بدأ عشرات من اعضاء ائتلاف المعارضة السورية صباح امس اجتماعا في اسطنبول في محاولة لاختيار رئيس وزراء وحكومة موقتة تكلف ادارة المناطق التي سيطر عليها مسلحو المعارضة في سوريا. وهذا الاجتماع الذي ينظم في فندق في اسطنبول يجمع على مدى يومين مسؤولي الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي اعترفت به عشرات الدول ممثلا شرعيا للشعب السوري. وقد ارجئ تعيين رئيس وزراء انتقالي عدة مرات في السابق، لان اعضاء الائتلاف لم يتمكنوا من اتخاذ قرار حول ما اذا كانوا يريدون حكومة فعلية او مجرد هيئة تنفيذية تكون سلطاتها محدودة اكثر. ونشر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لائحة بأسماء تسعة مرشحين بعد ان شطب منها اسم المعارض القديم ميشيل كيلو الذي اعتذر عن الترشح. ومن بين المرشحين، هناك ثلاثة يعتبرون الاوفر حظا وهم وزير الزراعة السابق اسعد مصطفى والمدير التنفيذي في شركة لتكنولوجيا الاتصالات في الولاياتالمتحدة غسان هيتو واسامة قاضي رئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن. ميدانياً تعرضت احياء في دمشق امس لقصف من القوات النظامية التي نفذت حملة اعتقالات في صفوف طلاب المدينة الجامعية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني "تتعرض منطقة المادنية (جنوب) وحي جوبر (شرق) في مدينة دمشق للقصف من القوات النظامية"، في حين يشهد حي برزة (شمال) "اطلاق نار من قبل قناصة وسقوط جرحى في صفوف المدنيين". وافاد المرصد عن "تعرض مخيم اليرموك والمنطقة المحيطة به (جنوب) لقصف صاروخي" عند منتصف الليل. من جهتها، افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن "قصف عنيف براجمات الصواريخ يطال مناطق سبينة ومنطقة المادنية وقصف بالهاون على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين. وشهد المخيم، وهو الاكبر في سوريا، غارات جوية وقصفا نهاية كانون الاول/ديسمبر، ما دفع الآلاف من سكانه البالغ عددهم 150 الف شخص الى مغادرته.وتشهد مناطق عدة من دمشق لا سيما في جنوبها وشرقها، اشتباكات وقصفا في شكل مستمر يطاول جيوبا لمقاتلي المعارضة.من جهة اخرى، افاد المرصد صباح امس عن تنفيذ النظام "حملة اعتقالات طالت عددا من الاشخاص في المدينة الجامعية في حي المزة" (غرب).واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "عناصر من المخابرات دخلوا صباح الى المدينة الجامعية" على اوتوستراد المزة، حيث يقطن عدد من طلاب جامعة دمشق القادمين من مناطق مختلفة. سيدة سورية تعد الطعام لاولادها في مخيم للاجئين على الحدود التركية (ا ف ب) وفي محيط دمشق، افاد المرصد عن مقتل خمسة اشخاص واصابة نحو عشرة آخرين بجروح "جراء القصف العنيف الذي تعرضت له مناطق في مدينة عربين (شرق)". وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. في محافظة حماة (وسط)، سيطر مقاتلون معارضون على حاجز تل الحماميات الواقع على الاطراف الشرقية لبلدة كرناز "إثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ منتصف ليل الاحد الاثنين"، بحسب المرصد الذي اشار الى "اعطاب عدد من الآليات العسكرية ومقتل عناصر من القوات النظامية واغتنام اسلحة وذخائر". واوضح المرصد ان القوات النظامية ردت بقصف مدفعي على بلدتي اللطامنة وكرناز، في حين شن الطيران الحربي غارة على بلدة كفرزيتا. في حمص (وسط)، تتعرض الاحياء المحاصرة وسط مدينة حمص لا سيما الخالدية واحياء حمص القديمة، لقصف من القوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة عليها.وادت اعمال العنف الاحد الى مقتل 126 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.