أعتقد أن حادثة أطفال الملاهي أثارتْ العديد من التساؤلات، وطرحت الكثير من الاستفهامات حول ما يحدث في مثل تلك الملاهي.. لقد تألمنا جميعاً لهذه الحادثة والفاجعة المؤلمة التي راح ضحيتها أطفال أبرياء جاءوا للتسلية والترفيه دون أن يدركوا الخطر الذي يمكن أن يداهمهم ليجدوا أنفسهم في المستشفيات. عندما تدلف لأي (ملاهي) أطفال، تلحظ بعينيك من يشغلها من العمالة الوافدة، وتلحظ عمل البعض باستهتار ودون مبالاة لشعور أي طفل عندما يود الركوب او الانصراف بعد الانتهاء..الأمر مجرد عمل يؤديه وكم تدفع؟! السؤال : أين وسائل السلامة وضوابط العمل في مثل تلك الأماكن التي تحمل أبناءنا وفلذات أكبادنا حتى أصبحنا نخاف من تكرار مثل تلك الحادثة المؤلمة، المدارس تأخذهم وتتركهم يلهون ويلعبون دون رقابة او متابعة معلم واحد أو اثنين، ومعلمة ماذا عساها أن تفعل وتتابع مع عشرين أو ثلاثين طفلاً، كل ينطلق كيف يشاء، أما العمالة فلا يهمها غير قيمة التذكره!! أسئلة محيرة تحتاج لإجابات، ومنها تنظيم مثل تلك الرحلات بما يضمن سلامة هؤلاء الأطفال، أو لماذ لا يتم استبدال مثل تلك الرحلات التي يدفعها ولي الأمر (ليست مجانية) بل بمبلغ يرفق مع خطاب الموافقة، لتكون لاحدى الجامعات أو المراكز العلمية او البحثية او غيرها من المراكز التي تحرك مكامن الإبداع لدى النشء، أما الاختيار العشوائي لأماكن تسلية دون أن تكون لها أية فوائد، ماذا سيجلب لهؤلاء الصغار ! نحتاج لاعادة صياغة أهداف تلك الرحلات لتتناسب مع عقليات اطفال اليوم لتكون فيها المتعة والفائدة بشكل حقيقي، وليس مجرد عمل روتيني كل شهر لتسلية الأطفال وجذبهم لهذه المدرسة دون غيرها. أعتقد أنه من الواجب محاكاة العقول في مثل تلك الرحلات أكثر من التسلية، نحن بحاجة لجيل نعلمه كيف يفكر ويتعلم ويبني، وإن كان بحاجة للمتعة والترفيه فلا بأس شريطة توافر ضروريات السلامة وضوابطها ووجود مراقبين من معلمين، يتابعون هؤلاء الأطفال .. حمداً لله على سلامتهم، وحفظ الله فلذات أكبادنا من كل شر..