تشهد الحلويات عموماً والشامية خصوصاً خلال الأيام الحالية، طلباً متزايداً، وغزت منازل المستهلكين على رغم ارتفاع سعرها مقارنة بغيرها من الحلويات التي تنتجها المؤسسات المحلية، والتي قال عنها مورّدوها إن المواد الخام المستخدمة في إنتاجها هي من أفضل المنتجات الشامية من سمن ومكسرات، خصوصاً الفستق الحلبي، مشيرين إلى أن المحافظة على بقاء الحلويات في حال ممتازة أو إحضار المتخصصين فيها يكلف أموالاً كبيرة. ويقول مدير مبيعات إحدى المؤسسات المتخصصة ببيع الحلويات الشامية فادي برعشلي، إن الحلويات من أهم مفردات العيد ومستلزمات الضيافة، وعند بعض الأسر قد تسبق اللباس الجديد بمناسبة العيد، ولا يمكن لبيت أن يخلو منها، وإذا خلا قالوا «إن أصحابه ليسوا معيّدين». وأوضح ل«الحياة» أن البعض يقوم بالتوصية على الحلويات قبل أيام العيد حتى يستطيع الحصول عليها، فهي حلويات «مدللة»، مصنعة بالسمن الحيواني وبالفستق الحلبي، إذ توضع حبة الفستق كاملة وبكمية وفيرة في هذه الحلويات، أو تزين بها من الخارج بحسب نوع الحلويات. وبرر ارتفاع سعر الحلويات الشامية بأن «المنتجات التي تستخدم فيها جميعها مستوردة، وذات جودة عالية، كما أننا استقدمنا المختصين فيها والذين يتقاضون مبالغ كبيرة جراء عملهم في السعودية، نظراً إلى تخصصهم من جهة، وتركهم محالهم في الشام من جهة أخرى، وهو ما أسهم في ارتفاع أسعارهم». وأضاف أن العيد ونجاح مسلسل باب الحارة الذي تعرض فيه الحلويات الشامية بكثرة أديا إلى زيادة الطلب على الحلويات الشامية بصورة كبيرة. ولفت برعشلي إلى أن أسعار الحلويات الجاهزة العادية تتناسب ونوعها، فحلويات الطلب «الموصى عليها» والتي يكون فيها بعض الإضافات وتجهز خصيصاً بحسب طلب الزبون لها أسعار أخرى تتناسب مع الطلب وطرق التحضير، إذ يصل سعر الكيلوغرام منها إلى ضعف مثيلتها. وحول أنواع الحلويات التي يزداد الطلب عليها في العيد، قال هي من الأنواع الشهيرة التي تصنع من الطحين والسكر والقطر والفستق الحلبي أو الجوز والسمن البلدي أو العربي وأحياناً النباتية، وهي أنواع وأشكال ومذاقات مختلفة كالمبرومة والبقلاوة والبلّورية وشكور والوربات بالفستق الحلبي والقشطة وزنود الست وغيرها، مشيراً إلى أن الحلوى التي تسمى «المغشوشة»، التي تتكون من الشعيرية الملفوفة كالأصابع والمحشوة بالقشطة والفستق الحلبي هي الأغلى ثمناً، لصناعتها من أفضل أنواع المنتجات الشامية. وأكد أبوسمير (عامل في أحد محال الحلويات الشامية) أن أهم ما يميز محال بيع الحلويات الشامية هي طرق عرض البضائع على واجهات المحال، وتوزيعها على الطاولات من أجل جذب انتباه الناس، فالبعض يعجب بالشكل الهرمي ومنهم من يضعها بشكل فني أنيق، مشيراً إلى أن الحلويات الشامية لا تحتاج إلى دعاية، فهي معروفة من دون أي عرض، والمحال التي تبيعها مشهورة، حتى إنها توسعت وافتتحت محال خارج سورية مثل دول الخليج والدول العربية الأخرى بل وحتى أميركا وأوروبا. من جهته، قال سليم أبوصالح (مدير أحد محال بيع الحلويات والشوكولاتة): «شهدت الحلويات والشوكولاتة خلال الشهرين الماضيين ارتفاعاً في الأسعار بنسبة تصل إلى 20 في المئة، بسبب ارتفاع أسعار السكر وانقطاع الدقيق في بعض الأوقات عن السوق، كما أن الشوكولاتة التي نقوم باستيرادها من الخارج ارتفع سعرها بشكل كبير نظراً إلى جودتها المميزة»، لافتاً إلى أن السوق سبق أن تعرضت خلال الأعوام الخمسة الماضية لأزمات تتمثل في ندرة السكر وارتفاع أسعاره عالمياً. وأكد أن الطلب على الحلويات والشوكولاتة خلال العيد يرتفع بنسب تتجاوز 100 في المئة، مشيراً إلى أن الحلويات الشرقية في السابق كانت تمثل جزءاً كبيراً جداً من السوق، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ الطلب على الشوكولاتة يزداد تدريجياً، إذ أصبحت تصنع محلياً وإن كانت بعض المدخلات تجلب من الخارج. ولفت أحد باعة مؤسسة مختصة بتوريد الشوكولاتة إلى أن هناك نوعين من الشوكولاتة السعودية، يتراوح سعر الكيلو منها بين عشرة ريالات و25 ريالاً للأنواع العادية، بينما يصل سعر الفاخر منها إلى 150 ريالاً للكيلو الواحد. وأضاف أن الحلويات المستوردة من سويسرا وبلجيكا وفرنسا لها الحصة الكبرى في سوق الشوكولاتة السعودية، وتختلف أسعارها تبعاً لنوعية القطعة وتغليفها، ويتجاوز متوسط سعرها 150 ريالاً للكيلو الواحد، وقد يصل إلى 300 ريال.