البقلاوة والبلورية والاسية وغيرها.. حلويات دمشقية (شامية) بامتياز حيث تزدهر هذه الصناعة التي يعود عمرها لاكثر من مئة عام في العاصمة السورية معتمدة في ذلك على خبرات متوارثة في مجال صناعة الحلويات ومواد أولية غنية بالنكهة والخامة الطبيعية وغير ذلك من المقومات التي ساهمت في إيصال علبة الحلو الشامي إلى أسواق كندا والبرازيل وألمانيا. وحول أهم أنواع الحلويات الشامية يشير محمد أبو طيارة العامل في طبخ وتصنيع الحلويات الشامية منذ أكثر من 40 عاما إلى أنه منذ ستينات القرن الماضي وحتى الآن تشهد صناعة الحلويات الشامية تطورا كبيرا «فقد صارت أصناف البقلاوة تتعدى الثمانية أصناف حيث أضيف إليها ما يسمى الكول وشكور(كل واشكر) المختلف عن البقلاوة شكلا وطعما (لان عملية تكثيف الفستق داخله تتم مع السمن وليس مع السكر) والاسية التي تشبه البقلاوة لكن حبتها أصغر ونسبة الفستق فيها أعلى بمعنى أنها مدعومة أكثر وهناك أيضا الاصابع التي تِصنع بالكاجو أو الصنوبر الناعم.. وكذلك تطورت صناعة المبرومة فاشتِقت منها أصناف فاخرة كالبلورية وعش البلبل بالفستق وهو من الاصناف التي تلاقي استساغةً ورواجا كبيرا (لانخفاض نسبة الدسم فيه وحلاوته القليلة وكنافته الناعمة الطرية ذات النكهة المميزة) وهناك أيضا البقج (رقائق عجين مغلقة على شكل فطائر في قلبها فستق)». وأضاف أن هذه الاصناف تخضع أيضا لادخال تعديلات وتحسينات بغية جذب الزبائن وإرضاء رغباتهم وشد انتباههم إلى أصناف لا يعرفونها «فالبلورية كانت منذ فترة قريبة تِصنع بالفستق فقط أما الآن فقد أصبحت تِصنع بالكاجو والبندق واللوز وغير ذلك من المكسرات كما يمكن أن تحوي على طبقة كنافة واحدة أو أكثر.. والمعمول أيضا لم يعد يقتصر على التمر والفستق فقط بل أصبحنا نغلفه بالسمسم ونضيف إليه الفواكه كالنارنج والبرتقال والفراولة والتفاح» وحول تاريخ هذه الصناعة يفيد أبو طيارة بأن «صناعة الحلويات في سوريا تعود لبداية القرن الماضي أيام الحكم العثماني عندما كان الدمشقيون يتفننون في صنع الحلويات التي يخطبون فيها ود هذا الوالي أو ذاك الحاكمدار». ويشير إلى أن صناعة الحلويات في ذلك الوقت كانت مرتبطة مع الطبخ «فعندما كان أكابر وأغنياء البلد من باشاوات وبكوات وغيرهم يعملون وليمة فإنهم كانوا يطلبون من المطبخ الذي أعد لهم طعام الكبة أوالبرك أو المناسف.. أن يعد لهم طبق حلوى كان حينها عبارة عن صينية كنافة أو نمورة التي اشتهرت في ذلك الزمن بأنها وجبة التحلاية بعد الغذاء وكانت القشطة مادتها الاساسية وهنا ظهرت مهنة البغجاتي الذي كان يجمع بين إعداد الطعام وصنع الحلويات». كما يشير رضوان داوود صاحب شركة مختصة بتصنيع وتجارة الحلويات الشامية في منطقة الميدان المشهورة بهذه الصناعة إلى أن السنوات الاخيرة شهدت «إقبالا عالميا متزايدا على الحلويات الشرقية المصنعة في سورية وفي دمشق خصيصا حيث وجدت أصنافا كعش البلبل والبقلاوة بجميع أشكالها والغريبة والبرازق استحسانا ورواجا كبيرا لدى المستهلك الاجنبي». ويضيف «فتحنا أسواقاً خارجية كبيرة وأصبحت منتجاتنا معروفة لدى الجاليات العربية والاسلامية الموجودة في أوربة وأمريكا وكندا. ويقول داوود إن الحلويات السورية رائجة الآن في جمع أسواق العالم تقريبا رغم أنها تلاقي منافسة شديدة من دول أخرى تعتبر رائدة في صناعة الحلويات كتركيا المجاورة وأن هناك دولا بعينها كألمانيا وفرنسا واسبانيا وإيطاليا واليونان ودول الخليج العربي ومصر تتصدر قائمة الدول المستوردة للحلويات الشامية ويشير إلى أن «موسم التصدير يبدأ في الشهر الرابع من كل عام وينتهي في الشهر العاشر تقريبا وذلك مرتبط بقدوم فصل الصيف في الدول العربية والاوربية والامريكية كما ينشط التصدير خلال فترات الاعياد الاسلامية(الفطر والاضحى) والمسيحية (الميلاد ورأس السنة)». وينوه إلى أن جهودا تبذل الآن لإرضاء ذوق المستهلك الاوربي والمستهلك الاجنبي بشكل عام مع المحافظة على روح المنتج بحيث لا تتغير هويته وطابعه الحرفي التقليدي وأن تلك الجهود تنصب على اتباع الاسلوب الاجنبي في التعبئة والتغليف وطرق الترويج والبيع. ويعلل داوود ارتفاع أسعار الحلويات بأن «ذلك كان بسبب ارتفاع أسعار المواد الاولية الداخلة في صناعتها عالميا كالسمن والفستق الذي تضاعف ثمنه منذ حوالي ستة أشهر أكثر من مرة ونصف لان محاصيله كانت قليلة في الدول المنتجة له كإيران وتركيا ولان هناك تزايدا في الاقبال العالمي على استهلاك المكسرات».