يعدُّ "السفر" مع "الأسرة" من الأمور الممتعة المُحببة للنفس؛ إذ يجد فيه بعض الآباء متعةً حقيقيةً تزيد من تفاعل وترابط أفراد أسرته، فيحرص في مواسم الاجازة الدراسية على إنهاء كافة ارتباطاته باكراً؛ فهو يراها فرصةً مواتيةً لتعويضهم عن أيَّة تقصير خلال رحلة طويلة من العمل والدراسة، وليتفرّغ لإشباع احتياجات زوجته وأبنائه النفسية والمعنوية، وفي المقابل فإنَّ هناك آباء يرفضون فكرة السفر مع الأسرة هرباً من تحمل المسؤولية، أو بحثاً عن متعةً مزعومة مع الأصدقاء بعيداً عن ضجيج الأطفال. برود عاطفي وقال "م. ناصر العطوي": إنَّ السفر مع الأسرة يعدُّ فرصة سانحةً لاجتماع أفرادها بعيداً عن صخب الحياة وضغوطها اليومية؛ التي أضفت على معظم البيوت حالةً من البرود العاطفي والصمت، مُؤكداً أنَّه يحرص عادةً على أن يكون ضمن برنامج الإجازة رحلة يسافر فيها برفقة أفراد أسرته، مُبيناً أنَّه يجد متعته الحقيقية في جلسات ورحلات الأسرة التي تزيد من تفاعل وترابط الجميع، وتمنحه فرصةً مواتيةً لتلمُّس الاحتياجات العاطفية والنفسية لأسرته. وأضاف أنَّه مما يؤدي إلى نجاح رحلات السفر العائلية التنظيم الجيد والتخطيط المُسبق، لافتاً إلى أنَّ المتعة عادةً ما تكون في الرحلات المنظمة بشكل أكبر مما هي عليه في الرحلات غير المخطط لها، مشدداً على أهمية تنوّع وتعدّد أهداف السفر؛ بحيث لا تقتصر على الجانب الترفيهي فحسب، بل إنَّ على الأب أن يعمل كذلك على إثراء تلك التجربة ببعض الخبرات العلمية والعملية في جانب التعامل مع الآخرين، أو في المواقف التي قد تعترض حياة الأبناء مستقبلاً. ترتيبات مسبقة وأكَّد "يوسف الذكير" على أنَّ الإجازات القصيرة قد لا تمكن عائلاتٍ كثيرةٍ من السفر؛ بسبب قصر فترتها الزمنية، ومع ذلك فإنَّها تُعدُّ فرصةً مواتيةً لاكتساب معارف متنوعة وممارسة أنشطة بدنية؛ من شأنها تجديد نشاط الطلاب والطالبات، مشدداً على ضرورة اتخاذ كافة الترتيبات المسبقة، والتأكد من الحجوزات قبل موعد كافٍ من بداية الإجازة؛ تجنباً لوقوع مشكلات قد تعكر فرحة الأبناء، وتحرمهم متعة السفر والاستمتاع التام بالإجازة، مُشيراً إلى أنَّ متعته الحقيقية خلال السفر لا تكتمل إلاَّ بصحبة أفراد عائلته. لمَّة العائلة وبيَّن "عبدالعزيز الذكير" -طالب- أنَّ السفر بعد انقضاء أيام دراسية طويلة، يُعدُّ من أفضل المكافآت التي يتطلع لها الأبناء، مُضيفاً أنَّه يُفضل الاستمتاع بالسياحة الداخلية برفقة أسرته أكثر من السفر خارج "المملكة"، مُرجعاً ذلك إلى وجود العديد من الأماكن السياحية والفعاليات الترفيهية، ومهرجانات التسوق، وسط أجواء ربيعية ومناظر خلابة تزخر بها العديد من مناطق ومحافظات المملكة، حيث يحلو "التخييم" وتكتمل المتعة من خلال اللقاءات والرحلات العائلية، لافتاً أنَّ ذلك ينعكس بشكل إيجابي على نفسية الأبناء، ويُمكنهم من العودة إلى مقاعد الدراسة بهمّة عالية. اجتماع الأسرة واعتبرت "ندى الحارثي" أنَّ تجربة السفر مع الأسرة متعة لا تضاهيها متعة، مشيرةً إلى أنَّ ضغوطات العمل والدراسة كثيراً ما تقلل من فرص اجتماع الأسرة حتى على طاولة الطعام اليومية، لذا فهي تترقب مواعيد الإجازات لتتمكن من السفر برفقة زوجها وأبنائها، مبيِّنةً أنَّ ذلك أصبح خيارها الوحيد لقضاء أجواء مفعمة بالمرح والسعادة، ولتعيش الأجواء الأسرية الحميمية التي أصبحت تفتقدها كثيراً؛ نتيجة انشغال زوجها بعمله، وانشغال أبنائها بدراستهم وأجهزتهم الذكية وألعابهم الإلكترونية. أصوات صاخبة وقال "ماجد المرزوقي": "إنَّه من الصعب أن يستمتع بالسفر مع أسرته"؛ حيث يرى أنَّ الهدف الأساسي من السفر هو الترويح عن النفس، وليس زيادة المسؤوليات والأعباء المادية، مُبيناً أنَّ دوره حينها سيكون أشبه بممول مادي، أو كسائق يقضي وقته مُشتتاً بين طلبات الزوجة ورغبات الأبناء، إضافةً إلى زيارة أماكن مزدحمة ومليئة بالأصوات الصاخبة؛ كالأسواق والمدن الترفيهية، مُشيراً إلى أنَّه حاول أثناء رحلة السفر الأخيرة اصطحاب أسرته إلى أماكن تاريخية ومتنزهات طبيعية هادئة، إلاَّ أنَّهم سرعان ما تسرب إليهم الملل! متعة مميزة وأكَّد "سالم الشامان" أنَّ قضاء الإجازة مع أسرته هو محور اهتمامه الأول، مضيفاً أنَّ سفر الأسرة يُعدُّ مسؤولية ثقيلة وعناء كبير، إلاّ أنَّ سعادتهم تستحق أن يتحمل من أجلهم تلك المسؤولية وذلك العناء، مُبيناً أنَّ ذلك كله يتحوَّل إلى متعة مميزة بمجرد أنَّ يرى ابتسامة الرضا والفرح على وجوه زوجته وأطفاله، مبيناً أنَّه يُحبِّذ تجديد وجهاته السياحية، وعدم تكرار زيارة أماكن تمت زيارتها في وقتٍ سابق، لافتاً إلى أهمية اختيار الأماكن المُراد زيارتها، ومعرفة مواقعها قبل التوجه إليها بوقت كافً أثناء السفر؛ حيث أنَّ في ذلك توفير للوقت والجهد. كسر الروتين وقال "خالد الشاذلي": إنَّه وبحكم طبيعة عمله فإنه يُسافر كثيراً دون أسرته، إلاَّ أنَّه وأثناء إجازاتهم المدرسية يصطحبهم معه؛ لتعويضهم عن تلك الأيام التي لم يكونوا معه خلالها، مُضيفاً أنَّ العبرة من الإجازة ليست في السفر معهم فحسب؛ بل في كسر الروتين اليومي، والترفيه والمتعة التي تساهم في تحسين مستوى الصحة النفسية للأبناء، إضافةً إلى زيادة مستوى ترابط ومتانة العلاقات العائلية والأسرية.