قال: ماذا تقترح من الموضوعات التي تستحق أن أشارك فيها في هذا البحر الإنترنتي الحافل بكل شيء؟ قلت: شارك في الموضوع الذي ترى أنك ملم فيه أكثر من غيره. قال: المشكلة أن الموضوعات التي أجيدها ليس لها جمهور، وليست مثيرة للجدل. قلت: فهمتك، أنت إذن تبحث عن الإثارة. قال: يمكن أن تقول أبحث عن الجماهيرية. قلت: في هذه الحالة أمامك خيارات كثيرة. قال: حدد، ماذا تقترح؟ قلت: خذ مثلاُ قيادة المرأة للسيارة؟ قال: لا، هذا الموضوع لم يعد يجذب الناس، أصبح مملاً. قلت: تحدث عن عمل المرأة في بيع المستلزمات النسائية. قال: وهذا أيضاً أخذ حقه من النقاش ولم يعد له تأثير. قلت: ما رأيك في موضوع مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية؟ قال: هذا موضوع قديم، ودخل ملف النسيان فلماذا لا أتكلم عن الرياضه النسائيه بشكل عام؟ قلت: فكرة جيدة. قال: ولكن هل أغرد أم أكتب مقالاً؟ قلت: غرّد، فالتغريد هو لغة العصر. قال: وهل من قضايا أخرى ترى أنها مثيرة وتستحق مشاركتي خاصة أنني لا أريد أن أقلل من عدد المتابعين الذين ينتظرون آرائي وتعليقاتي في كل المناسبات وعلى كل الأحداث. قلت: أمامك القضايا السياسية في العالم العربي. قال: وهل انتهت قضايا المرأة؟ قلت: لا، إنها لا تنتهي، وإن انتهت اخترعنا لها قضايا جديدة، وهل تستطيع أنت أن تترك المرأه في حالها؟ قال: إذن نأخذ فاصلاً عن قضايا المرأة ثم نواصل في فترة لاحقة. قلت: إذن، عليك بالمشاركة في القضايا السياسية والاجتماعية. قال: ولكن المتابعين للقضايا الرياضية أكثر، فهل تراني أضر بشخصيتي لو شاركت فيها؟ قلت: لا بأس أن تشارك في القضايا الرياضية حتى تكون قريباً من الجيل الجديد، وتتسع دائرة المعجبين بك. قال: ولكنني لا أفهم في الرياضة؟ قلت: هل تريد أن تعود إلى قضايا المرأة؟ هل انتهى الفاصل؟ قال: نعم، أشعر أنني افتقدتها. قلت: ولكن ماذا عن القضايا الاجتماعية والمشكلات التي تحتاج إلى تخصص وخبرة وتتطلب إسهام المثقفين والعلماء. قال: مثل ماذا؟ قلت: قضايا مثل البطالة والغش التجاري والاصلاح الاداري وتصنيف الناس..الخ، ألا تستحق منكم المشاركة؟ ألا ترى أنها من أولويات المجتمع؟ قال: نعم، ولكن لابد من تطعيمها بالمرأة حتى تكون جاذبة ومثيرة للجدل. قلت: وهل أنت تبحث عن الاصلاح أم الجدل؟ قال: الجدل موجود في إطلاق الفتاوى الدينية وقد جربتها، ثم اكتشفت أنها أصبحت ميداناً للسباق والتنافس، وقد خسرت المنافسة في هذا الميدان بعد أن تجاوزت بعض الفتاوى الخطوط الحمراء حتى وصلت إلى تحديد من يدخل الجنة. قلت: أعتقد أنك بحاجة إلى إجازة للتأمل والراحة بدليل أنك لم ترد على تلك الفتوى الغريبة! قال: أوافقك، ولكن هل سأتحمل البعد عن الأضواء والجمهور؟ قلت: حتى جمهورك سوف يفتقدك ولكن مع التقنية الحديثة ستكون حاضراً أينما ذهبت. قال: أعتقد أنني سأجرب حظي مع السياسة ولكن بمظلة دينية، وأنت تعرف السبب. قلت: الكل يعرف السبب. قال : ولكن هل أغرّد أم أكتب؟ قلت : قل رأيك بأي وسيلة، المهم أن لا تتسرع حتى لا تضطر للتراجع فيما بعد. قال : والآن ما هي نهاية هذا الحوار، بماذا أبدأ؟ قلت: وجدتها، كيف نسينا هذه المناسبة المهمة. إنها معرض الكتاب. قال: شكراً، هذه مناسبة أستطيع أن أضرب فيها عدة عصافير بحجر واحد. قلت: كيف؟ قال: أستطيع التحدث عن المرأة، والاختلاط، والتغريب، والسياسة، وكل شيء. قلت: انطلق، وكل عام وتغريداتكم وتراجعاتكم بخير..