المنتجون الذين عادوا في هذا العام للتلفزيون السعودي لم يعودوا من باب دعم الهيئة في توجهها للارتقاء بمستوى الإنتاج الدرامي ولكنهم عادوا لان الأبواب التي كانت مفتوحة لهم في القنوات الأخرى باتت مغلقه فقناة ام بي سي على سبيل المثال والتي كانت داعما كبيرا للانتاج المحلي وتستقطب الكثير من الأعمال المحلية بل وانشأت وحدة متخصصة للإنتاج المحلي تخلت في الفترة الأخيرة عن هذا الانتاج واتى هذا الأمر من خلال تنازلها عن العمل الشهير طاش والذي كانت داعمة له في السنوات الاخيرة وابقت احد نجومه فقط تحت منطقة امتيازها ولعمل بعيد كل البعد عن الدراما إلا إن كانت تنوي إنتاج عمل جديد - كما ذكر في جريدة "الرياض" - حيث أطلت علينا في العام الماضي بعمل مجمع يجمع نجوماً من هنا وهناك واعتمدته هذا العام كبديلها الكوميدي لطاش اضف الى هذا انها سبق وان تنازلت في العام الذي يسبقه عن مسلسل بيني وبينك ولم نعد نلحظ لها انتاجاً درامياً سعودياً مكثفاً، كما كان قبل عدة سنوات وان انتقلنا الى قناة دبي فلقد تنازلت في العام الماضي عن (غشمشم) الذي احتكرته لعدة سنوات في سبيل اعمال اخرى ولم تحقق المأمول بالبديل ويبدو أنها في هذا العام قد تنازلت عن الكل، وهكذا ذهبت الأسماء إلى روتانا خليجية التي كانت ترحب بالعائدين إلا أنها في هذا العام اكتفت بسكتم بكتم، ولهذا عاد كل من أغلقت في وجهه الأبواب إلى الباب الذي خرجوا منه قبل عدة سنوات وكان دوما مفتوحا للدراما المحلية فتشكلت أمام هذا الباب زحمة غير معتادة ومالا يمكن تجاهله انه وحتى بعد أن تحول التلفزيون الى هيئة فلا يزال في عامه الأول ومن المؤكد انه لن يستوعب إلا القليل. ما يجب أن نعيه الآن أن عزوف بعض القنوات عن الإنتاج المحلي له ولا شك أسبابه التي يأتي في مقدمتها عدم تطور هذا الإنتاج بل وسطحية ما يطرحه من أفكار رغم انه مطلوب إعلانيا ولهذا فلا خوف عليه من أن يغطي تكاليفه ويحقق الأرباح العالية شريطة أن يرتقي بالشكل والمضمون حيث تضاعفت أسعاره دون أن تنعكس على مستواه وذهبت معظم ميزانياته كأجور للنجوم المشاركين فيه. العودة إلى التلفزيون السعودي أمر حتمي ولكن على التلفزيون أن يعي أن عليه مسؤولية كبرى في تطوير الإنتاج المحلي وان لا يعتمد على شراء الأسماء فقط فالمشاهد نجمه الأول والأخير هو الموضوع والمعالجة الدرامية السليمة والعمل الذي يحقق هدفاً وليست الأعمال التي تهدف إلى الإضحاك دون هدف فللتهريج الآن أبواب لا حدود لها ولا يفترض أن يكون التلفزيون احد تلك الأبواب. مطلوب من الهيئة تحويل الإنتاج المحلي إلى صناعة قابلة للتصدير لأنه عندها ستعود القنوات التي هجرت الأعمال المحلية إلى مشاركة التلفزيون في إنتاجه سواء بالتمويل أو بشراء حقوق العرض المتزامن أو الثاني. نحن نأمل من الهيئة أن تخرج من ثوب الوزارة التي كانت تكتفي بالإنتاج لتعرض على شاشتها فقط إلى زمن الاحترافية في الإنتاج والذي لا يقبل هذا الثوب أبداً.