لا يستحق الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن يكون وداعه للجمهور الهلالي رئيسا للنادي بهذه الطريقة، وبعد إخفاق في تحقيق البطولة الكبرى، نظير النجاحات التي حققها الفريق في عهده على الصعيد المحلي. .. الحقيقة المرة تقول إن الرئيس المكافح لم يستطع تحقيق حلمه وحلم الجماهير بقيادة الفريق للفوز بدوري أبطال آسيا، واستسلم للواقع مبكرا، والحقيقة الأخرى التي لا يمكن تجاهلها أنه كان يتحمّل جزءا من الخطأ. الرئيس الهلالي كابر في الإبقاء على جيريتس، وتوقع ألا ينشغل الأخير بهاجس تدريب المنتخب المغربي كثيرا، وأن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولكنه لم يكن كذلك قط. لن ألوم من امتدح جيريتس في وقت سابق ومن ثم انتقده بعد أن بانت الحقيقة، لأن «التناقض» سمة متواجدة وبكثرة في كرة القدم، فهي رياضة سريعة التبديل، فاللاعب النجم قد يصبح «عالة» على فريقه في ظرف موسم، والمدرب الناجح لا يستبعد وقوعه في أخطاء كوارثية. لنعقد الأمثلة على الهلال طالما الحديث عنه.. أسامة هوساوي نال جائزة أفضل مدافع ولاعب الموسم الماضي، ولكن ما يقدمه حاليا لا يستحق على أثره أي جائزة بل التوبيخ والانتقاد لأنه يرتكب أخطاء ساذجة نغفرها لقليلي الخبرة ولا نقبلها من قائد فريق بحجم الهلال. الأمر ذاته ينطبق على المهاجم ياسر القحطاني، لأنه يتفنن في إضاعة الفرص ويسقط في المباراة الواحدة بدل المرة عشرا! وعندما يحتاج إليه الهلال نشاهده حاضرا.. غائبا، وكان قبل ذلك «قناصا» لم تبق أي عبارة إطراء إلا وكتبت فيه. .. الأكيد أن المدعو جيريتس لن يبالي، أو يحزن على ما حدث رغم تخبطاته في الفترة الأخيرة وإصراره على اللعب بمحور واحد، لأن تفكيره «منشغل» بالمغرب، ولكن منسوبي الهلال إدارة ولاعبين وجماهير وضعهم مختلف كون الخسارة من ذوب آهن لم تبدد حلم الآسيوية وحسب بل قد تصل الأمور إلى أبعد من ذلك. .. مناوشات ويلهامسون مع رادوي، وتصرف لي يونج الأرعن بضرب المنافس دون كرة، والتراجع الحاد في مستوى هوساوي والقحطاني، وعدم إحساس الكثير من اللاعبين بالمسؤولية، عواقبه وخيمة خصوصا إذا تزامن مع استقالة رئيس النادي ورحيل المدرب، وأكثر ما أخشاه أن يكون ما تبقى من الموسم للنسيان، بعد أن كان الفريق يضرب منافسيه ب «الخمسة».