العشق والتشجيع لا أحد يمكنه السيطرة عليهما، ولا حتى إرغام أحد بتشجيع أي نادٍ سوى ما تهواه نفسه، ويميل إليه هواه، حتى أقرب قريب منك إذ النفس وما تهوى وما تريد، الفتح "النموذجي" كما يُسمّى قارب القوسين أو أدنى لانتزاع بطولة الدوري بقوة ساحقة، وبذكاء مُفرط من جهازَيه الفني والإداري، وانسجام متميز بين لاعبيه، ربما يحصل هذا أول مرة في تاريخه منذ تأسيسه، ومع هذا كله في نظري لا يزيد مُشجعوه - لا أقول زيادة في أعدادهم - ولكن ثباتاً وإقبالاً لعشقه من قِبل من كان يعشقه يوم أن كان في الأولى، ليس إلاّ غير أن القصير المكير إلتون خوزيه له بصمة عشقية لكل من يُشجع "النموذجي"، بدليل أن غريمه التقليدي في منطقته هجر له شعبيته الجارفة في المنطقة ولم يزدد هو أيضاً لدى عشاقه إلاّ ثباتاً وتقدما وخصماً عنيداً لكل من واجهه من الكبار أو غيرهم. فالذي أريد أن أصل إليه هو أن جوالب العشق واستكثار الجماهير لا تُستجلب بحصد البطولات فحسب أو التقدم في سلم الدوري وكفى، ولو كان كذلك لرأينا جماهير "الليث" تغص بها المدرجات في الملز، و"الدرة"، وجميع مبارياته كلها أياب لكثرة جماهيره المنطقية مثل النصر والهلال والاهلي والاتحاد، والشعبية التي تلاحقهم في كل منطقة وفي أرضية كل ملعب، إنها النجومية المفرطة في أرضية الملعب، والأخلاق واللعب النظيف والرئيس الذهبي، الذي ربما يصل وصفه إلى الرمز لقوة تأثيره المباشر على المتابع للرياضة بشكل عام والمهتم للنادي الذي يعشقه بشكل خاص. عشق لحد الثمالة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود عليه رحمة الله، وماجد، والهريفي، ويوسف خميس، ومحيسن، وسالم مروان، ودرويش سعيد، وغيرهم كثير كانوا هم السبب في العشق للكيان النصراوي لدى كثيرين وليس عشق المناداة من خلال تصاريح خلفية للمباريات والتي يمر الإبداع فيها مثل مرور سحابة صيف لينادي رئيس نادٍ أن تشجيع ناديه مضاد لمرَضَيْ السكر والضغط، وربما شبع امتعاضا وتكدرا وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، في مواقف كثيرة ومباريات حاسمة يزداد فيها العشق لمن يهواه المشجع في فوز حتى أو في خسارة مع إبداع "العالمي" نموذج حي نرى مشجعيه في ازدياد؛ لأن نجوميته غير قابلة للكسر، فيما لايزال أقوام يحبون من سبق، وأن ارتدى قميصه أو حتى يحمل اسما كأسمه، النصر في وضعه الحالي بدأ يرجع إلى سابق عهده ليُغازل منصة الكؤوس غير أنه يركض أحياناً ويسير رويداً مراتٍ عديدة ومن سار على الدرب وصل! جوالب العشق توجد في تميز وإبداع اللاعبين غير الغرورين، جوالب العشق كانت في زمن الاحتراف هم اللاعبون الأوفياء لنواديهم وليسوا الذين إذا اشتدت سواعدهم وأقدامهم رموا أنديتهم برماح بنود العقود الباهظة أو عدم الرد على المحمول، جوالب العشق من يحمل شارة القيادة وهو لها أهل لا ليغيض بها محضنه الأول وحبه الأول وما الحب إلاّ للحبيب الأول! جوالب العشق ليست أدوات تُشترى وتُباع في السوق السوداء، ولكنها ما تمكن في القلب وانطبع وأدركته العيون فأبصرت ما رأت وأحكمت ما فيها من الدروس واضطلع، جوالب العشق ما تؤخذ بالتمني ولا بالترجي، ولكنها تُولد مع العاشق وتعيش معه وتَكبُر كل ما كَبُر ليرى معشوقه تميز بعناصره وحضور شخصيات لاعبيه ليتعلم منهم الأخلاق الحميدة، والتواضع الجم ويتأثر تأثيرا أصليا لا تجاريا، فلقد أتعبتم من بعدكم يا ماجد ويا يوسف خميس، ويا محيسن، فقد كنتم خير مثال للاعب الخَلوق داخل أرضية المستطيل الأخضر وخارجها. * بريدة