شهدت الجولة الآسيوية الثانية من بطولة الأندية الآسيوية بنسختها الحالية شهدت تألقاً للفرق السعودية المشاركة، وتفاوت هذا الظهور من فريق لآخر، فقد استطاع الأهلي الحصول على الرصيد النقطي كاملاً بالوصول للنقطة السادسة بعد تغلبه على النصر الإماراتي بهدفين لهدف، وبعد أن تمكن من تحويل خسارته في بداية اللقاء بهدف للتعديل ثم التفوق بهدفي عماد الحوسني مستغلاً حالة الطرد التي عانى منها النصر بخسارته للاعب خط المنتصف ليوناردو، وقد ظهر الشباب يفرط في فوز مؤكد والاتفاق يواصل النزيف الأهلي بمستوى مقنع لم يبلغ درجة عالية من الجمال، والإمتاع ورغم ذلك فقد كان بإمكانه زيادة حصيلته التهديفية إلا أن حالة التراخي التي أصابت اللاعبين جعلتهم يتهاونون بعض أوقات اللقاء وخصوصاً أوقاتها الأخيرة والتي كاد خلالها النصر أن يدرك التعادل. الأهلي حقق الأهم وهي النقاط الثلاث وهي التي رشحته لاعتلاء قائمة الترتيب في مجموعته والتي يظهر بأنه سيكون الأبرز من بين فرقها للترشح للدور الثاني. أما الشباب فقد خرج بتعادل مقنع بنتيجته مع الجزيرة الإماراتي وكان بمثابة الخسارة من حيث الأداء، والفرص المتاحة والتي كان فيها الشباب أكثر حضوراً وأعلى نفوذاً طيلة فترات المباراة وأهدر مهاجموه كماً وافراً من الفرص السهلة التي تناثرت أمام مرمى الجزيرة وأعتقد بأن مدربه برودوم بالغ في إشراك عدد من لاعبي المحور بغية الحفاظ على مرمى وليد عبدالله والخروج ولو بنقطة واحدة رغم إن الفريق كان بإمكانه الظفر بالثلاث نقاط كاملة لو استغنى عن أحد عناصر المحور الدفاعي وإشراك الشمراني مع تيجالي ليكثف التواجد الهجومي، ويضغط على دفاع الجزيرة ويمنعه من التقدم. عموماً تبدو النقطة خارج الديار مقنعة بدرجة جيدة وأعطت الشباب المركز الثاني خلف الفريق الإيراني المتصدر بفارق الأهداف وتجمعهما مواجهة صعبة في الجولة المقبلة تحدد كثيراً من ملامح الصدارة. الشباب فرط في نقاط الجزيرة الاتفاق استضاف فريق لخويا القطري على أرضه بالدمام ولم يستطع تجاوز ظروفه التي عانى منها هذا الموسم كثيراً وجعلت مستواه الفني في تراجع واضح فلم يكن "فارس الدهناء" كما كان عليه الموسم الفائت فارساً قوياً متكامل الخطوط فقد كانت معاناته على مختلف الأصعدة سواء على مستوى الجهاز الفني والذي تم استبداله بعد انطلاقة الموسم الرياضي ثم على مستوى المحترفين الأجانب والذين لم يشكلوا إضافة فنية جيدة للفريق فضلاً عن هبوط مستوى بعض العناصر المحلية،وغياب البعض منها بداعي الإصابة، ولا يزال في الوقت متسع لتدارك ما يمكن تداركه واللحاق بركب المنافسة على صدارة المجموعة خصوصاً أنها تعد المجموعة الأقل قوة مقارنة بالمجموعات الأخرى وهو ما يجعل الجماهير السعودية عموماً، والاتفاقية خصوصاً تؤمل بأن الفرص متساوية وإن بإمكان الاتفاق العودة في أي وقت. الأهلي واصل تألقه آسيوياً ممثلنا الرابع الهلال، والذي لعب آخر مباريات الجولة حين استضاف خلالها الريان القطري على ملعبه بالرياض،وقدم مستوى فنياً جيداً أقنع جماهيره الغفيرة التي ساندته بحرارة ولم يكتب للهلال التوفيق استغلال حالة التراجع الواضحة التي كان عليها الريان منذ بداية اللقاء، والذي تقوقع في مناطقه الخلفية بغية المحافظة على مرماه نظيفاً من الأهداف على أمل الخروج ولو بنقطة وحيدة، ونجح في تحقيق مراده في الشوط الأول والذي انتهى سلبياً بلا أهداف مع أفضلية هلالية مطلقة استمرت خلال الشوط الثاني ومعه حضرت الأهداف برأسية القناص ياسر القحطاني ثم بقدمه اليمنى هدفاً ثانياً أكد أفضلية الهلال،وأحقيته بالنقاط الثلاث؛ فيما سعى الريان للتعديل وسجل هدفاً في آخر دقائق المباراة فجاء رد الموهوب الشلهوب سريعاً بتأكيد فوز الهلال بهدف ثالث وقاتل منح فريقه النقاط الثلاث،وأعاده للمنافسة على صدارة المجموعة متقدماً على العين الاماراتي بفارق التسجيل، وتنتظر الهلال مواجهة صعبة جداً في الجولة المقبلة أمام الاستقلال الايراني، ويبدو أن المنافسة على الترشح من هذه المجموعة سينحصر على الفرق الثلاثة الأولى الاستقلال، والهلال، والعين وستحدد المواجهات المقبلة بين هذه الفرق الثلاث ملامح الصدارة، والتي قد لا تنكشف سوى مع الجولة الأخيرة عطفاً على قوة هذه الفرق، وتقارب مستوياتها الفنية.