من الأمور المسلم بها هو انعكاس حالة الشخص النفسية على المحيطين به، بمعنى أن العائلة تتأثر بمرض أحد أفرادها والعكس صحيح، وكما نعلم ان الضغط النفسي هو مجموعة الاستجابات المركبة لأنواع مختلفة من التأثيرات النفسية والتي تقع على أم الطفل المريض بالسرطان مما يسبب لها حالات عدة، مثل الانكار والغضب والاكتئاب واليأس والإحباط، وقد يتأثر الطفل بكل هذه المشاعر التي قد تسبب له نوعاً من تأنيب الذات كونه يعلم ان هذه المجموعة من المشاعر السيئة والتي تعرضت لها الأم ما هي إلا نتيجة إصابته بالمرض وهذا شيء محزن ومدمر بالنسبة للطفل وقد تؤثر على تجاوبه مع العلاج وعلى جهازه المناعي وذلك لأن الحالة النفسية كما أوضح الاطباء تؤثر بمناعة الجسم سواءً سلباً أو إيجاباً. وبما ان العلاقة التي تربط الطفل بأمه علاقة قوية جداً تصل إلى حد احساس كل منهما بالآخر كما ذكرنا سابقاً. دائماً ما ننصح بعدم إظهار هذه المشاعر امام الطفل وهذا لا يعني اننا نطلب من الأم كبتها! بل نشجعها على تفريغ هذه المشاعر بالطريقة التي تريحها ولكن بعيداً عن طفلها. لكي يستمد منها القوة والثقة بالنفس والتفاؤل والذي سيعينه على تجاوز المراحل الصعبة للعلاج وتجعله اكثر ايجابية من حيث تعاطيه مع وضعه الصحي الجديد والذي سيحدث تغييراً كبيراً في مسيرته الحياتيه من جميع جوانبها الدراسية والاجتماعية وغيرها، وبمقابل هذا الجانب يجب على اسرة الطفل المريض وخصوصاً الابوين ان يبتعدا عن التعامل الخاص مع هذا الطفل أو حمايته الزائدة وان لا يكون مرضه سبباً في التفرقة بينه وبين بقية إخوته في المنزل بل بالعكس يجب ان يعامل كطفل طبيعي له حقوق وعليه واجبات مثله مثل بقية إخوته. وان لا يستغل الطفل وضعه الصحي كأسلوب لابتزاز أبويه عاطفيا أو ماديا، لان هذا الاسلوب سيعطي نتيجة عكسية على الطفل واسرته بالكامل فيما بعد، وان التعامل مع الطفل المريض باتزان وبمستوى واحد من الاهتمام بحيث لا يكون اهتماما زائداً ولا إهمالاً واضحاً، واستخدام الصراحة وعدم الكذب عليه أو اخفاء بعض المعلومات عنه سيساعده على الاستقرار النفسي والمعنوي والثقة بالنفس اثناء فترة العلاج وبعد نهاية علاجه وتجاوزه هذه الازمة. * الخدمات الاجتماعية