الخطوات التطويرية التي يقوم بها الأستاذ عبدالرحمن الهزاع ومعاونوه في هيئة الإذاعة والتلفزيون بدأت تظهر بوضوح من خلال البرامج الجديدة التي تعرض على الشاشة مؤخراً ويقدمها مجموعة متميزة من الإعلاميين الذين استعان بهم التلفزيون السعودي لأول مرة في محاولة لكسر الجمود والرتابة وإلغاء احتكار بعض الأسماء والوجوه التي ملّ منها المشاهد. هذه الخطوات التطويرية من شأنها أن تعيد التوهج للشاشة السعودية وإعادتها للمكانة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها. ولأن المنافسة قوية وشرسة من قبل القنوات الخاصة, وبالذات في موسم الحرب الضروس لدى القنوات وهو رمضان, فالتلفزيون السعودي لم يعد كما كان سابقاً مجرد جهاز حكومي يتلقى تمويله من الميزانية العامة, فقد أصبح جهازاً مستقلاً ومطالباً بزيادة وتنويع مداخيله المالية, فلابد أن تكون بعض القرارات الإنتاجية مواكبة لهذا التغير, وأن تراعي عامل الزمن المهم والضروري لإنتاج أعمال جيدة المضمون. وكان من المتوقع كما جاءت التأكيدات على أن تعاميد الاعمال والبرامج الخاصة بشهر رمضان ستنتهي مع نهاية الشهر الماضي ولكن مازال الغموض يحيط بما ستقدمه الشاشة السعودية خلال شهر رمضان من أعمال درامية أو برامج رغم اقتراب الشهر الكريم. هذا الغموض والتأخير في إعلان الأعمال التي سيعرضها التلفزيون السعودي سيعيدنا إلى نفس الطريقة المتبعة سابقاً مما يعني مزيداً من الأعمال المرتبكة وغير الناضجة, إذ إن ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر لا تكفي لإنتاج أعمال جيدة ومتميزة, خصوصاً إذا أصر التلفزيون على اختيار النصوص الجيدة من خلال اللجنة الموكلة لها اختيار تلك الأعمال. أعرف بأن التركة ثقيلة جداً على "أبي ياسر" وهو قادر على إزالة كل العقبات, لكن هناك أولويات لابد من التعامل معها مثل الإنتاج الذي يعتبر من أهم المعوقات التي كانت تواجه التلفزيون في الفترة الماضية ولابد لتلك المرحلة أن تنتهي ويصبح العمل الاحترافي هو السائد. على هيئة الإذاعة والتلفزيون المسارعة إلى إعلان الأعمال التي ستعرضها خلال رمضان ليتسنى إنتاج أعمال مميزة تعجب المشاهد والمعلن على السواء.