تشير الإحصاءات إلى ان هناك زائرا واحدا لموقع "يوتيوب" بين كل مستخدمي الإنترنت مما يجعله من المواقع الأكثر رواجا واستقبالا للزوار، والموقع الذي أسسه تشاد هيرلي وستيف تشين و جاود كريم في فبراير من عام 2005 يعتبر أحد أهم المواقع في العصر الحالي في مشاركة مقاطع الفيديو، على الرغم من المحاولات الحثيثة من قبل الكثير من المواقع لتقليد فكرته إلا أنها بقيت محصورة في نطاق جماهيري ضيق، وخلال هذا الأسبوع أعلنت غوغل عن وصول عدد مستخدمي اليوتيوب في الشهر إلى مليار مستخدم، بالإضافة إلى وجود 100 علامة تجارية تدير حملاتها الترويجية من خلال اليوتيوب، وأيضاً أصبح الموقع يضم عدداً من القنوات الفضائية التي تقدم برامجها وبثها المباشر عبر الموقع بالتزامن مع البث الفضائي، بالإضافة إلى عشرات القنوات من قبل مستخدمين وهواة ومخرجي أفلام وشركات. وسبق لغوغل أن حفزت الناشرين على اليوتيوب من أفراد وشركات وقنوات فضائية لتقديم محتوى متميز وجذاب ساهم في وصول يوتيوب لحاجز المليار مستخدم من خلال المشاركة في عوائد الإعلانات التي تظهر بجانب مقاطع الفيديو أو داخلها، وهذا يتيح إيجاد عائد استثماري جيد لصناع المحتوى، وكانت غوغل قد أعلنت مؤخراً عن فسح المجال لصناع المحتوى في المملكة ومصر والإمارات للانضمام لهذا البرنامج وتحقيق الربح. ومما يميز يوتيوب هو سماحه بنشر مقاطع فيديو عالية الوضوح (HD) ومقاطع ثلاثية الأبعاد (3D)، بالإضافة إلى تتبعه للتقنية حيث بدأ حالياً في إتاحة عرض المقاطع بالتقنية شديدة الوضوح (4K)، وهو يعتبر من مواقع الويب 2.0. ويعتمد يوتيوب على سياسة متشددة في منع عرض المقاطع الخادشة للحياء أو التي تعرض إساءة لشخصيات معينة أو أفلام الإجرام، وأيضاً لا يجيز نشر مقاطع الفيديو التي لها حقوق نشر محفوظة بدون إذن أصحابها، وهذا ساهم أيضاً في اتساع رقعة مستخدمي الموقع، وعلاوة على ذلك يخصص اليوتيوب صفحاته بناءً على الدولة التي يقيم بها المتصفح للموقع، بالإضافة إلى إمكانية أن يخصص مستخدم الموقع صفحته الخاصة من خلال حصر المقاطع التي تظهر له بقنوات معينة يفضلها. وفي الفترة الأخيرة تحولت العديد من أجهزة التلفاز إلى ذكية، تستطيع من خلالها تصفح الإنترنت ومشاهدة مقاطع اليوتيوب، بل وفي المعرض السنوي للالكترونيات الاستهلاكية CES 2013 والذي عقد يناير الماضي في مدينة لاس فيغاس الأمريكية استعرضت مجموعة من أجهزة التلفاز التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، مما يشير إلى انحسار أفق البث التلفزيوني أمام تعملق اليوتيوب، في ظل وجود جيل يفضل المقاطع محدودة المدة ومتنوعة المحتوى أمام المكوث لساعات أمام برنامج حواري. الجولة الأخيرة من لعبة التنافس بين القنوات الفضائية واليوتيوب بدأت تأتي ثمارها لصالح اليوتيوب، وذلك من خلال تقديم القنوات الفضائية محتواها عبر اليوتيوب وكانت في وقت سابق تجرم ذلك، إذ أن اليوتيوب يتيح للقنوات الفضائية وسيلة جديدة لتحقيق الدخل، بالإضافة إلى شريحة مختلفة من المتابعين تتميز بكونهم من فئة الشباب، وأيضاً تحول الوسائط التي تقدم محتوى القنوات الفضائية مثل التلفاز لعرض مقاطع اليوتيوب، فهل يسجل اليوتيوب الهدف الذهبي وينهي المنافسة لصالحه؟