقتين بإحرازه لهدفين عبر ياسر القحطاني وعيسى المحياني. وبدأت المشكلات الهلالية بعد ذلك بخروج الفريق من البطولة الآسيوية التي كانت الهاجس الأكبر لكون الهلال غاب عنها قرابة عشرة أعوام، علاوة على أن فوزه فيها يعني مشاركته في كأس العالم للأندية، لكن أحلام الهلال تبخرت من مدينة أصفهان الإيرانية عندما خسر ذهابا بهدف دون مقابل، ولم يتغير الحال في الإياب ليخسر بالنتيجة ذاتها. جيريتس.. ومسؤولية الفشل تسبب العقد الذي أبرمه مدرب الهلال جيريتس مع منتخب المغرب في منتصف الموسم الماضي في إحداث ربكة داخل البيت الهلالي، وكان الحديث عن رحيله الموسم الماضي أوالموسم الجاري، وقبل الآسيوية أوبعدها، وهذا أخل بتوازن الفريق. حتى المدرب هو الآخر بدا واضحا عليه تشتت تركيزه من خلال أداء الهلال ونتائجه المتأرجحة وكأن الفوز أو الخسارة لم تعد تهمه والمتابع للفريق الهلالي كان يعي ذلك باختلاف الأداء والنتائج للهلال مع جيريتس قبل وبعد اتفاقه مع المغرب. مصائب بالجملة وما إن خرج الفريق من أمام ذوب آهن حتى أعلن رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن استقالته، واتبعه مدرب الفريق «البلجيكي» جيريتس الذي أكد بعد مباراة النصر أنها الأخيرة له مع الهلال وهو ما زاد الأمور تعقيدا أكثر وكان الكل يؤكد أن الهلال ربما يبتعد عن المنافسة بسبب هذه الظروف. وعلاوة على كل ذلك تساقط لاعبو الفريق واحدا تلو الآخر متأثرين بالإصابات، وفي مراكز مختلفة بداية من حارس المرمى حسن العتيبي مرورا بمتوسطي الدفاع ماجد المرشدي وحسن خيرات وكذلك الظهير الأيسر عبدالله الزوري وثلاثي الارتكاز خالد عزيز وعبداللطيف الغنام وسلطان البرقان، وفي الهجوم كان هناك ياسر القحطاني ونواف العابد وويلهامسون. وكثرت التساؤلات لدى المهتمين بالشأن الهلالي، حول السبب في الإصابات المتتالية، ولم تكن هنالك إجابة منطقية سوى أن رحيل الطبيب كارل ويليم لعب دورا كبيرا لكونه كان مميزا في تقييم حالة اللاعبين قبل المباريات. تدخل شرفي.. ورحلة البحث عن مدرب وسرعان ما تدارك محبو الهلال وأعضاء شرفه الأمور وعالجوها سريعا وأثنوا الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن الاستقالة بمشاركة اللاعبين الذين توجهوا لمنزله وطالبوه بالاستمرار كما أن أعضاء الشرف قاموا بتحفيز اللاعبين من أجل الخروج من الدوامة التي يمر بها الفريق خصوصا أنه مر بثلاثة تعادلات متتالية. وبعد نجاح الخطوة الأولى في ثني الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن استقالته، بدأت الإدارة الهلالية رحلة البحث عن مدرب بمشاركة فعالة من مدير الكرة سامي الجابر، حيث تم الاستقرار في نهاية الأمر على الأرجنتيني جابرييل كالديرون الذي تم تفضيله على أربعة مرشحين آخرين كان من ضمنهم الإيرلندي مارتن أونيل. وقاد كالديرون أول مباراة للفريق أمام نجران واستطاع أن يظفر بنقاطها الثلاث، لتعاود الجماهير الهلالية ثقتها في الفريق مجددا، وتقتنع بشكل أكبر في مدربها الجديد الذي كان السبب الأبرز في قدومه خبرته بالكرة السعودية نظرا إلى تدريبه منتخب المملكة الأول وفريق الاتحاد مسبقا. المرحلة المقبلة صب قرار توقف الدوري لثلاث جولات في صالح الهلال اسوة ببقية الفرق التي استفادت من القرار أيضا، لأن الأمور ستعود إلى نصابها مع عودة عجلة الدوري للدوران بتشافي المصابين وكذلك الانسجام بين المدرب واللاعبين من أجل التقاط الأنفاس. وينوي الفريق إقامة معسكر في قطر خلال الأيام المقبلة، وذلك لرغبة كالديرون في إبعاد اللاعبين عن الضغوط، وتغيير الاجواء التي اعتادوا عليها، لكونه يعرف تمام المعرفة أن المرحلة المقبلة ستكون في غاية الأهمية لوجود ثلاث مباريات مؤجلة متى ما حقق بها الفريق الانتصار فإنه سيعتلي صدارة ترتيب دوري زين .