حدثني من أثق به (طبيب عربي متعاقد) عن حادثة في بلده وقبل المجيء للمملكة.. مات فيها شاب صغير أمام زملائه في الملعب.. أثناء لعبه لكرة القدم.. حيث اشترك هذا الطبيب في اللجنة التي تولت التحقيق في أسباب الوفاة.. وفي ملف القضية.. استغرب الطبيب وجود تقرير طبي (قبل الوفاة) بأن الشاب المتوفى سليم من الأمراض وقلبه سليم.. ويتحمل أي مجهود يُبذل.. والتقرير بتوقيع من طبيب وصاحب منشأة طبية.. وموجه للنادي الرياضي الذي سجل في كشوفاته.. ومات في أول تدرريب لَهُ مع هذا النادي.. وهو ما يناقض تقرير اللجنة بأن سبب الوفاة.. كانت نتيجة إجهاد مفاجىء لعضلة القلب.. ولوجود تشوهات خلقية.. بإمكان طبيب القلب كشفها بمجرد وضع سماعته الطبية.. فاستغرب زميلي كيف حدث ذلك.. بين إهمال وموت ضمير.. ولعلكم تتذكرون لقطات رياضية بثتها بعض القنوات الفضائية.. للاعبين صغار في السن كانوا يحتضرون في الملاعب أثناء اللعب.. أشهرها لاعب مصري وآخر أوروبي.. ليس بسبب إصابة مع لاعب آخر أو (بلع اللسان) كما حدث للاعب عبدالله الشريدة.. قبل عدة سنين.. بل لأن اللاعب لم يخضع للكشف الطبي اللازم (على القلب بالذات) لمعرفة سلامة القلب من أي عيب خلقي.. وثمة حقيقة وهي أن كثيرا من القلوب لا تتضح اعتلالاتها إلا عند بذل الجهد أو المجهود الزائد عما تعود عليه في حياته اليومية.. فيبدوا طبيعيا وسليما لكل من يراه أو يتعامل معه.. وكل من يشتكي من عرض فيه شُبهة لإصابة في القلب يجب عليه أن يخضع لفحوصات.. يسمى أحدها فحص الجهد.. وتخطيط القلب أثناء بذل مجهود.. وعند الزميل والصديق العزيز الدكتور خالد النمر.. الخبر اليقين عن القلوب السليمة والمريضة.. فلعله يُتحفنا بمقالة حول هذا الموضوع بجانب سوانحي في أسبوع قادم.. كالثقب في القلب أو التشوه في أحد الصمامات.. ونحو ذلك.. لا يُمكن القلب وحامله من بذل المجهود الزائد أثناء لعب المباريات.. فيعيق (ويلخبط) تدفق الدم من وإلى القلب.. عند زيادة الجهد على القلب (أثناء الجري أو التمارين) فتتأثر الأعضاء الحيوية من إمدادها بالدم والأُكسجين.. لتقع الكارثة.. وتحدث الوفاة في الملاعب بشكل دراماتيكي.. سببه التهاون أو التلاعب بالكشف على القلب.. وتحديد مدى سلامته واستعداده لبذل الجهد أو المجهود.. فليس كل من لا يشتكي من قلبه.. يحمل قلباً سليما ومعافى 100% وللحديث صلة.. في سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.