وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مترو الرياض    إن لم تكن معي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجتمع الدولي خيب الآمال في مذابح مسلمي الروهينجا
كشف عن خطوات عملية قبل عقد القمة .. أمين منظمة التعاون الإسلامي ل عكاظ :
نشر في عكاظ يوم 12 - 08 - 2012

أوجز الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الموقف الدولي تجاه قضية الروهينجا في عبارة «إن المجتمع الدولي خيب أملي إزاء عدم قيامه بأي تحرك لإيقاف المذابح والانتهاكات والظلم والتطهير العرقي الذي تمارسه حكومة ميانمار ضد المسلمين في إقليم آراكان».
وكشف ل«عكاظ» عن جملة من الإجراءات العملية التي نفذتها المنظمة قبل عقد القمة الإسلامية الاستثنائية يوم الثلاثاء المقبل، انطلاقا من بداية أعمال العنف في 11 يونيو الماضي، يقوله «أصدرنا بيانا قويا دعونا فيه السلطات في ميانمار لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا العنف، بعد ذلك بدأت سلسلة واسعة من النشاط الدبلوماسي، إذ بعثنا رسالة إلى رئيس الجمهورية المنتخب الجديد، وإلى ممثلة المعارضة رئيسة الرابطة الوطنية للديمقراطية، فاستخدم رئيس الجمهورية تعبيرا يدان عليه ويعتبر جريمة ضد المواطنين، حين قال إننا لا نريد هؤلاء فليذهبوا إلى أية جهة أخرى، فهو يريد أن يخرج المواطنين أهل البلاد من ديارهم، بينما تحدثت رئيسة الرابطة الوطنية عن كل المشاكل السياسية وما يتعلق بحقوق الإنسان في الداخل والخارج أثناء خطبتها أمام البرلمان البريطاني ولم تذكر المسلمين بتاتا، فكتبت لها رسالة تأملت فيها أن تعتبر مشكلة المسلمين في بلادها هي جزء لا يتجزأ من قضية حقوق الإنسان والمواطنة، فبعد عودتها من أوروبا ذكرت لأول مرة مسألة الأقليات في ميانمار، وهذا نتيجة الضغط الذي مارسناه.
تجاوب المؤسسات الدولية
وأوضح إحسان أوغلي الخطوات التي اتخذتها المنظمة مع المجتمع والمؤسسات الدولية، فقال «أجرينا اتصالات واسعة مع الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، والأمين العام لاتحاد جنوب شرق آسيا «آسيان»، وفي 4 يونيو أثناء اجتماع اللجنة التنفيذية دعوت جميع الأعضاء لإدانة أعمال العنف ضد المسلمين، وبدأت بعض الدول الإسلامية تهتم بالأمر، ودعونا مجلس حقوق الإنسان لاجتماع في جنيف قبل أسبوعين، وكتبت لوزراء الخارجية أن يصدروا تعليمات لممثليهم في نيويورك بأن توضع القضية على جدول أعمال مجلس الأمن، وعلى صعيد القمة فأؤكد لكم أن هناك تجاوبا إيجابيا من دولة المقر المملكة العربية السعودية، وسوف تخرج رسالة قوية من القمة في هذا الموضوع».
اتهم حكومة ميانمار بممارسة أعمال غير إنسانية .. أمين اتحاد الروهينجا ل :
معاناة «أركان» تذكرنا بالمجازر البوذية
علي بن غرسان (مكة المكرمة)
اتهم الأمين العام لاتحاد الروهينجا المسلمين الدكتور وقار الدين مسيع الدين في حديثه ل«عكاظ» حكومة ميانمار بأنها تمارس بحق المسلمين أعمالا غير إنسانية وتفرض عليهم قيودا غير منطقية، إذ تنعدم في مناطقهم البنية التحتية، من الماء والكهرباء والخدمات الطبية وغيرها، ويقتصر التعليم على الكتاتيب ولا يمكن قبول المسلمين في المدارس النظامية فوق المرحلة المتوسطة، ما عدا مدينة سيكوي عاصمة أكياب، حيث تعتبر مقرا رسميا لمؤسسات حكومية، فضلا عن أنهم فرضوا تنظيمات جديدة بتحديد النسل، ومنع التعدد في الزوجات، ومنع تزويج النساء المطلقات، وألا يقل سن الزوج عن 30 عاما، والزوجة عن 25 عاما، في المقابل يمنح البوذيون حرية التزويج والنسل.
وأشار الدكتور وقار الدين إلى الأحداث الجارية في إقليم أراكان بأنها تذكر بالمجازر التي ارتكبها البوذيون سنة 1948م، وزاد «منذ ذلك التاريخ يشهد الإقليم أعمال عنف متتابعة، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى من التقتيل والتهجير وحرق البشر وهم أحياء واقتحام المنازل وحرقها، إذ بلغت حصيلة القتلى تقديريا منذ شهرين 3500 قتيل، مقابل عشرات الآلاف من المشردين إلى بنجلاديش».
وعن المحاور التي يبحثها الاتحاد مع المنظمات الأممية والإنسانية قال إنها تتلخص في ثلاثة محاور، وقف العنف، السماح للمهاجرين بالعودة إلى أوطانهم، منح المواطنين حقوقهم في التعليم والصحة والخدمات العامة. مستعبدا النظر في المطالب الشعبية التي تنادي بفصل إقليم آراكان سياسيا وجغرافيا عن ميانمار.
وبسؤاله عن طبيعة إعادة المهاجرين إلى ميانمار وقد تمكن البورماويون في دول عربية وأخرى من التجارة والعمل الحكومي والأهلي، أفاد أن قرار العودة يترك للبورماويين أنفسهم، بينما لا يمكن لأحد منهم أن ينسى موطنه، حتى وإن فضل الإقامة خارجها.
وانتقد الدكتور وقار الدين موقف رئيسة الرابطة الوطنية للديمقراطية حينما تحدثت أثناء مرحلة الانتخابات بأنها سوف ترعى حقوق الأقليات في البلاد، بما في ذلك الأقلية الإسلامية، بينما تغير موقفها بمجرد أن تربعت على رئاسة الحزب، حتى في الأحداث الأخيرة تحدثت عن حقوق الأقليات تعريضا دون أن تحددهم بالمسلمين.
قضية الفتاة المغتصبة شماعة للإبادة ونزوح جماعي عبر خليج البنغال ليلا
أحداث بورما الأخيرة.. البوذيون ينتهكون حقوق الإنسان
علي بن غرسان (مكة المكرمة)
زادت معاناة الأقلية المسلمة في أراكان بدولة ميانمار «بورما سابقا»، والتي تتعرض لأبشع المجازر الوحشية والإبادة الجماعية تطبيقا لسياسة التطهير العرقي لهم من قبل مواطنيهم البوذيين «الموغ»، بالتواطؤ مع الحكومة العسكرية الفاشية هناك، وهذا ما دفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دعوة زعماء الدول الإسلامية للقمة الاستثنائية للتباحث في عدة مواضيع.. منها هذه القضية الشائكة.
وعن الاضطهاد الحالي لمأساة المسلمين في بورما التي وقعت في يونيو العام الحالي يقول الإعلامي والباحث في شؤون القضية صلاح عبدالشكور، إن الاضطهاد ضد المسلمين في بورما لم يتوقف منذ الاحتلال البورمي لأراكان قبل 200 سنة حتى الآن؛ حيث تسارعت الأحداث العنيفة بطريقة دراماتيكية قبل اندلاع المجازر الأخيرة.
ويضيف بقوله «في بداية يونيو 2012م أعلنت الحكومة العسكرية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة في أراكان اعترافا بها، فغضب البوذيون كثيرا من هذا الإعلان لأنهم يدركون أنه سيؤثر في حجم انتشار الإسلام في المنطقة، فخططوا لإحداث الفوضى والمجازر، وهاجم البوذيون بعد مدة يسيرة حافلة تقل عشرة من دعاة المسلمين الروهنجيين كانوا عائدين من رحلتهم الدعوية إلى عاصمة البلاد رانجون، تم ربطهم من أيديهم وأرجلهم، وانهال عليهم البوذيون ضربا بالعصي حتى استشهدوا جميعا، وشارك في المذبحة 450 بوذيا برروا فعلتهم بأنهم فعلوا ذلك انتقاما لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية وقتلها، وكان موقف الحكومة مخزيا جدا؛ حيث قررت القبض على أربعة شباب مسلمين بحجة الاشتباه في تورطهم في قضية الفتاة، وتركت 450 بوذيا قتلوا عشرة من الدعاة المسلمين بغير ذنب».
ويواصل عبدالشكور حديثه بقوله «في 3 يونيو 2012م أحاط الجيش البوذي بمساجد المسلمين تحسبا لخروج مظاهرات عارمة بعد صلاة الجمعة، ومنعوا المصلين من الخروج دفعة واحدة، وأثناء خروج المصلين من مساجدهم تحرش بهم البوذيون وألقوا عليهم الحجارة، فاندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين، ففرض الجيش حظر التجول على المسلمين فقط دون البوذيين الذين تجولوا بكل حرية في الأحياء المسلمة بالسيوف والعصي والسكاكين، يحرقون المنازل، ويقتلون من فيها من المسلمين على مرأى من قوات الأمن التي اكتفت بالمشاهدة الصامتة دونما تدخل منهم.
في ظل هذه الأجواء المرعبة تقاطر العديد من أبناء شعب الروهنجي يهربون ليلا عبر خليج البنغال إلى الدول المجاورة على متن قوارب صيد متهالكة لا تصمد حتى تصل بهم إلى الشاطئ الآخر، فيموت من يموت منهم غرقا، ومن يكتب الله له الوصول إلى الشاطئ الآخر ترده قوات حرس الحدود ولا تسمح له باللجوء ودخول البلاد فيبقون على متن قواربهم المتهالكة عائمين هكذا فوق الماء بين البلدين الطاردين لهم في صورة رمزية بليغة تشير إلى مصير أبناء شعب أراكان الذي بقي عالقا بين المطرقة والسندان منذ ما يقرب من قرن من الزمان مطرقة المجازر البوذية المتوحشة وسندان الصمت والتجاهل العالمي لقضية أراكان».
وعن تاريخ المأساة للمسلمين في بورما يروي عبدالشكور عن ذلك التاريخ المأساوي بقوله «هذه المأساة ليست وليدة اللحظة بل تكرار لمآس مضت، ففي عام 1942م خلال الاحتلال الياباني لبورما وقعت مذبحة تاريخية كبرى شنيعة لأبناء شعب أراكان المسلم على أيدي البوذيين الموغ، قتلوا خلالها بالسيوف والأسلحة النارية الرجال والنساء والأطفال والشيوخ دونما تفريق بينهم أو أدنى رحمة بهم، حيث كانوا يقذفون بالأطفال إلى أعلى، ويتلقونهم بالسيوف من أسفل، لينشطروا نصفين أمام أنظار والديهم، ويبقرون بطون الحوامل لإخراج الأجنة من أرحامهم ليتلهوا بها، ويتقاذفونها بأرجلهم كالكرة، ويحشدون الناس في مخازن كبيرة مبنية من الأعواد الخشبية يغلقون عليهم أبوابها، ويشعلون فيها النيران ويطاردون الفارين منهم، حتى إذا أدركوهم على شط النهر أبادوهم عن بكرة أبيهم؛ بحيث يستحيل ماء النهر أحمر قانيا بدمائهم».
عكاظ ترصد حياتهم وتكشف تفاصيل الهجرة بعد موقعة «ناجامين»
4 مراحل لاستقرار البرماويين في مكة
علي بن غرسان (مكة المكرمة)
في مهوى الأفئدة مكة المكرمة تتمازج جنسيات متعددة تحت قبة البلد الحرام، لهم ما لأهل مكة من حقوق وعليهم ما على أهلها من واجبات، فقد احتضنت مكة جاليات متعددة منذ عقود من الزمان حتى ترعرع جيل جديد من أبناء تلك الجاليات لا يعرف إلا مكة المكرمة موطنا، ومن تلك الجاليات المتعددة في مكة «الجالية البرماوية» تلك الجالية التي لامس تعداد أبنائها سقف نصف المليون نسمة يعيشون في أحياء متفرقة يكاد لا يخالطهم فيها أحد، بل يذهب فكر من يرى هذه الأحياء أنه في إحدى البلدان الآسيوية بتلك الطقوس والعادات التي تسيطر عليها.
«عكاظ» حاولت تسليط الضوء على هذه الجالية المسلمة التي عانت على مر التاريخ من الظلم في بلدها ولجأت مستعصمة بالبيت العتيق طالبة الأمن وباحثة عن لقمة عيش نظيفة ليخرج من أصلابها حفظة لكتاب الله تولوا إمامة المساجد في مدن متفرقة في المملكة.
البرماويون المهاجرون
يقول ل «عكاظ» الشيخ أبو الشمع بن عبدالمجيد شيخ طائفة البرماوية في مكة المكرمة ويعمل باحثا في رابطة العالم الإسلامي وسبق له العمل رئيسا للجنة تسوية أوضاع البرماويين لأربع فترات، ليروي قصة هذه الجالية، وكيف استوطنت مكة المكرمة:-
قصة الهجرة
وعن قصة هجرة البرماويين صوب مكة يكشف أبو الشمع التفاصيل قائلا: بعد حملات الإجلاء الإجبارية فما كان أمام المسلمين إلا الفرار بأغلى ما يملكون وهو دينهم وعقيدتهم، فنزحوا إلى الخارج مهاجرين إلى الله يطرقون أبواب الدول الإسلامية المجاورة كباكستان الشرقية سابقا (بنجلاديش حاليا)، وباكستان الغربية وتايلند والهند وماليزيا وبعض دول الخليج، وكلما زاد بطش البوذيين بالمسلمين خرج ثلة منهم وهاجروا إلى بلدان شتى، ومن هنا بدأت قصة هجرة البرماويين إلى بلاد الحرمين منذ الستينات الهجرية بعد قصة معاناة طويلة، وقد صرفت لهم الحكومة السعودية إقامات بمهنة مجاور للعبادة، وكان وصولهم إلى بلاد الحرمين على أربع مراحل:
الأولى ما بين أعوام 1368ه و1370ه في عهد الملك عبدالعزيز وحصلوا على إقامات بمهنة مجاور للبيت.
المرحلة الثانية: ما بين أعوام 1370ه و1380ه، وهؤلاء دخلوا المملكة مشيا على الأقدام خلال مسيرة عام كامل من المشي، وحصل بعض منهم على الجنسية السعودية، وهؤلاء غالبيتهم دخلوا عن طريق اليمن والأردن.
المرحلة الثالثة: ما بين أعوام 1383ه 1392ه، وهؤلاء أكثرهم دخلوا بجوازات سفر للعمرة والحج عن طريق بنجلاديش أو باكستان، وبعض أبنائهم استلموا الجنسية السعودية بسبب ولادتهم في المملكة.
المرحلة الرابعة: وتعرف بالهجرة الجماعية وكانت بعد عملية (ناجامين) التي أبادت فيها قرى بكاملها بحجة المواطنة غير الشرعية، وكانت بين أعوام 1387ه و1391ه، ومنذ عام 1391ه إلى عام 1426ه توقفت الهجرة البورمية الجماعية وبقيت الهجرة الفردية.
3 أقسام
وعن أوضاع البرماويين في مكة المكرمة، يقول الشيخ أبو الشمع: «أول من وصل من البرماويين يبلغ حوالي 2000 أسرة، والبرماويون الذين قدموا للمملكة وهم الذين يطلق عليهم هناك «الروانجيين» ولغتهم تختلف عن اللغة البورمية، حيث تسمى لغتهم اللغة «الروانجية»، وقد وصلت أنا مع والدي للمملكة وعمري ستة أعوام، وعشت هنا وتعلمت حتى حصلت على الماجستير في العلوم الشرعية».
وأكد أن البورميين الذين يعيشون الآن في المملكة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: اضطر للبحث عن جواز سفر من إحدى الدول الآسيوية لعدم وجود جوازات سفر معهم لكي يحصلوا على إقامة نظامية، وكان اتجاههم إلى سفارات بنجلاديش وباكستان، والكثير من البروماويين يرغبون في العودة لجنسيتهم الأصلية، وأتوقع أن من يحمل جوازات بنغالية يصل عددهم إلى 100 ألف نسمة.
القسم الثاني: يحمل البطاقات البيضاء التي منحتها لهم اللجنة التي قامت بتصحيح أوضاع البورماويين ويصل عددهم إلى نحو 80 ألف نسمة.
القسم الثالث: بدون أي هوية، حيث إنهم لا يحملون أي هوية ويصل عددهم إلى 70 ألف نسمة على الأقل.
وأوضح أبو الشمع، أن البورميين في الأحياء العشوائية بمكة المكرمة حيث يتوزعون على مناطق المسفلة والنكاسة ودحلة الرشد والكعكية ودحلة الولايا وحارة يمن والزهور والعتيبية وشارع الحج والعمرة، مؤكدا أن هؤلاء البورميين يعيشون في أمن وأمان في ظل هذه البلاد والحكومة الطاهرة، حيث إن أبناءهم كلهم من مواليد المملكة وهم لا يسافرون ولا يخرجون من المملكة والمولودين بها تتراوح أعمارهم من 40 سنة فما دون، حيث إن بعضهم قد تزوج وأنجب هنا الجيل الثاني.
تاريخ المعاناة
وعن تاريخ معاناة البرماويين، قال شيخ الطائفة البرماوية في مكة المكرمة: «البرماويون هم الذين هاجروا إلى بلاد الحرمين الشريفين منذ السبعينيات الهجرية، وهم السكان الأصليون لمملكة أركان التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليما من أقاليمها وتقع في جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الصين، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند، ومن الشرق لاوس، ومن الغرب بنجلاديش، وقد وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام 172ه عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة أركان في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد، وقد أقيمت في أركان سلطنات إسلامية كثيرة من عام 1192م حتى عام 1429م، وفي عام 1430م قامت مملكة إسلامية على يد السلطان سليمان شاه واستمرت إلى عام 1784م، أي قرابة ثلاثة قرون ونصف تتابع على حكمها 48 ملكا مسلما على التوالي؛ آخرهم الملك سليم شاه، وكانوا يكتبون على العملات كلمة التوحيد لا إله إلا الله وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية، وفي عام 1784م احتل الملك البوذي (بودا باية) مملكة أركان وضمها إلى بورما خوفا من انتشار الإسلام في المنطقة، ويبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة نسبة المسلمين منهم 70% وتتراوح نسبة سكان أركان 20% من سكان بورما عموما البالغ عددهم 55 مليون نسمة.
طمس الهوية
ويستطرد الشيخ أبو الشمع حول معاناة أبناء جلدته قائلا: «بدأت معاناة سكان أركان منذ احتلال بورما لهم، حيث طمست الهوية والآثار الإسلامية ودمرت المساجد والمدارس وبنيت المعابد البوذية في مكانها، كما قتل العلماء والدعاة، وبدأت الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للمسلمين بكل أنواع الاضطهاد من قتل وتشريد وانتهاك للأعراض، وبلغت بعض المجازر قتل 100 ألف مسلم وشرد نصف مليون في إحدى الهجرات الجماعية، وصودرت الممتلكات من منازل ومزارع ومواش وأموال وغيرها، كما ألغي حق المواطنة للمسلمين، وتم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره التعذيب والموت في المعتقلات أو الهجرة إلى خارج البلاد، وهو المطلوب أصلا في سياسة دولة بورما المحتلة مع المسلمين في إقليم أركان وحرم المسلمين من العمل في الوظائف الحكومية ومواصلة التعليم العالي».
تذويب المسلمين
المحاولة المستميتة لبرمنة الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي قسرا من خلال العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء الثكنات العسكرية أو شق الطرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية سخره وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات، ومنعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنجلاديش ولمدة يسيرة بعد دفع رسوم ورشاوى باهظة للعسكر، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة جريمة يعاقب عليها، وكذا مدينة أكياب عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيها، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح، وعدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعا باتا، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب عليها بعدم منزل المستضيف، أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته.
عقوبات اقتصادية
وهناك عقوبات اقتصادية مثل الضرائب الباهضة في كل شيء والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للحكومة العسكرية أو من يمثلهم بسعر زهيد، لإبقائهم فقراء أو لإجبارهم على ترك الديار، وتقليل أعداد المسلمين بأساليب شتى؛ منها إعطاء حقن مانعة لحمل المرأة، ورفع سن الزواج للفتيات إلى 22 سنة، واشتراط إجراء عقود الأنكحة في مخفر الشرطة البوذية بحضور العروسين والكشف أمامهم بحجة معرفة الزوجين، ومنع التعدد منعا باتا ومنع الزواج مرة أخرى للمطلقة أو الأرملة إلا بعد سنة، وأي مخالفة في ذلك تعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة الباهظة، أو الطرد من البلاد والهدف في كل ذلك هو القضاء على المسلمين والتقليل منهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.