يحاول رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون أن يعيد ثقة المشاهد إلى التلفزيون السعودي مرة أخرى بعد فقدانها نتيجة عوامل كثيرة لست بصدد التحدث عنها الآن، ومن خلال الأسماء التي ينوي التلفزيون تعميدها في رمضان المقبل - بحسب ما انفردت به جريدة "الرياض" - يبدو أن النية تتجه حالياً لنجوم المرحلة وللأسماء التي تراهن عليها التلفزيونات الخليجية وليس التلفزيون السعودي وحده، وهذه الخطوة إيجابية إذا كانت بداية لعمل احترافي لإنتاج متميز ليس في رمضان فقط إنما على مدار العام. التلفزيون السعودي بقنواته المختلفة يتواجد في أهم وأكبر سوق إعلاني في المنطقة على الإطلاق تحركه أكبر الشركات الإعلانية العربية والتي كانت حتى وقت قريب هدفاً تتصارع من أجلها القنوات القيادية مثل إم بي سي ودبي وروتانا وإل بي سي وحتى قنوات المجد والقنوات الاقتصادية الأجنبية المستثمرة في المملكة، ومع ذلك لم تنجح تلك القنوات في سحب البساط من التلفزيون السعودي الذي كان ولا يزال أحد أهم القنوات المفضلة عند شركات الإعلان. لكن هذا لا يمنع من القول إن التلفزيون السعودي قد أضاع هويته في فترة ماضية، بسبب سياسة بعض القيّمين على الدراما حينها، وأصبح طارداً للأعمال المحلية والممثل المحلي، الأمر الذي أرغم المنتِج السعودي على البحث عن منافذ أخرى في القنوات الخاصة والتي بالتأكيد لم تفتح الباب على مصراعيه لو لم تجد في الأعمال المحلية ما يفتح شهية المعلن، وكانت قناة "إم بي سي" من أكثر المستفيدين من تدهور وضع الإنتاج في التلفزيون السعودي، حيث بدأ نشاطها الدرامي مع انتقال "طاش" لها بعد تخلي التلفزيون عنه. إن على التلفزيون السعودي الآن وهو يحاول إعادة توهجه من جديد أن يهتم بتطوير المحتوى لأنه السر الكبير في نجاح أي تلفزيون بالعالم، وتطوير المحتوى لابد أن يكون من خلال تأسيس التلفزيون لشركة إنتاج تضم أكبر خمسة منتجين ومن خلال تصنيف الشركات السعودية للإنتاج، الأمر الذي سيساهم في تقديم الجيد الذي سيعيد المشاهد إلى الشاشة السعودية. أيضاً لابد للتلفزيون السعودي من الاهتمام بهوية جديدة تعتمد على الألوان المشرقة والمبهجة التي توحي بالانطلاق واتساع الأمل وأن يكون له علامة تجارية تعيد المشاهد الذي رحل ليس بسبب الحرية التي قد يجدها في المحطات الأخرى فهذه خدعة صورها البعض، فالمشاهد يريد الترفيه ولا يحتاج لجرأة القبلات! ولكنه اضطر للبحث عن قنوات أخرى لأنه لم يجد ما يجذبه في التلفزيون الرسمي، وبالتأكيد سيعود ذلك المشاهد إلى شاشته القديمة عندما يشعر أن هناك ما يستحق المشاهدة. إن الخطوات الحالية التي يقوم بها التلفزيون تبشر بمستقبل مبهج ومشرق..