السديري: إعلامنا واع وقادر على مواجهة التحديات شددت وزيرة الإعلام، المتحدث باسم الحكومة البحرينية الدكتورة سميرة رجب على دور الإعلام في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه منطقة الخليج. وقالت خلال افتتاح المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافة الخليجية أمس بحضور رئيس اتحاد الصحافة الخليجية رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الزميل تركي بن عبدالله السديري، أن منطقة الخليج تمر بتحديات كبيرة، وعلى الإعلام أن يكون بحجم تلك التحديات، مؤكدة بأن هناك ثروة طائلة تصب اليوم في الخليج بهدف قيام مؤسسات إعلامية ليست من مصالحنا، ولا تتوافق مع أهدافنا. وانتقدت بعض القنوات الخليجية المستقلة، موضحة إن مثل هذه القنوات تعمل ضد مصالح الخليج، وحين نقول إن الخليج العربي وحكوماته مستهدفة فإن هناك وسائل تأتي عبر الموارد المالية الطائلة التي تصب اليوم في منطقة الخليج لإقامة مؤسسات إعلامية تخرج بصورة مضللة وكاذبة عن المنطقة". وأشارت إلى أن هناك رسالة يجب أن يعيها الإعلاميون في الخليج، وهي أن نعي أهمية أخذ الاحتياطات الكاملة في التصدي لمثل تلك القنوات، ويجب كشف هذه القنوات من حيث إنشائها لكل العالم. وزيرة الإعلام سميرة رجب مع قيادات الصحف الخليجية وعن قيام القلم الخليجي ليدافع عن قيم المنطقة قالت: "إن كنا نملك المعرفة سنعرف كيف ندافع ولكن المشكلة في القصور المعرفي الذي نعاني منه في الخليج، وهو يمثل جزءاً كبيراً من الإعلام مع الأسف وهذا القصور يستغل في أن يزود بالأكاذيب، ولا يمكن أن يكون واقعا، بيد أنه يؤخذ ليستقبله الفكر القاصر. وتطرقت إلى الانقسام الفكري في القضايا التي تأخذ طابعا حاسما، حيث إن التعامل مع كل الأفكار أمر مهم للغاية، وبعث الوعي لدى الجميع أمر مطلوب، وعلينا كشف الأفكار من دون تحيز أو تضليل، كما أن الانغلاق الذي شهدناه طوال أعوام عدة أسس إلى ضعف معرفي في الجوانب الحاسمة على وجه التحديد. وافتتحت وزيرة الإعلام المؤتمر الخليجي الرابع بالعاصمة البحرينية المنامة وسط حضور قيادات الإعلام في الخليج، وقالت في كلمتها، إن هذا المؤتمر يعتبر مهما، إذ إن هناك تنافسا شرسا بين وسائل الإعلام بمختلف أشكالها المعروفة، مشيرة إلى أن هناك تحولات عامة يشهدها الإعلام. وأضافت "ظهرت مصادر أخبار جديدة قد تكون أسرع تأثيرا في الرأي العام". وزيرة الإعلام متحدثة للزميل منير النمر وتابعت وزيرة الإعلام البحرينية إن سلاح المعلومة أصبح أكثر خطرا من أي وقت مضى، ونحن بحاجة ماسة لهذا السلاح لتنمية بلداننا، وللدفاع عن مكتسباتنا، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام كافة تمر اليوم بنوع من الأزمة بعد انفجار وسائل الاتصال وانتشار المعلومة، وأضافت إننا نعيش أزمة مصداقية في الإعلام، مستدركة "اصبح كل هذا الواقع محل مراجعة نتيجة ظهور آلاف الصحف والمجلات الشعبية التي تنشر أخبارا وآراء عبر شبكات الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي. وقالت سميرة رجب إن هذا الأمر وضع المجلات والصحف في مواقف محرجة، إذ إنها وقعت في فخ سرعة نشر الخبر على حساب معايير الدقة والتحري، ما سبب أضرارا جسيمة على كثير من البلدان، منها مملكة البحرين التي كانت ولا تزال ضحية نشر أخبار سريعة في معظمها كاذبة ومضللة للرأي العام، مشيرة إلى أن المتلقي ليس مستقلا، وينساق بسهولة وراء ما ينشر من معلومات مثيرة، وبعيدة عن الخبر الموضوعي، ولا يمكن أن نلوم المتلقي، بل نلوم مصانع انتاج الأخبار والمعلومات، منها الصحف والمجلات. وأضافت يجب أن تفكر الصحف في المقالات والأخبار التي تبعثها للمستقبل، وأن تبحث عن مواطن الخلل، وكيف تقنع المتلقي بأن الأخبار التي يستقيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعيدة كل البعد عن العمل الصحافي. واشارت إلى أهمية مراجعة النموذج الاقتصادي الذي تتبعه الصحف في ظل المتغيرات الجديدة في نماذج انتاج الاخبار. رئيس التحرير يسلم درع التكريم إلى أحمد بهبهاني ووجهت حديثها إلى قيادات الإعلام في الخليج، إذ قالت: "إن المسؤولية أصبحت أكبر من ذي قبل، ويجب دعم الحكومات مهما اختلفت الآراء، وتعددت وجهات النظر داخل الوطن الواحد، إذ إن التحديات التي تواجهنا ليست فقط اقتصادية، بل هناك معارك جديدة على المستويين الاقليمي والدولي"، مضيفة "يأتي هنا دور الصحافي الذي يجب ألاّ يقتصر دوره على الخبر، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات في المنطقة وتعمل على تصحيح المسار من خلال الحد من التضليل الاعلامي والدفاع عن مصالح الدول عبر الانخراط الايجابي تحت مسمى الأمن الإعلامي"، مشيرة إلى أن من حق الدول أن تدافع عن نفسها فيما يخص الأخبار الكاذبة التي تنشر عنها. رئيس التحرير تركي السديري ملقياً كلمته بالمؤتمر وتطرق رئيس اتحاد الصحافة الخليجية، رئيس تحرير جريدة الرياض الزميل تركي بن عبدالله السديري إلى استهداف منطقة الخليج، إذ شدد على أن المنطقة تستهدف بشكل غير مسبوق في الوقت الراهن، وقال: "على الإعلامي في الوقت الراهن أن يدرك طبيعة الوضع القائم عربيا وخليجيا، وربما أن الخليج خلال السنوات القليلة الماضية لم تكن منطقة الخليج مستهدفة بالشكل القائم حاليا، كان الخلاف يتم بين بعض الدول العربية، وقبل نحو 60 عاما العالم العربي كان في منتهى التقدم، وينطلق إلى الأمام، وفي تلك الفترة كانت الدول الخليجية غير منطلقة باسثناء الكويت والبحرين، وبعد تلك المرحلة انطلقت دول الخليج بكاملها وأصبح لها واقع اقتصادي وواقع سياسي، وهو ما يفتقده العالم العربي حاليا، مضيفا أن الإعلام لدينا يجب أن يكون واعياً وقادراً على مواجهة التحديات التي تواجه منطقة الخليج، وبخاصة أن هناك من يحاول تمرير أفكار غير منطقية لدرجة أن هناك مواقع على الانترنت استحدثت مهمتها إدخال التشكيك في دول الخليج العربي، وفي مستقبلها، وكل ذلك غير منطقي في شكل مطلق، إذ إن منطقة الخليج تعتبر المنطقة الوحيدة المستقرة في الدول العربية"، مشيرا إلى أن دول الخليج تسير بخطط تطوير صحيحة، أضاف "هناك دول عربية معينة كانت قبل أعوام ليست بالطويلة في المقدمة". وشدد على أن هناك عنصران في الوضع الراهن، الأول تمثل في عنصر من خارج العالم العربي، ويحاول أن يربك المنطقة والتشكيك في المنطقة ويضاف له بعض الدول العربية تعاني من مشكلة انحدار كبير ولا يرضيها أن يكون الخليج في الواجهة"، مشيرا إلى أن المهمة التي تحمل الإعلام مسؤوليته ليست بالسهلة، ويفترض أن تكون هناك اجتماعات مستمرة، وأن يكون هناك حوار مع رؤساء التحرير، وأن تقام الندوات لايجاد نوع من التفاهم بهدف خلق إعلام قادر على مساعدة الدول في منهجها لتطور والتحديث"، مشيرا إلى أن ليس من حرية الإعلام ما يدعى أنه حرية عندما تنشر مقالات أو أفكار نتائجها إيجاد الخلافات داخل الدول الخليجية، وليس منطقيا أن تسمى حرية إعلام مثل هذه الأفكار التي من شأنها أن توجد فرص ظهور لعناصر غير موضوعية. أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان ملقياً كلمته وتابع "أمامنا تجارب تطوير، فهناك دول في آسيا كانت في أسفل التقدم العلمي، واسفل التقدم الاقتصادي، وكان الفقر في منتهى الانتشار، واصبحت الآن في مقدمة الدول، مثل الصين التي كانت في وضع مختلف قبل سنين، والهند التي كان الناس يموتون في الشارع من الفقر". وقال الأمين العام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان: إن الأمانة العامة تسعى لتنشيط الاتحاد عبر اعتماد برنامج طموح يسهم في تحقيق تلك الأهداف الجميلة إلا أن العام الواقع بين المؤتمر الثالث وهذا المؤتمر لم يشهد أي دورة تدريبية والسبب يعود إلى تراجع الموارد المالية والمتمثلة في الدعم من الموردين الأساسين اللذين يعتمد عليهما الاتحاد مشيراً إلى الفعالية الوحيدة التي أقيمت على مستوى عال وهي ملتقى الصحفيات الخليجيات الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع جمعية الصحفيين الكويتية. جانب من المؤتمر وأضاف "إننا خطونا خطوات جادة في أمور ثلاثة، وهي الاتفاق مع ثلاثة باحثين من كل من سلطنة عمان ودولة الكويت والإمارات لإعداد ثلاثة كتب تحفظ حق رواد ومؤسسي الصحافة في هذه الدول تدشن العام الحالي. وشكر حكومة البحرين ممثلة في هيئة شؤون الإعلام التي رغم كل الظروف التي مرت بها استمرت في دعمها للاتحاد بكل الوسائل الممكنة، وكذلك لسعادة رئيس الاتحاد تركي بن عبدالله السديري الذي لا يدخر وسعا في المساعدة على تحقيق أهداف الاتحاد ودعمه وكذلك لمشاركة صحيفة الرياض في رعاية هذا المؤتمر، مرحباً بالأعضاء الجدد الذين انضموا إلى الاتحاد. من جانبه أكد رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) رئيس الجمعية العربية للصحافة وحرية الاعلام بكوغر (آرابرس) طارق آل شيخان في كلمة قالها ان الوقت قد حان لكي تكون هناك مرجعية واضحة للصحافة والاعلام الخليجي بعيدا عن المرجعية الغربية التي لا تتماشي مع ثقافتنا وهويتنا الخليجية والعربية. وذلك يكون بانتهاج ميثاق (كوغر) للصحافة والاعلام الخليجي، وهي المبادئ العامة الست المستمدة من التاريخ والمسيرة الصحافية والاعلامية التي قدمها لنا الآباء المؤسسون للصحافة والاعلام الخليجي. وفي نهاية الحفل سلمت سميرة رجب وزيرة الدولة لشؤون الاعلام المتحدث الرسمي لحكومة البحرين وبحضور رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي بن عبدالله السديري جوائز كوغر للصحافة والاعلام لكل من احمد بهبهاني رئيس اتحاد الصحافيين العرب بجائزة الشخصية الإعلامية الخليجية 2013 والراحل الاعلامي العماني عيسى الزدجالي بجائزة القلم الصحافي الخليجي 2013 .