فكرة احتكار الممثلين في عالمنا العربي جديدة نوعاً ما ويتميز بها الآن الممثل الكوميدي السعودي فقط فلقد احتكرت ام بي سي النجمين عبدالله وناصر ولحق بهما كتاب وممثلون عبر تعاون (صدف ام بي سي) واحتكرت دبي فهد الحيان إضافة إلى بعض الأسماء الأخرى. بهذا الاحتكار يصبح الفنان مثل اللاعب يحترف في نادٍ ولا يلعب لغيره عدا أن الفرق بينهما أنه يسمح للاعب بتمثيل منتخبه الوطني في بعض أو كل المباريات الدولية بينما لا يملك الممثل هذا الحق. كل هذا شيء جميل فالاحتكار هنا معناه أنك مميز (ونود أن تكون لنا دون سوانا) والمحتكر هنا (نجم سعودي يقدم عملاً سعودياً لمشاهد سعودي في مقابل معلن بمال سعودي يهمه هذا المشاهد ويمكن أن يدفع بسخاء مقابل هذا الإنتاج). الإنتاج السعودي اليوم مطلب جماهيري ويحقق مردوداً إعلانياً ممتازاً وهذا إنجاز يحسب لمن استطاعوا تحقيق هذا القبول لدى الآخرين وهو أهم من احتكار نجوم عرب مقابل عشرات الملايين ومن قبل بعض شركات الإنتاج السعودية التي احتكرتهم لا لجودة إنتاجهم ولكن لأنهم يحققون الإيرادات وهذه معادلة غريبة عجيبة أن ندعم فناً هابطاً لأنه يحقق إيراداً صاعداً. لقد كنا نطالب وزارة الإعلام ومنذ سنوات أن تحرر الإنتاج السعودي من قيود التعميدات والارتباطات والميزانيات وربطه بالإعلان (والميدان يا حميدان) وذهبت كل مطالباتنا ودراساتنا أدراج الرياح عبر (أدارج المسئولين). تلفزيوننا العزيز الذي كان له الفضل بعد الله في تقديم النجوم بالغ خلال العامين الماضيين عندما أراد أن ينقل الإنتاج من نظام الإنتاج الحكومي إلى نظام الإنتاج التجاري فأنتج أعمالاً بالملايين نستطيع أن نقول إنها الأغلى والأردأ على مستوى الإنتاج العربي والمحلي بالطبع حتى ولو أوهمنا أنها تجلب الجوائز فحكم الجمهور هو الأول والأخير. ليسمح لي معالي وزير الثقافة والإعلام أن أطلب منه أن يطلق الإنتاج السعودي لكي يعود للانتشار وصناعة النجوم، فالإنتاج السعودي المتميز مطلب لشاشتنا ولكل الشاشات. لماذا لا نسمح لكل من يريد الإنتاج الفرصة عبر آليات جديدة ومنها: @ إن حقق الإنتاج تقييماً بنسبة أكثر من 80% فسيحصل المنتج على سعر مميز (يحدد سلفاً) يتم سداده عبر ممول إعلاني ويمنح الفرصة لعمل آخر مضمون الشراء إن حقق نفس النسبة في المرة التالية وهكذا.. @ إن حقق نسبة ما بين 60إلى 75% فيحصل على سعر يقل عن السعر السابق بنسبة 25% وفرصة للإنتاج مرة أخرى وعلى مسؤوليته وضمان للعرض إن حقق أعلى من 80%. @ إن حقق أقل من 60% فليتحمل خسارته وليبحث له عن عمل آخر غير الإنتاج. هذه مجرد فكرة لن يقدم عليها إلا من يثق في قدراته وأنا أناشد معاليه من خلال هذه الزاوية أن لا نخسر منتجينا وكتابنا ومخرجينا وأن نعيد لهم بريقهم فما سيقدمونه هو مطلب لنا وما سينتجه التلفزيون السعودي سيكون إنتاجاً متوازناً بين منتج تحرر من القيود ووجد بيتاً آخر فبالغ في طرحه (ولعله في بعض الأحيان أساء لنا كمجتمع) وبين منتج علينا أن نحرره من القيود مع مطالبته بالموضوعية والمصداقية طالما أنه سيجد الرعاية في بيته.. صاحب المعالي أعيدوا حميدان إلى الميدان.