من أغرب الأشياء التي تحدث في الهلال ان اللاعب الذي يكلف خزينة النادي ملايين الريالات هو من يجلس على كرسي الاحتياط ويكون بعيدا عن التشكيلة الاساسية والأقل مستوى هو من يمثل الفريق في جميع المباريات، واقرب الامثلة وضع الثنائي البرازيلي ويسلي والكوري سو بعدما كانت الجماهير تمني النفس ان يكونا عونا للفريق في خط الهجوم خصوصا الاول الذي ابدى ظهورا مميزا في بدايته حتى تربع على زعامة الهدافين قبل ان تخفت نجوميته وينخفض مستواه، والخوف ان يكون يستمر اسيرا لكرسي الاحتياط، وحتى الآن لم تؤكد او تنفي الادارة حقيقة بيع عقده الى أحد الاندية القطرية من دون علمه ورغبته لأن العرض كان مغريا ويسيل له لعاب اي مستثمر، وهناك انباء قالت ان الادارة باعت عقده سرا خلال فترة التسجيل الماضية الا ان هناك معضلة عرقلت الصفقة وهي انه لا يحق له الانتقال خلال الموسم اكثر من مرتين الأمر الذي أجل قرار الرحيل، وهذا التصرف اذا كان حقيقة، يؤكد ان الادارة الهلالية ومن تأخذ برأيه يهمهم المال اكثر من اي شيء آخر. اما زميله الكوري سو فهو منذ قدومه لم يثبت في القائمة الاساسية وتأتي مشاركاته متقطعة على الرغم من انه ليس بذلك المهاجم السيئ فهو مميز داخل المنطقة التي تظهر فيها خطورته، واذا كانت تلك قناعات المدرب - اي مدرب يتولى قيادة الفريق فنيا - فتلك مصيبة اما اذا كان هناك قناعات ادارية فالمصيبة اعظم ودليل على انها ضد مصلحة الفريق، وإذا كان لا ينفع اساسياً فلماذا بقاؤه؟ المتعارف عليه ان اي لاعب محلي او اجنبي تدفع من اجله ملايين الريالات يعني انه مؤثر وسيرجح كفة الفريق وبالتالي اشراكه اساسيا جميع المباريات ما لم يتعرض للإصابة والمرض والايقاف وظروف قاهرة تغيبه او من اجل إراحته في مباريات هامشية تفاديا للارهاق والاصابة، اما في الهلال فالوضع غريب جدا ولا تدري من صاحب القرار؟ وهل التعاقدات تتم فقط على طريقة التسويق والاستثمار وان وجوده في الفريق لا يعني سوى ايام او اشهر معدودة ومن ثم نقله الى اندية اخرى من اجل بيعه بقيمة اكثر من التي كلفت النادي؟ مثل هذه السياسة وان كانت مربحة ماليا في بعض الاحيان فإنها مضرة بالفريق على صعيد الاستقرار الفني، بل تجعله يعاني من عدم الانسجام وغياب الهوية وتأرجح النتائج، حتى على مستوى العناصر المحلية فهناك لاعبون اتت بهم الادارة بأرقام مالية كبيرة وحتى الان لم ترهم الجماهير يلعبون مباراة كاملة حتى تحكم عليهم سلبا او ايجابا، وكأن دورهم فقط الجلوس على كرسي الاحتياط وان التعاقد معهم جاء لتنفيع انديتهم وضخ خزائنها بالمال مقابل اضعاف الهلال وارهاق خزينته! ما الفائدة من عنصر اجنبي يرتبط معه النادي في فترة معينة ويدفع من اجله النادي مبالغ كبيرة وفي نهاية الامر يوضع في قائمة البدلاء؟ اذا كان اللاعب المحلي افضل منه لماذا التعاقد معه؟ واذا كان هناك مشكلة مع المدرب لماذا لاتُحل؟ واذا كان هناك قناعة ادارية لماذا لا يتم التنازل عنها؟ من اجل مصلحة الفريق والحفاظ على انسجامه واستقراره بدلا من كثرة التغييرات والتبديلات التي ذهب ضحيتها الفريق والدليل مستوياته المتأرجحة ليس من خلال مباراة الى اخرى انما خلال المباراة الواحدة، ومع الاسف ان الادارة الهلالية لم تلاحظ هذا الشيء او انها لاحظته ولكنها ترى ان الاستثمار اهم حتى لو انحدر المستوى وفقد النتائج واختفت قوته واستقوت عليه الفرق الاخرى واصبح يجلب القلق لجماهيره. جميل جدا ان يكون هناك عقل استثماري في الاندية ينمي مداخيلها ويعينها على مواجهة الازمات المالية، والاجمل ان يكون هناك حنكة وفكر اداريان يعملان على التوافق بين هذا وذاك، اي الاستثمار ودعم الفريق بالعناصر المؤثرة والرفع من مستواه بصورة تصاعدية وليس مثل الذي نشاهده حاليا (حبة فوق وحبة تحت..)، ولكن من غير المناسب ان لا يتحقق هذا ويتم نيل ذاك بدليل معاناة الادارة الهلالية بين الوقت والاخر من الازمات المالية وتأخر مرتبات اللاعبين، وهذا يعني ان سياسة الاستثمار لم تؤت اُكلها لامن الناحية المالية ولا من الناحية الفنية وتلك مسؤولية الادارة التي لابد ان تُحاسب من الشرفيين والاعلام والجماهير وكل المحبين للنادي بدلا من من هذا الضياع في الهوية الزرقاء بعدما كان الفريق يشكل قلقا كبيرا لجميع الاندية ويلحق بها النتائج القاسية ويتسيد الموقف ويضرب به المثل من حيث الابداع والانتصارات والقدوة في العمل الاداري. ختاما: أمام الادارة الهلالية خياران لا ثالث لهما اما ان تعالج اوضاع الفريق وتعيد له استقراره وهيبته خصوصا انها اول من يعي مطالب الجماهير وطرق العلاج، او تترك المهمة لمن يحسن القيادة قبل ان يستصعب العلاج وتجد الجماهير يطالب برحيلها اكثر من اي وقت مضى لاسيما ان الجماهير صبرت بما فيه الكفاية! سو بيونج يشارك ويسجل ثم يجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية!