يتوجه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ غداً إلى الولاياتالمتحدة في زيارة ترمي إلى اعطاء زخم جديد للتقارب بين نيودلهي وواشنطن بالرغم من العقبات بخصوص الاممالمتحدةوباكستانوايران. وتأتي زيارة سينغ إلى الولاياتالمتحدة من 18 إلى 20 تموز - يوليو في وقت تعززت فيه العلاقات بين البلدين في الاشهر الاخيرة مع زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اذار - مارس الماضي إلى دلهي والرغبة المعلنة في تنمية التعاون واعلان واشنطن رغبتها في مساعدة الهند على ان تصبح «قوة كبيرة في القرن الحادي والعشرين» وتوقيع اتفاق تعاون عسكري في حزيران - يونيو. وهذه الزيارة ستكرس مرحلة جديدة في العلاقات الهندية الاميركية على حد قول مسؤولين في وزارة الخارجية الهندية. وفي واشنطن توقع مسؤول اميركي كبير ان تتخطى العلاقات بين الولاياتالمتحدة والهند مجرد العلاقات الثنائية العادية لتصبح علاقات «شراكة اكثر فاكثر ليعالجا معا المسائل الدولية». ويشكل تعزيز العلاقات مع الهند التي تعتبر ثقلا موازيا للصين، احد المحاور الرئيسة في الدبلوماسية الاميركية في آسيا بعد سنوات من العلاقات الفاترة. وسيبحث سينغ مع الرئيس جورج بوش مسألة الارهاب التي اصبحت مجددا موضوع الساعة بعد اعتداءات لندن والهجوم على موقع ديني حساس يتنازع عليه الهندوس والمسلمون في شمال الهند مطلع هذا الشهر. وعلى جدول الاعمال ايضا التعاون في المجال النووي المدني وترشيح الهند لشغل مقعد دائم في مجلس الامن الدولي وزيادة حجم التبادل التجاري على ما صرح مسؤول في الخارجية الهندية. وقال برهما شيلاني من مركز الابحاث السياسية «ان الولاياتالمتحدة تريد ان تكون الهند حليفا في استراتيجتها في آسيا وتعزيز التعاون العسكري وتشجيع دلهي لتحمل مسؤوليات في مجال الامن» الاقليمي. اما الهنود كما قال «فيرغبون في بناء شراكة متوازنة ويريدون الغاء جميع القيود الاميركية المفروضة على تصدير التكنولوجيات العسكرية الحساسة ويأملون دعم واشنطن للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي». لكن ملفات حساسة عدة ما زالت تسمم هذه العلاقات. ففي ما يتعلق بالاممالمتحدة دعت واشنطن هذا الاسبوع الجمعية العامة لمعارضة مشروع قرار مجموعة الاربع التي تضم الهند والمانيا والبرازيل واليابان في اطار توسيع مجلس الامن الدولي. وكذلك الامر بخصوص باكستان حليف واشنطن في الحرب على الارهاب والتي ستبيعها واشنطن مقاتلات من طراز اف-16 بالرغم من معارضة الهند التي تتهم جارتها بدعم الناشطين في كشمير الهندية. وحذر ساران من انه «لا يجوز ان يكون هناك تجزئة في مكافحة الارهاب.. ان الهند ستذهب إلى واشنطن بموقف حازم حول هذه المسألة». اما في ما يتعلق بمشروع بناء انبوب غاز يربط بين ايران والهند عبر باكستان الذي اكدت نيودلهي التزامها به، فيشكل هو الاخر موضوعا شائكا. فالهنود الذين هم بحاجة ماسة للطاقة يجدون في هذا الملف «وسيلة للقول لهم (الاميركيين) بأنهم ليسوا طوع بنانهم» على ما رأى مصدر دبلوماسي. لكن اذا كانت الهند تشعر بالارتياح لاعتراف واشنطن بدورها في العالم فهي في الوقت نفسه حذرة وتعقد شراكات استراتيجية مع اخرين وتحرز تقدما مع الصين في خلافهما الحدودي وتهتم بعلاقاتها مع روسيا كما لفت الخبراء.