لم تكن المنافسة بالصورة اقل حظا ذات يوم عن المنافسة بالكلمة المعبرة، الأمر الذي ألقى بظلاله على تحولات مفهوم الصورة لدى المجتمع، وخاصة ونحن نعيش زمن"الصورة" كما هو دارج في المجتمع.. كما أن العمل المهني الذي يقوم على تخصصات فرعية "دقيقة" يؤكد أن الصورة ما تزال موضع رهان المنافسة وقصب سبق التعبير في وسائل الإعلام المختلفة، والصحفية خاصة.. هكذا استهل الزميل الدكتور أحمد الجميعة مدير التحرير لشؤون التحقيقات بجريدة «الرياض» مشاركته يوم امس في ندوة "الصور التاريخية بالصحافة السعودية". وقال د. الجميعة: هناك مراحل للتحول المجتمعي أوله نقل الواقع وتوثيقه، والآخر يتمثل في التحول المهني ونظرية الصورة التي تحمل قيماً ذهنية وتعطي الدقة والموضوعية والحياد وعدم الإنحياز.. فأعراف المهنة بالنسبة للصحفين خلال الثمانينات تختلف عنها في التسعينات، فاليوم أصبح المجتمع تقنياً يحفظ الصورة ويسترجعها ويوثقها ويبحث عنها في أي مكان. د. الجميعة:«الصحفي المواطن» شريك في صناعة الصورة والتأثير على «صانع القرار» وأضاف د. الجميعة بأنه يأتي ضمن هذه التحولات "التحول تجاه صناعة الصورة" إذ إن المواطن اليوم أصبح صحفياً منتمياً لنفسه يلتقط ويشارك في مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعله منتجا للخبر وصانع له.. مشيرا في هذا الجانب إلى أن "ثقافة الصناعة" أصبحت تحدياً حقيقياً ويعطي للمنافسة روحاً بتعدد النظريات وإعطاء مساحة واسعة لإبداء الرأي والتوثيق. كما استعرض د.الجميعة العديد من المقومات التي تعتمد عليها الصورة، التي اورد منها التنامي، والوعي، والتسويق للصورة .. موضحا أن التحولات التي مرت بها الصورة، تأتي في إطار ثلاثة أبعاد، أولها البعد النقدي، وثانيها البعد الأخلاقي، والبعد القانوني.. مختتما مشاركته بأن المجتمع أصبح واعيا بالنشر ووصل لمرحلة تحول جديدة، تشكل معها قدرته على صناعة قرار ..أو تمهيد لقرار.. أو تغير قرار.. بصناعة صورة. فيما تحدث مدير مؤسسة تراث الخيرية د.أسامة الجوهري عن أهمية الصورة التاريخية في توثيق تاريخ الوطن مشيا إلى أن "مؤسسة تراث" عقدت شراكة مع مكتبة الملك فهد الوطنية لعمل أرشيف ، وذلك لعمل بعد ثقافي ويكون مرجعا للباحثين.. موضحا بأن المؤسسة بالمرحلة الثانية بجمع أكثر من 14 ألف صورة للمملكة تم جمعها من داخل المملكة وخارجها. كما استعرض د. حوهرجي عدة جوانب عن الصور التاريخية بالصحافة السعودية والإرهاصات الحاصلة للصورة على مدى عقود وخاصة للصورة بالصحافة السعودية والتي بالغالب توثق تاريخا وذاكرة للحدث . من جانبه وصف رئيس تحرير صحيفة الوطن طلال آل الشيخ، والدكتور أحمد اليوسف رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت الأسبق، الصورة بأنها أكثر إقناعا من الكلمة.. نظرا لما يحتاج إليه المتلقي من خيال.. مستعرضين في هذا الجانب مراحل تطور الصور الصحفية. قال آل الشيخ: إن الصورة تخدم أهدافاً متعددة للصحفي من خلال الجمع بين الخبر والصورة، إذ نلاحظ أن أول مايقع نظر المتابع للصحيفة هي الصورة، لذلك على الصحفي الإطلاع على الأحداث لفك شفرات الصورة بالكلمات وتحمل العديد من الرسائل.. مستعرضا أهمية النظرة التكاملية بين الكلمة والصورة، لكون الصورة قد تعجز عن الإجابة على أسئلة المتلقي ليأتي دور الكلمة.. مما يتطلب من المصورين والصحفيين أن يعملوا على التوافق بين الصورة والكلمة. كما قدم اليوسف خلال مشاركته العديد من مقومات الصورة الصحفية من حيث التأثير، لكونه يساهم بدفع القارئ لشراء الصحيفة، ولكون الصورة سلاحاً صحفياً وثقافياً وهو مجتمع يجسد المعاني.. مستعرضا العديد من الصور التي كان لها قرار تأثير على الرأي العام أو على المستوى الرسمي في العديد من الأحداث العالمية.. مؤكدا على أهمية المصداقية كمقوم رئيس في الصورة المؤثرة .