كان بإمكان الأندية السعودية الأربعة المشاركة في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا أن تحقق العلامة الكاملة لو أحسن فريقا الشباب والاتفاق التعامل مع ظروف منافسيهما الجزيرة الإماراتي ولخويا القطري كما يجب، فالشباب وعلى ملعب الجزيرة فرط في فوز كان قريبا منه واكتفى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، والاتفاق على ملعبه لم يكن جريئا من وقت مبكر كي يستطيع هز شباك لخويا واقتنع بالتعادل السلبي الذي قد يعقد موقفه. وفي الجهة الأخرى فإن الهلال حقق هدفه من خلال الفوز على ضيفه الريان بثلاثة أهداف مقابل هدف، فوز يعتبر نقطيا ومعنويا، واستطاع الأهلي تحقيق الأهم خارج ملعبه حينما ظفر بثلاث النقاط أمام النصر الإماراتي جعلته متصدرا فرق المجموعة بالدرجة الكاملة. الأهلي أكثر الرابحين يعتبر فوز الأهلي على مستضيفعه النصر الإماراتي أغلى نتيجة للفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا، وهو يلعب خارج ملعبه وأمام فريق لديه مقومات المنافسة في هذه المجموعة، ونسبة إلى البداية القوية للأهلي فإن هدف النصر المبكر في الدقيقة 13 لم يكن ذا تأثير سلبي كما كان يتوقع المتابعون، لذلك كان الرد سريعا عن طريق الحوسني بعد مرور 4 دقائق، واتبعه بهدف ثانٍ في الدقيقة 37، اللعب الهجومي الذي انتهجه مدرب الأهلي كان سلاحا ذا حدين كاد يكلف الفريق هدفا ثانيا وثالثا لو وفق مهاجمو النصر في استغلال الكرات العرضية التي أخفق مدافعو الأهلي في التعامل معها، إضافة لضعف الرقابة على المهاجمين المميزين بالنصر، ورغم الطرد بالبطاقة الحمراء لأحد أعمدة النصر مع مرور الدقيقة 31، إلا أن هدف الحوسني الثاني كان نقطة تحول مال معها لاعبو الأهلي للعب بثقة أكبر وهم يتقدمون بالنتيجة ومنافسهم يلعب منقوص العدد، هذه السلبية على لاعبي الأهلي لم تتغير مع الهجمات الخطرة التي وصل فيها لاعبو النصر إلى مقربة من المعيوف كثيراً. فوز هلالي معنوي جاءت نتيجة الفوز لفريق الهلال على ضيفه الريان القطري بثلاثة أهداف مقابل هدف كما خطط لها الهلاليون وذلك من أجل تعويض الخسارة من العين في الجولة الأولى، ولأجل إعادة الثقة للاعبين بأنهم قادرون على فرض شخصيتهم في هذه البطولة، ورغم تأخر تسجيل الهلال لأهداف المباراة التي بدأت مع الدقيقة 57 من رأسية القحطاني، إلا أن لاعبيه بحثوا عن الطرق المؤدية لمرمى الريان منذ أول دقيقة من المباراة بطريقة ليس فيها استعجال او اندفاع هجومي خوفاً من الوقوع في فخ يبحث عنه لاعبو الريان من خلال الكرات المرتدة السريعة، لذلك كان هناك مبالغة إلى حد كبير في بناء الهجمة لدى لاعبي الهلال، خصوصاً مع كثافة لاعبي الوسط الذين دفع بهم زلاتكو تاركاً القحطاني وحيداً في عمق الهجوم لأجل الضغط على دفاع الريان، بينما أجاد العابد والفرج والشلهوب وويسلي في تنويع الهجمات إلا أن النهاية كانت تصطدم بالكثافة العددية لدفاع الريان، ولم يبعثرها سوى هدف القحطاني الأول، الذي أجبر لاعبي الريان على التحرر من الواجبات الدفاعية البحتة، وهو ما يبحث عنه لاعبو الهلال وسجلوا هدف الاطمئنان 74 وهدفا ثالثا في الدقيقة 87 رغم تقليص الريان النتيجة مع الدقيقة 86 بواسطة الظهير الأيمن حامد إسماعيل. الشباب يفرط فرط فريق الشباب في نقطتين هامتين حينما لم يستغل ظروف مستضيفه فريق الجزيرة الإماراتي قبل وأثناء المباراة، وخرج بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، في مباراة سيطر فيها لاعبو الشباب على منطقة المناورة، وصنعوا العديد من الفرص الخطيرة على مرمى الجزيرة لم يوفق النشط سيبستيان تيجالي في استغلال إحداها، واكتفى بصنع هدف التقدم مع آخر دقائق الشوط الأول 44 للظهير الأيمن حسن معاذ، الذي حضر في الوقت المناسب وتمكن من استغلال سيطرة تيجالي على الكرة وسط مضايقة حارس مرمى الجزيرة، إذ إن توقيت هذا الهدف كان مثالياً لفريق الشباب ولمدربه برودوم قبل الذهاب لاستراحة ما بين شوطي المباراة، وفي الطرف الآخر كان هذا الهدف محبطاً للاعبي الجزيرة ولمدربهم بالذات وهم يعانون كثيراً خلال مبارياتهم الأخيرة، هذه الوضعية الصعبة للاعبي الجزيرة لم تحفز برودوم على استخدام ورقة البدلاء بالزج بمهاجم آخر وهو قد تابع الضعف والتفكك في دفاع الجزيرة، إلى أن جاء هدف الصدمة في الدقيقة 55 من تصويبة بعيدة المدى فاجأت وليد عبدالله وزملاءه في الملعب، والمدرب برودوم الذي أجبر على إخراج تيجالي المصاب والاستعانه بناصر الشمراني، إلا أن هذا التبديل ظل دون فاعلية كبرى جراء التردد في تدعيم الشمراني بلاعب لديه نزعة هجومية ويمتلك مهارة السرعة والمراوغة للتواضع الذي يتزايد على مدافعي الجزيرة ولاعبي الوسط، بل كاد برودوم ولاعبوه يفقدوا الكثير لو استغل لاعبو الجزيرة هجمتين خطيرتين مع دقائق الوقت بدل الضائع وفق وليد عبدالله كثيراً في إبطال إحداهما، وأخفق المهاجم في التصويب مع الهجمة الأخرى، لذلك يكون الشباب ثالث المستفيدين من نتائج الفرق السعودية في مباريات هذه الجولة. الاتفاق بشعار عدم الخسارة بالغ الاتفاق كثيراً في الحذر من خطورة منافسه لخويا، حينما اكتفى الفريق بالتمركز في وسط الملعب وعلى حدود منطقة الجزاء حتى وجد لاعبوه أن الوقت قد مضى عليهم، والنتيجة تصب لمصلحة لخويا، الذي كانت للاعبيه بعض المطامع الهجومية في ظل المبالغة التي كان عليها لاعبو الاتفاق بالتمركز في وسط الملعب، وعدم الجرأة الهجومية في دقائق معينة، لذلك يعتبر الاتفاق أقل الفرق استفادة بعد أن خسر نقطتين على أرضه وبين جماهيره، تضاف لخسارته ثلاث نقاط في أول مباراة أمام باختكور الأوزبكي، نتيجتان قد تصعبان المقبل من مشوار الفريق في ظل عدم استفادته من عاملي الأرض والجمهور.