يهدف التثقيف الصحي لنشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع، والتعريف بأخطار الأمراض، ووسائل الوقاية منها، ويُستعان على ذلك بوسائل مختلفة، مثل: اللقاءات المفتوحة مع الجمهور، والمحاضرات والندوات، وتوزيع النشرات الصحية والكتيبات والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام. من أهم الأمور التي يجب أن نحرص عليها هو برنامج الكشف المبكر حيث تتوفر هذه البرامج في المملكة ومنها البرنامج الوطني للكشف المبكر على حديثي الولادة، الفحص الطبي ما قبل الزواج كما تتوفر فحوصات تتم أثناء الحمل والولادة وخلال فترات المراجعة للتطعيم وعند الالتحاق بالمدرسة. وتكمن أهمية الكشف المبكر في تحديد مدى الضعف أو القصور أو الإعاقة لدى الطفل في المراحل الأولى لكي تستطيع الأسرة التعايش مع الحالة صحيا، واجتماعيا ونفسيا والتدخل المبكر من خلال الوسائل الملائمة للحالة كالعلاج الطبيعي أو الجراحي أو علاج النطق، والعمل على إشراك الأسرة في جهود الرعاية والتأهيل. ولأن محور الحديث في هذا العدد عن سرطان الطفولة سنتحدث في البداية عن بعض الحقائق الأساسية عن سرطان الأطفال: * يحدث سرطان الأطفال جراء تغير يطرأ على خلية واحدة، ثم تتحول إلى مجموعة خلايا فقدت صفاتها الطبيعية وأصبحت قادرة على التكاثر غير المنتظم مما يؤثر على عمل الخلايا الطبيعية للجسم. * ما يزال سبب الإصابة بسرطان الطفولة غير معروف. * يعتبر سرطان الدم (اللوكيميا) من أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى الأطفال في دول الشرق الأوسط، يليه سرطان الدماغ ثم سرطان الجهاز الليمفاوي بنوعيه (هودجيكن والغير هودجيكن). * هناك فرق بين أورام الأطفال وأورام البالغين على سبيل المثال خطة العلاج والاستجابة للعلاج، فلا نجد عند الأطفال الأورام التي تشيع عند البالغين، مثل أورام الثدي والرئة، وبالمقابل نادرا ما نجد عند البالغين الأورام الجنينية المنشأ التي توجد لدى الأطفال. الكشف المبكر لسرطان الأطفال: إن الكشف المبكر لسرطان الأطفال عموماً غير ممكن بسبب ندرته وتعدّد أنواعه، وعدم معرفتنا الكافية بعوامل الخطورة المؤدية له، حيث تكون هذه العوامل أكثر وضوحاً عند الكبار مثل: التدخين، الكحول والتعرّض للنفايات المشعّة. وأسباب السرطان في مرحلة الطفولة غالبا غير معروفة ولكن يوجد هناك بعض الحالات المؤدية إلى الإصابة بسرطان الاطفال مثل: * العوامل الجينية المورثة والتشوهات الكروموسومية. * التعرض لمستويات عالية من الإشعاعات والمركبات الكيميائية في الطفولة. * التعرض للعدوى وخاصة العدوى الفيروسية يلعب دورا كبيرا في الإصابة بسرطان الأطفال كسرطان الكبد (التهاب الكبد ب) وساركوماكابوزي (فيروس نقص المناعة البشري HIV). أعراض سرطان الأطفال: تختلف علامات وأعراض الأورام بحسب أنواعها وموقعها في الجسم مثل: * ظهور كتلة في الجسم. * الشعور بالتعب والخمول واستمرار فقدان النشاط. * ارتفاع مستمر في درجات الحرارة. * الإصفرار والشحوب أو النزف وظهور الكدمات. * الصداع أو القيء المستمر. * حدوث انخفاض حاد وسريع في الوزن. هذه الأعراض مثيرة للقلق وتستدعي إجراء الفحوصات اللازمة للتحقق من سلامة المريض.. ماذا يجب على الأهل عند اكتشاف المرض؟ من المهم طلب تحويل الطفل إلى الأطباء الاختصاصيين المعنيين للقيام بالإجراءات اللازمة لتأكيد التشخيص، وتحديد الورم ومدى انتشاره، ثم تحديد خطة العلاج مثل الجراحة، العلاج الكيميائي والإشعاعي، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية أورام الأطفال، وكونهم لا يزالون في مراحل النمو، وذلك بالنسبة إلى التأثيرات المحتملة للعلاجات المستخدمة. وهنا يجب معرفة أن كل إصابة بالسرطان هي حالة مختلفة عن غيرها حتى بوجود تشخيص مشترك، حيث تختلف استجابة كل مريض عن غيره للعلاج نفسه باختلاف مرحلة الإصابة وانتشارها، وتحمّل كلّ طفل للمرض وعلاجاته، وعلى الأهل أيضا إطلاع الطفل عن مرضه بصورة مبسطة تناسب عمره والسماح له بالمشاركة في القرار. * قسم التثقيف الصحي