كاد لبنان أن يقع في محظور الاقتتال الطائفي بعد الاعتداء الذي تعرّض له الشيخان في دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران في الخندق الغميق، والشيخان حسن عبدالرحمن وعدنان أمامة في الشياح من قبل شبان تمّ رفع الغطاء عنهم من قبل حزب الله وحركة أمل اللذين تعاونا مع الجيش اللبناني لإلقاء القبض عليهم، في حين سارعت الجهات الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي الى احتواء الموقف بصعوبة بعد أن نزل عدد من الشبان الغاضبين الى الشوارع محاولين إقفال الطرق. الحريري: الأسد يريد إنقاذ نظامه بدماء اللبنانيين وقالت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي ل"الرياض" بأن ما حدث أمس الأول هو قطوع فتنة لا مثيل له وحجم الخطورة الذي يحويه لا يقدّر البتّة، بدوره أعلن ميقاتي ان "الفتنة الطائفية والمذهبية التي يسعى البعض لإحداثها في لبنان لن تمر". وقد اسهم التعاون الكامل لحزب الله وحركة أمل ورفعهما الغطاء عن المعتدين بإطفاء نار الفتنة المذهبية، وقد تمّ إلقاء القبض على خمسة معتدين ويقوم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بملاحقة الباقين. وتوالت الاستنكارات أمس للحادثين وعقد اجتماع طارئ للعلماء المسلمين، وحذر الرئيس سعد الحريري في نداء وجهه الى اللبنانيين من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي، ورأى فيه وسيلة الى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب ان نحول دون وقوعها بكل ما نمتلك من جهود وامكانات. وقال: "هناك من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال المشينة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعيا وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي الى اخر". وتابع الحريري: "نحن لا نريد استباق عمل القضاء ولا الإيحاء له بأي موقف، لكن الوضع أخطر من ان يعالج بالمسكنات وسياسة الهروب الى الامام، هناك جهة إقليمية هي نظام بشار الاسد لا تريد للبنان ان يرتاح، بل هي تجد في إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وتحديدا بين السنة والشيعة، سلاحا في وجه العرب والعالم من شأنه ان ينقذ هذا النظام من السقوط. نعم ان بشار الاسد يريد إنقاذ نظامه بدماء اللبنانيين وهو لن يتوانى عن استخدام أقذر الوسائل في سبيل الحصول على ذلك. كما استنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان "الاعتداء السافر" في بيروت وضاحيتها الجنوبية. وطالب سليمان الموجود خارج البلاد في بيان "بتحقيق العدالة في هذا الشأن"، وأعلن انه أجرى لهذه الغاية اتصالات بوزيري الدفاع والداخلية فايز غصن ومروان شربل، وبقائد الجيش العماد جان قهوجي وبمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. ودعا القضاء المختص الى "التشدد بإنزال العقوبات الصارمة بحق مرتكبي الاعتداء ومحاسبتهم وفق القوانين المرعية الإجراء حفاظا على السلم الأهلي".