تجربتي الشخصية هي التي جعلتني أقترح إنشاء مثل هذه المصلحة الحكومية لأهميتها وبالذات في هذه الفترة الحساسة التي تعبرها الأمة أيضاً لكون الشاب السعودي ذكراً أو أنثى حسب وجهة نظر خاصة يمر بأربع مراحل فكرية نحن غبنا أو غُيبنا عنها وهي الاستماع، المشاهدة، القول، الفعل، وبناءً عليه فإن واجب المجتمع بهذا الخصوص تحمل مسؤوليته للتعامل معها وفق معطيات علمية وعملية ذات بعد إنساني وديني وسياسي واقتصادي واجتماعي آنية الوقت والزمن أي خطوة بخطوة ليتم إرشاد ذاك الشاب في حال الانتقال ما بين مرحلة وأخرى حيث لا أستبعد وجود أجندة خارجية معادية تستهدفه بخطط مرسومة بل قد يكون لكل جيل خطة تختلف عن الجيل الآخر والهدف الرئيسي تعطيل أو خلخلة الفكر السوي للحيلولة دون قيام فكر وطني سعودي مرتكزه الدين الإسلامي والسنة المحمدية. فعلى سبيل المثال لا الحصر لو اخترت في هذا الطرح الجيل الذي ولد فكرياً عند مطلع التسعينات الهجرية والذي أنا أحدهم حيث استمعنا آنذاك إلى أحداث سياسية منها القومية العربية وكذا دينية كحركة الإخوان ولم نجد في أوج ذلك مبادرة مجتمعية أو مصلحة حكومية بدءاً من المدرسة وانتهاءً بالجامعة من يربط بين الواقع الذي نعيشه أو يجب أن نعيشه وفق مبادئنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الخاصة وكذا لم نجد من يبعدنا عن خيال نفسي كان له تأثير عكسي على بعضنا. يلي ذلك مرحلة المشاهدة وهي المتوافقة مع الجهاد الأفغاني تلك المرحلة التي هب بها من هب ملبين نداء الجهاد الذي احترمه بضوابطه الشرعية ليعود بعض هؤلاء بمشاهد ذهنية تُركت دون تدخل لإرشادها ومن ثم التعامل معها بالشكل الصحيح. بل في هذه المرحلة انطلقت هنا وهناك أبواق محلية وخارجية جاءت لترسخ المفاهيم الخاطئة ضد وحدة الوطن ولحمته الاجتماعية مستغلة حداثة سن هذا الجيل وضعف ثقافته السياسية والدينية ورخاوة خامته الفكرية. لتأتي المرحلة الثالثة القول وهي أن يتحدث دون ضوابط دينية ووطنية وأخلاقية كل من حمل فكره سلبيات المرحلتين السابقتين مع مصادفة الحروب العسكرية كحرب الخليج والتي ارتبطت آفاقها الفكرية بأرضية تاريخ مضى كالحروب الصليبية وحروب الخوارج هذا الرابط هو الفخ الذي أوقعنا فيه من آثار الأولى وقال زلة لسان أو من أحيا الثانية في لعنه علنا لأمهات المؤمنين وصحابة رسول عليه السلام بعد انكشاف عورته النجسة بسيناريو إعلان البراءة من المشتركين أثناء تأدية فريضة الحج. ولعل الثورة التقنية وبالذات الإعلامية في هذه المرحلة أصبحت ذات تأثير قوي وانتشار سريع بل نجحت في المجال التخطيطي والتنسيقي أما جانبها التنفيذي انتقل مع المرحلة الفكرية الرابعة وهي مرحلة الفعل الانفجارية الفكرية إن صح التعبير حيث بزغت شمس الإرهاب الحارقة وكذا روج للفكر الإلحادي والمذهبي والتغريبي وكذا للانحراف السلوكي وخروج المجتمع عن ضابطه القيمي.. وقد يكون هناك دور غير محسوس لتضارب الفتاوى الشرعية ووجود القدوة السيئة في ميادين الرياضة والفن وضعف المدخل التربوي التعليمي ليصطدم هذا الواقع المرير اليوم بحراك إسلامي وعربي سياسي واجتماعي واقتصادي وعسكري الحروب الأهلية والثورات العربية التي لا تتناسب ولا يناسبها تركيبنا الجغرافي كأرض مقدسة ولا وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية المرتبط بها استقرار الأمة الإسلامية حيث منا وبنا بعد توفيق الله تعيش مكةالمكرمة وطيبة الطيبة في ثبات أمني واقتصادي لا مثيل له. استنتاج: لعلني أصيب عندما أقول: إن الفكر الإيجابي للشباب لا يحتاج تعبئة معاكسة لفكر سلبي لأن هذه المعالجة ثبت فشلها ودليل ذلك كثير هم الذين نكثوا ممن يحمل فكراً خاطئاً. ولكن لعل متابعة الأجيال جيل إثر جيل وإرشادهم أثناء انتقالهم من رحلة فكرية إلى أخرى وربطهم بالفكر الوطني المؤطر بسمو إنسانيته ووسطية تدينه وصحة منهج نبيه عليه السلام وأهمية لحمة مجتمعه لعل ذلك هو الأنسب لمعالجة الوضع القائم. إشارة وطنية: يجب أن نعرف متى تتكون النطفة الفكرية وكيف تكون علقة ومتى تكون مضغة لكي يكتمل الجنين الفكري دون عوارض صحية ومن ثم يخرج لأرض الحرمين الشريفين معافى ليحرك عقب قدميه على ثراها الطاهرة الذي تشرف قبل ذلك بحركة عقب قدم إسماعيل عليه السلام ليحبو ويمشي ويشب ويشيخ ويهرم وكل حركاته وسكناته خير على هذه الأرض وأهلها وضيوفها كما هي خير عليه وعلى أهله السابقين واللاحقين. هيكلة المقترح: هيكلة الوزارة المقترح وآلية عملها ومهامها الوظيفية تقوم على الإرشاد والتوجيه الفكري ويكون المرشدون من جميع الأطياف العلمية والإدارية والأمنية. جواب لأكثر من سؤال: لماذا شبابنا مستهدف؟ جواب ذلك لا يحتاج لجهد ذهني لأن به قامت وتقوم دولة الإنسانية والإسلام والعروبة المملكة العربية السعودية ذات المبادئ والقيم والتقاليد الأصيلة. وبناء عليه كما يخطط الأعداء يجب أن نخطط نحن لهم بدءاً من تفكيك خليتهم التي تكونت نواتها الأولى من اليهودي ابن سلول وتوقفت ولن تنتهي بكل مبتدع وخارجي. والله من وراء القصد..