يستخدم الفلاحون ثوب رجل مُعلق على ألواح لطرد العصافير وأسراب الطيور عن أكل المحاصيل! اسمه عندنا (خيال) أي مجرد شبح، و(فزاعة) لأنه يجعل الطيور تفزع، الفلاحون الأكثر مكراً يضعون أيضاً أفخاخاً على أطراف المزرعة بداخلها قليل من الحبوب التي تجذب الطيور بعد أن هربت من الفزاعة لتقع في الفخ.. بهذا يجنون عدة فوائد: الاحتفاظ بثمر الأشجار الطيبة والتمتع بلحوم الطيور التي وقعت في الفخ! سوق الأسهم لدينا في هذه المرحلة يشبه تلك المزرعة، وضع بعض المضاربين المحترفين فزاعات تبعد المتداولين عن أسهم العوائد العريقة، وأفخاخاً توقعهم في حبائل أسهم الشركات الخاسرة العاثرة والتي يضعون في أفخاخها طعماً لصيد أكبر عدد ممكن من الطيور السمان والنحاف (حيا الله!) وذلك بتجميد أسعار أسهم العوائد أو دفعها للهبوط وجعلها سبباً في هجرة الطيور، وتسمين أسهم الشركات الخاسرة لصيد أكبر عدد ممكن من الطيور الغريرة.. والطامعة.. مع الذكاء في تلوين الأفخاخ وتغيير الطعم وتبديل مواضع الشراك.. عبر عمليات كثيرة خافية من التدوير والتغرير والتلوين بحيث تشتغل مراوح الطمع في صدور كثير من المتداولين ويملون من أسهم العوائد الراسخة ذات الألوان الباهتة والتداول القليل.. يبدو أننا سننتقل من الشاشة إلى الحقل! فهناك (البوّ) أيضاً وهو جلْد الفصيل المذبوح يضعه أهل الحلال على خشب لكي تراه أم الفصيل فتظنه حيّاً وتُدر الحليب الذي لا يريدون أن يشاركهم الفصيل المسكين فيه فذبحوه باكراً، وأكلوه ثم نصبوا لأمه صورة مكذوبة له لكي يدر حليبها الذي جفّ حزناً عليه وبذا يظفرون باللحم والحليب!