كما ينتشر الورم السرطاني في الجسم، أصبح السرطان ينتشر في الوسط الاجتماعي بجميع أنواعه وفي مقدمتها سرطان الثدي، وتتفاوت نسب الإصابة بين الرجال والنساء في هامش ضيق يؤكد اقتراب الخطر كثيرا من صحة الإنسان، وتشير بعض الدراسات إلى أن عدد حالات الإصابة بالسرطان في السعودية يزيد على ثمانية آلاف حالة سنويا، فيما نسبة إصابة الرجال إلى النساء 51 في المئة إلى 49 في المئة، ويمثل سرطان الثدي أكثر من 22 في المئة في جميع الحالات عند النساء مع احتمالية ارتفاع الإصابة به في المناطق ذات التلوث البيئي الكثيف. أنواع وآلام يقول الدكتور إبراهيم الشنيبر رئيس الشؤون الطبية في جمعية السرطان السعودية: “الأسباب المؤدية لهذا المرض لا تعلم بالضبط، ولا شك أن احتمالية ارتفاع الإصابة به في المناطق ذات التلوث البيئي أكبر، كما أن قلة الرياضة أحد أسباب احتمالية الإصابة به، وهناك علاقة واضحة بين السمنة والسرطان، كما أن هناك علاقة كبيرة وقوية بين السرطان والتدخين”. ويضيف: “أكثر الأنواع السرطانية انتشارا هو سرطان الثدي، إذ يمثل ما نسبته 10 في المئة من الإصابة به في السعودية، وتتمثل نسبة الإصابة بمرض سرطان الثدي بين النساء ما نسبته 24 في المئة، وذلك بحسب السجل الوطني للأورام بالسعودية، وعند الرجال يكثر من بين أنواع السرطانات سرطان القولون والمستقيم والغدد الليمفاوية والكبد، ومن الملاحظ أيضا أن من في سن 15 تبلغ نسبة إصابتهم 9 في المئة من المصابين بأمراض السرطان، وعند الأطفال يكثر انتشار سرطان الغدد الليمفاوية والدم والجهاز العصبي”. للنساء فقط وعن دور التوعية الصحية في تقليل نسبة الإصابة بالسرطان، يقول الشنيبر: “دور التوعية الصحية كبير ومهم للغاية، ويتجلى دورها في أهم نقطة وهي الكشف المبكر للسرطان فهو يؤثر بشكل كبير في نتيجة المرض، وكذلك العلاج، فمثلا المريض بسرطان الثدي الذي اكتشف مرضه في المرحلة الرابعة من المرض فإن نسبة الحياة لمدة خمس سنوات مقبلة تمثل ما نسبته 10 في المئة أو ربما أقل، وبالجانب المقابل الآخر عند الاكتشاف المبكر لهذا المرض ولنقل في المرحلة الأولية فإن نسبة الحياة لمدة خمس سنوات مقبلة تمثل ما نسبته 95 في المئة”. وبالنسبة لشيوع سرطان الثدي بين النساء، يقول: “هناك أمور تجب مراعاتها من قبل النساء ليضمن سلامتهن من هذا المرض، وهي الواجبة على السيدة من سن الأربعين وما فوق، بحيث تجري أشعة الماموقرام، كما يجب أن يقوم المريض من سن الأربعين وما فوق بفحص طبي للثدي بشكل سنوي، ويجب أيضا على المرأة أن تقوم بفحص ثديها بشكل يومي لتعرف التغييرات الجديدة التي تطرأ عليه”. الجهل القاتل ويؤكد الدكتور طلال الشامي بمستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر ارتفاع نسبة المصابين بأمراض السرطان في السعودية في السنوات الأخيرة، وانتشار الأورام السرطانية بمختلف أنواعها في مختلف المناطق السعودية، مخلفة أعدادا كبيرة من المصابين بهذه الأورام من المواطنين بمختلف أجناسهم وفئاتهم العمرية؛ ما جعل هناك حاجة ملحة إلى التعرف على هذا المرض وأسبابه، ومسبباته وطرق علاجه والوقاية منه. ويقول: “عادة يحدث انقسام الخلايا بشكل منتظم بحيث يمكن لأجسامنا النمو أو الاستبدال أو إصلاح الأنسجة التالفة، وفي حالة السرطان تنمو خلايا غير طبيعية وبدلا من تعويض الخلايا التالفة فقط، تتكاثر تلك الخلايا بشكل كبير ودون توقف، فالسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم”. ويعزو الشامي ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السرطان بالسعودية إلى أسباب من أهمها جهل المريض بالمرض، وطريقة التعامل معه، وهذه مشكلة تعاني منها كثير من دول العالم، خاصة في السعودية لقلة المتخصصين، ووجود بعض التقصير من الأطباء في دقة التشخيص، وعدم وضع الاحتمالات الكاملة عند الكشف على المريض وخصوصا الذين يعانون مشكلات صحية مزمنة. أعراض وعلاج ويستطرد الشامي: “تقسم الأعراض السرطانية إلى ثلاثة أقسام تقريبا أظهرها الأعراض الموضعية وهي عبارة عن تكون كتلة أو ظهور ورم غير طبيعي أو نزيف أو الآلام وظهور تقرحات. وأغلب المرضى المصابين بالأورام تكون شكواهم الأعراض الموضعية. ثم الأعراض النقلية: عبارة عن تضخم العقد الليمفاوية مع ظهور كحة مصحوبة بالدم، أو تضخم في الكبد أو وجع في العظام. والأعراض العامة التي تظهر بجميع الجسد: كانخفاض الوزن، فقدان للشهية، تعب وإرهاق، التعرق خصوصا خلال الليل، حدوث فقر دم. ولا يعني بالضرورة وجود عرض، أو مجموعة أعراض مما سبق عند الشخص أنه مصاب فعلا بالسرطان، قد تكون هناك أسباب أخرى. وبالنسبة للعلاج، يقول: “العلاج عبارة عن مجموعة من العلاجات، وذلك بالجراحة Surgery، والعلاج الكيميائي Chemotherapy أو العلاج الإشعاعي Radiotherapy، كما يوجد أيضا العلاج المناعي Immunotherapy والعلاج بأضداد وحيد النسلية Monoclonal Antibody therapy وعلاجات أخرى. يُختار علاج كل حالة حسب مكان السرطان ودرجته ومرحلته وحالة المريض، ويكون هدف العلاج إزالة السرطان من جسد المريض من غير تدمير الأعضاء السليمة، أيضا استخدام العلاج المستهدف Targeted Therapy له أثر كبير في علاج بعض السرطانات.