من حُسن حظ إدارة نادي الهلال توقف عجلة دوري زين السعودي للمحترفين بعد جولتين من انطلاقته، والتي شهدت تراجعاً مخيفاً في مستواه والنتائج خير برهان، وقد يكون هذا التوقف فرصة لترتيب أوراقه وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها في مباراتيه اللتين لعبها في هاتين الجولتين وما أكثرها؟ هذا التراجع المخيف أصاب الجماهير الزرقاء بخيبة أمل غير متوقعة خاصة أن الفريق الهلالي تنتظره مشاركة مهمة في دوري أبطال آسيا، ولكن القريبين من البيت الهلالي لم يستغربوا هذه النتائج السلبية لأنها كما يقولون تعكس العمل الفوضوي غير المرضي لجماهيره الذي قدمته إدارته، وتحديداً في الفترة الأخيرة التي أكتفت فيه الإدارة بمحاولة امتصاص السخط الجماهيري بوعود وهمية لم تحدث على أرض الواقع، وهي التي كانت في سنوات خلت من أفضل إدارات الأندية قولاً وفعلاً، وبالتأكيد لن يمر نتاج هذا العمل الفوضوي على جماهيره التي لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يهان هلالهم، الذي أصبح بين ليلة وضحاها زعيماً مكسور الأجنحة ومعه تاهت وضاعت هيبته..!! بدءً من المفاوضات الماراثونية مع نجمي الفريق (أحمد الفريدي وأسامة هوساوي) لتجديد عقودهما وهي المفاوضات التي أطلع عليها القاصي والداني بدون تشفير، ولا ننسى انتقال المهاجم (عيسى المحياني) إلى الفريق الأهلاوي دون أن يدخل خزينة الهلال ريال واحد من هذا الانتقال وهو الذي حضر للهلال بملايين الريالات؟! إلى التأخر في التعاقد مع مدرب كفء ومميز يخلف المدرب السابق البلجيكي (جيرتس) الذي استطاع تقديم هلال ممتع ومبدع ولكنه رحل لقيادة منتخب المغرب وسط ظروف غامضة تكتمت عليها إدارة الهلال ولم تكن صريحة مع جماهيرها، إلى التأخر في إعلان أسماء لاعبيه المحترفين الأجانب سواء أكان بالإبقاء على الرباعي الذي شارك في الموسم الماضي أو تغير البعض حتى أن المحترف المغربي (عادل الهرماش) لم تقرر الإدارة استمراره سوى قبل نهاية المعسكر الخارجي بعدما لم تجد العرض المناسب بعيداً عن ثقتها فيه؟ وهذا بطبيعة الحال يؤثر على عطاء اللاعب مع الفريق، وبعد كل ذلك تفاجأ جماهيرها بالتعاقد مع مدرب بعيد عن الملاعب والتدريب (عاطل) وهو الفرنسي كومبواريه والتعاقد مع اثنان من اللاعبين الأجانب دون مشاركتهم في المعسكر الخارجي والذي أقيم بألمانيا وهذا وبلا شك يسبب الكثير من انعدام الانسجام مع باقي عناصر الفريق؟ وقبل كل ذلك عدم إيجاد بديل للإداري السابق ساي الجابر الذي انتقل لأحد الأندية الفرنسية وهو ما جعل مكانه شاغراً وهو الذي كان حلقة وصل بين المدرب واللاعبين ليفاجأ الجميع بإلغاء منصب مدير الكرة في الفريق..!! أما تلك الصفقات المحلية التي أبرمتها مع بعض اللاعبين بملايين الريالات فهي بحد ذاتها حكاية فكم من لاعب حضر للهلال لتفاجأ جماهيره بركنه على دكة الاحتياط لفترات طويلة دون إعطائه الفرصة الكافية لخدمة الهلال، والبعض الأخر يتصدر أسمه قائمة المنسقين في أقرب فترة تسجيل وتنسيق وبالتأكيد الكثير من الأسماء لا يمكن أن تغيب عن أصغر مشجع..!! مع عدم تجاهل عنصر (المجاملة) الذي يبدو أن لديه حصانة ووضع خاص لدى هذه الإدارة وهو سبب من أسباب تقهقرها وتراجعها سواء داخل البيت الأزرق أو حتى تعاملها وعلاقاتها مع الأندية الأخرى وهو أحد المتهمين الرئيسين أولاً وأخيراً..!! ولي وقفة مع هذا العنصر في مقال قادم بإذن الله.. وريقات.. وريقات - لم يمض سوى عدة أيام على التجديد للإدارة الهلالية لمدة أربع سنوات قادمة إلا وصعقت بنتائج هزيلة للفريق الأول، وقد يكون في ذلك خير (جرس إنذار) لإعادة العمل الاحترافي التي كانت تقوم به، والذي غاب في الفترة الأخيرة وشاهدنا نتائجه على أرض الواقع..!! - لا يعني الانتقادات التي تتلقاها الإدارة الهلالية التقليل من العمل المميز الذي قام به رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الفترة الأولي من رئاسة نادي الهلال.. - سبق لإدارة نادي الهلال أن حولت (إشاعة) تفاوضها مع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه إلى (حقيقة) كما أكد ذلك رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فلماذا لم تحول (إشاعة) تعين اللاعب الدولي السابق فيصل أبو اثنين مستشاراً فنياً لفريق الهلال الأول لكرة القدم إلى (حقيقة) وهو الذي يعتبر حالياً أفضل من يخلف الإداري السابق سامي الجابر ويجد القبول والرضا من كل الهلاليين..!! - ماذا يعني عدم إنهاء مفاوضة الإدارة الهلالية للاعبها أحمد الفريدي رغم المبالغ الباهظة التي قدمتها له لتجديد عقده؟ هل هو رفض اللاعب لمبدأ التجديد وحرصه على الانتقال لفريق أخر وهذا بطبيعة الحال حق من حقوقه في عالم الاحتراف؟ أم أنه ينتظر زيادة المبلغ الذي عرضته عليه الإدارة، خاصة أنه وجد إدارة لديها مرونة زائدة وعدم ممانعة في زيادة تلك الملايين التي تجاوزت كما سمعنا وقرأنا (ستة ملايين في العام الواحد)؟ أم أن ذلك يعني عدم إجادتها لفن التفاوض الذي تتقنه بعض إدارات الأندية..!! - ما قاله حارس نادي الهلال حسن العتيبي من أن سبب انخفاض مستواه وعدم تقديم المستوى المأمول منه في مباريات دوري زين، يعود لتلك الإصابة التي يعاني منها منذ ستة أشهر، هو تبرير غير منطقي ولا يدل على الاحترافية خاصة أنه لم يكن صريحاً مع الجهاز الفني والإداري في عدم استعداده وبالتالي تضرر منه الفريق في مباريات دوري زين..!! - مدافع الهلال عبدالله الزوري يمر بظروف نفسية ومع ذلك يشارك في تشكيلة الفريق أساسياً؟ أين الاحترافية التي ننشدها فاللاعب بالتأكيد سيكون مشتت الذهن وهذا يؤثر على مستواه؟ ونتاج ذلك مستويات ضعيفة والتشاجر مع بعض الجماهير الهلالية داخل النادي؟ ألم يكن من الأولى منحه إجازة حتى زوال هذه الظروف..!! - ليس غريباً أن يعود الهلال لمستواه المميز ولكن ذلك لن يكون إلا بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني وحتى الإداري والنظر في مشاركة لاعبين يلعبون بلا روح وكأن الهلال لا يعنيهم..!! [email protected]