بعد ساعات لم تتجاوز العشر لم يهنأ خلالها محترفو الهلال تفاريس وكماتشو والمدرب (باكيتا) بالنوم والراحة بعد جهد النهائي الكبير اتجه الثلاثي إلى مطار الملك خالد الدولي للسفر للبرازيل وقضاء الإجازة السنوية، «الرياض» تواجدت في المطار مع (كماتشو وتفاريس) اللذان فضلا أن تكون رحلتهما مبكرة رغم طول خط سيرها الذي يبدأ بالمنامة مروراً بلندن قبل أن تتجه إلى ساوباولو فيما فضل (باكيتا) أن يغادر في وقت لاحق من مساء اليوم نفسه بعد إنهاء بعض الارتباطات. بحث في صالات المطار في ساعة مبكرة اتجهت لصالة المغادرة الدولية وبعد بحث لم يدم طويلاً وجدت الثنائي (كماتشو وتفاريس) أمام البوابة رقم 28 بانتظار مغادرتهم إلى البحرين عن طريق الخطوط السعودية ثم من المنامة إلى لندن من خلال الخطوط البريطانية وبعدها من لندن إلى ساوباولو، خطة سفر مرهقة جداً أليس كذلك؟ كانت تلك كلماتي الأولى لكماتشو الذي رد قائلاً (كان مقرراً أن تكون رحلتنا أسهل لكن تأجيل النهائي من الأربعاء إلى الجمعة لم يترك لنا خيارات كثيرة، اشتقنا كثيراً لعائلاتنا وأنت تعلم كيف كان هذا الموسم طويل جداً)، قلت له: بالمناسبة.. هدفاك في مرمى الاتحاد والشباب كانا رائعين، لماذا لم تفكر في تسديد الأخطاء القريبة إلا في ختام الموسم، علق كماتشو بقوله: في بداية الموسم كان المدرب باكيتا يركز على تفاريس والشلهوب كون الأول قوي التسديد فيما الثاني يجيد لف الكرة باسلوب رائع وتذكر كيف أن الاثنين أحرزا أهدافاً حاسمة، بالنسبة لهدفي في مرمى الاتحاد كان الخطأ قريباً جداً من خط الثمانية عشرة وأنا أهوى هذا النوع من الأخطاء لذلك تقدمت للتسديد وتفوقت في تسجيل الهدف وهو مافتح شهيتي لتسديد أي كرة قريبة، في مباراة الشباب النهائية تحصلت على واحدة وأحرزت منها هدفاً.. هذا كل مافي الأمر، تدخل تفاريس ضاحكاً وقال «كماتشو فضل ان يجمع تركيزه في تسديد الأخطاء في كل الأشهر الماضية لحسم المواجهات النهائية» التفت لكماتشو و قلت له الهدفان قفزا بمقدم عقدك إلى 800 ألف دولار بعدما كان 500 ألف فقط، رد سريعاً.. التفاوض ورفع المبلغ حق من حقوقي كلاعب محترف، انت الآن كصحفي لو جاءك عرض من جريدة أخرى من الطبيعي أن تنتقل، قلت له.. لا لن أنتقل لأني سعيد في عملي بجريدة الرياض، رد بسرعة حتى ولو تضاعف راتبك؟ قلت: حتى ولو كان كذلك فأنا أرى نفسي في أفضل مكان، قال بعد توقف: لكن أنت تتحدث عن مبالغ بسيطة ربما زيادة 4 أو 5 آلاف ريال.. أنا أتحدث عن عروض تصلني بمئات الآلف وهي مبالغ طائلة بلا شك وانا محترف وتركت أهلي وعائلتي وقبل ذلك وطني كل ذلك لتوفير المادة أولاً وأخيراً بينما أنت تعيش مع أسرتك في مدينتك.. واعتقد أنك لا تلومني على ذلك. أجواء ماقبل النهائي بعد ان احتدم النقاش حول مقدمات العقود التفت تجاه تفاريس وسألته: كيف قضيت ليلة مواجهة النهائي، قال: مايميز فريق الهلال هو أنه متعود على اللعب في مثل هذه الأجواء، فلا ترى الوضع في النادي يتغير ليلة المواجهات الكبيرة.. بل قد يكون العكس تماماً خصوصاً وان الإدارة نقلت المعسكر إلى فندق 5 نجوم فتحول الحال وكأننا عائلة واحدة تقضي رحلة سياحية، بادرته بسؤال آخر: في أحد اللقاءات التي جمعتني بك قبل شهرين تقريباً قلت بأنك تعتبرالمحترف الشبابي (منجا) أخطر مهاجم لعب أمامك وأنك تجد صعوبة في رقابته، ألم يؤثر ذلك عليك وأنت تلعب أمامه في مباراة نهائية، رد تفاريس.. بالفعل هو كذلك، لكن طريقة المدرب باكيتا ساعدتنا كثيراً في الحد من خطورة الهجوم الشبابي خصوصاً بتواجد الغنام والغامدي أمامنا، ورأيت كيف حول الشبابيون لعبهم إلى الضغط عن طريق الأطراف لأنهم عجزوا عن الاختراق من العمق وهذا بحد ذاته نجاح لخط دفاعنا. الغنام الأقرب للبرازيلين من هو أقرب اللاعبين لكما؟ سألت هذا السؤال لتفاريس وكماتشو كل على حدة، كلاهما ذكرا عبدالطيف الغنام أولاً.. أو كما يسمونه (لطيف)، رغم أنه لم ينضم إلا في منتصف الموسم يبدو أن الغنام يحظى بإعجاب من تفاريس وكماتشو اللذين رشحاه أيضاً للاحتراف أوروبا كما رشحا الشلهوب والتيماط والعنبر للاحتراف في أفضل الأندية الأوروبية، وحول إذا ماكان هناك محترف برازيلي يرشحونه كي يلعب في خط الهجوم الموسم المقبل ليكون مثلثاً برازيلياً في النادي الأزرق قالا بأنه لا يمكن حصر الأسماء الجديرة باللعب وقالوا بأن هناك العديد من المهاجمين البرازيليين الذين يمكن لهم أن يقودوا خط الهجوم الهلالي. لن ننساكم تفاريس كان سعيداً وهو يشير إلى الصحف التي نشرت خبر الفوز الهلالي واللاعبين الذي يرتدون قميصاً خاصاً بالتتويج حمل عبارة (لن ننساكم) كان يحمل اسمي الأمير عبدالله بن سعد واللاعب سعد الدوسري رحمهما الله، قلت له انت نفذت الفكرة في نهائي كأس ولي العهد والآن جميع اللاعبين ارتدوا قميصاً موحداً بنفس المضمون، كيف ترى ذلك.. اجابني: بكل تأكيد أنا (مبسوط) - قالها بالعربية - لأن الأمير محمد شكرني على هذه المبادرة في نهائي كأس ولي العهد وقال إنه سيطبقها لجميع اللاعبين فيما لو وصل الفريق بطولة الدوري وهو ماحدث تماماً. أجمل المباريات اتفق الثنائي على أن مباراة الهلال والاتحاد والتي انتهت بفوز الهلال بأربعة أهداف مقابل هدفين هي أجمل المباريات التي لعبوها مع الزعيم هذا الموسم، وزاد تفاريس: مباراة نهائي كأس ولي العهد أمام القادسية كونها كانت صعبة وأمام فريق قوي تقدم علينا في منتصف الشوط الأول، كانت دقائق مثيرة وصعبة ولن أنساها من ذاكرتي. هذا ماحدث لهيريرا؟! قلت لتفاريس رغم أنك لعبت قرابة خمسين مباراة مع الهلال هذا الموسم إلا أنك تؤدي دور الدفاع باسلوب رياضي راق ولم نعتد منك لجوءك للخشونة، ماذا حدث أمام هيريرا في الدقيقة الثانية من مواجهة نصف النهائي، قال لي جميل أنك تطرقت لهذه الحادثة لتكون مناسبة كيف أتقدم بالاعتذار للجمهور الهلالي أولاً وأخيراً لأنه لم يعتاد أن يشاهد تفاريس وهو يلجأ لمثل هذه الألعاب، صدقني الأمر حدث في أجزاء من الثانية ولم أكن أبيت النية لضربه كما يردد البعض، كل مافي الأمر أن هيريرا استفزني باحتفاظه وحجزه للكرة بين قدميه وأنا حاولت استخلاص الكرة منه بأي طريقة هذا كل مافي الأمر. الرياض والهلال مارأيكما بمدينة الرياض وبنادي الهلال وهل تعتقدون أن اجواء الرياضة السعودية مناسبة للمحترفين؟ أجاب كماتشو: صدقني الأجواء أكثر من رائعة ولو لم تكن كذلك لما نجحنا في مهمتنا مع الفريق، الرياض مدينة جميلة ومميزة صحيح أنها أحياناً تكون مزدحمة لكنها مدينة عصرية.. وعندما أعود سأحضر عائلتي، تفاريس قال بأني أكرر لك ماقلته منذ قليل بالنسبة لنادي الهلال وصدقني لا أستطيع أن أصف لك سعادتي وأنا ألعب لهذا النادي الكبير وحينما أكون في المباريات أشاهد الجماهير كيف تعشق الفوز بجنون وأحياناً أنسى نفسي وأشجع مثلهم لكني لا أعلم عن ذلك إلا حينما أعود للمنزل وأشاهد المباراة مسجلة. أما عن مدينة الرياض - والكلام هنا لتفاريس - فلن أزيد على ماقاله زميلي كماتشو.. وأضيف أني أعشق المطاعم العربية هنا لدرجة أن وزني زاد 3 كجم خلال أشهر قليلة كل ذلك من عشقي للشورما والكبسة التي تتفننون هنا بكل أنواعها إضافة إلى طبقي المفضل «أم علي». كماتشو يطلب مكافأة قبل الدخول إلى الطائرة توقف كماتشو مع الوسيط الكويتي خليفة المطيري في نقاش دام دقائق، عرفت بعده أن المطيري أوقع نفسه في مأزق حيث وعده بستة آلاف ريال في حال أحرز هدفاً في مباريات المربع، كماتشو كان يقول وهو يضحك: لن أصعد الطائرة قبل أن أقبض المكافأة، خليفة كان يبرر بأن الاتفاق كان على هدف واحد وليس هدفين، وفي نهاية الأمر اتفقا على أن يدفع خليفة المكافأة عند عودة كماتشو للرياض بعد أن تعذر بقوله (لا يوجد شخص يضع في جيبه ستة آلاف ريال)، كماتشو ضحك وقال «يوجد في المطار صراف آلي.. لا تتعذر!» متى تعتزل؟ كماتشو قد سبق الجميع وتوجه للطائرة فيما كان تفاريس يضحك على سؤالي وهو الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، قال سأعتزل أمام هذه البوابة وأعمل محرراً صحفياً رياضياً مثلك، قلت حسناً خذ ورقة وقلماً واكتب ماتريد وسأحاول أن أقنع رئيس القسم الرياضي بأن يرشحك للعمل في صحيفتنا، ضحك وقال حسناً.. أريد وضع صورة كبيرة جداً لكماتشو على مساحة نصف صفحة وهو يفرح بهدف الحسم أمام الشباب وأريدك أن تكتب عنواناً كبيراً فوق الصورة (الحمد لله أن كماتشو يلعب في الهلال) - قالها أيضاً بالعربية -، قلت حسناً اكتب المادة لأن الصحافة ليست صورة وعنواناً.. أين المادة؟ قال سأكتب سطراً واحداً بالبرتغالية وأكمل أنت البقية، حمل حقيبته الكبيرة وقال (سلام عليكم).. اتجه الى البوابة وهو يحمل عناء أكثر من 20 ساعة طيران قبل الوصول لمدينته. قلت له بصوت عال: تفاريس لماذا تتجهون للبحرين؟ ألم تجدوا محطة ترانزيت أخرى اقرب لكم؟ رد وهو يبتسم: سنذهب للبحرين للبحث عن (عزيز).