الذي يجري دراسة مقارنة لأسعار أسهمنا المتداولة في البورصة ويرتبها حسب العائد ثم حسب السعر سوف يجد أغرب خارطة أسعار مشوهة في العالم!! سوف يجد أن الشركات الخاسرة العاثرة، والتي بعضها فقدت ربع رأسمالها أو ثلثه، كثيراً منها أعلى سعراً من الشركات الرابحة التي يتم تداولها بمكرر عشرة! أمر من النادر - إن لم يكن من المستحيل - وجوده في غير سوق أسهمنا العجيب!.. ورغم جهود هيئة سوق المال في توعية المستثمرين والمتداولين، وإصدارها كتيبات جيدة في هذا المجال، إلا أن الوعي لا يزال غائباً أو مغيَّباً عند كثير من المتداولين، وأبلغ دليل هو مقارنة أسعار كثير من الشركات الخاسرة مع أسعار الشركات الرابحة الراسخة! والمشكلة أن ضعف الوعي لدى الكثير من المتداولين يضر الواعين!.. فالميدان واحد.. والمرور مشترك!.. والمشكلة الاجتماعية لا تحل فردياً!.. فلو سادت فوضى المرور وتهاوى وعي السائقين وكثر المتهورون فلن يسلم من يلتزم بقواعد السلامة وأنظمة المرور ولو كان يسير بسرعة خمسين، لأنه قد يطب عليه (وايت أو قلابي) من فوق الجسور!.. وقد يسير بهدوء والإشارة أمامه خضراء فيصدمه قاطع للإشارة الحمراء يسير بسرعة الصاروخ فيوديه هو وعائلته في داهية.. ومما ساعد على ضعف الوعي، وجود مضاربين يديرون محافظ في الظلام، وضد النظام، عبر النت، وهؤلاء المضاربون المديرون وضعهم ليس له مثيل!! فهم داخلون في الربح سالمون من الخسارة!! لهذا يجمعون في الأسهم العاثرة الخاسرة بأموالهم هم، ثم بمحافظ من يخافون منهم أو يرجونهم، ثم يرفعونها بسرعة بالمحافظ الأخرى التي لا يعبأون بها!.. وجلد مهوب جلدك جرّه على الشوك!.. ويا نار شبي في حطب!! ويتفقون مع بعضهم بليل! ويجتمعون في استراحات!! ويحيكون ما يريدون!! إن متابعة الهيئة لكل من يدير محافظ وهو غير مرخص كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة الغريبة التي جعلت الوني غائباً والسوق غير عادلة.