تباينت الآراء بين المستثمرين حول توظيف السعوديات في الصيدليات التجارية حيث يرى الأكاديميون ضرورة الاستعجال في فتح الباب أمام خريجات كليات الصيدلة للعمل في الصيدليات التجارية، فيما يرى المستثمرون أن الأمر بحاجة لدراسة مستفيضة في ظل ما تشهده الصيدليات من مشاكل وفي مقدمتها كثرة تعرضها للحوادث. وقالت رئسية مجلس ادارة شركة العين للبصريات الدكتورة عائشة عباس نتو: طالبنا منذ فترة طويلة بفتح الباب أمام بناتنا من خريجات الصيدلة للعمل في الصيدليات وجددنا المطالبة بعد تصريحات وزير العمل وبيّنا معاناة بناتنا من خريجات الصيدلة حيث لا يجدن مجالا في ممارسة مهنتهم الا في وزارة الصحة وفي صيدليات المستشفيات الحكومية والخاصة، مع أن هناك آلاف الصيدليات القادرة على استيعابهن، بعد تقبل المجتمع ثقافة العمل النسوي وعدم تعارضها مع تعاليم الشريعة الإسلامية والتقاليد والاعراف في المجتمع. واضافت أن عمل المرأة في الصيدلية يمكن قياسة بعملها الحالي في محلات الملابس النسائية، فالصيدليات أصبحت مكانا لبيع الكثير من المستلزمات النسائية التي يستحسن أن تبيعها المرأة للمرأة، مؤكدة أن اعتماد عمل النساء في الصيدليات والبصريات سيزيد من الوظائف التي ستشمل خريجات المعاهد الصحية من حملة الدبلومات والبائعات ونحن ننتظر صدور تنظيم يتيح للصيدلانية أداء عملها في أوقات النهار وفي وضع يضمن سلامتها وضوابط للتأكد من عدم تعارضه مع ديننا وأعرافنا المجتمعية. من جهته، قال رئيس لجنة الصيدليات في غرفة جدة للتجارة والصناعة الدكتور يوسف الحارثي: مثل هذا القرار يستدعي إيجاد بيئة مناسبة لعمل الصيدلانيات ولا يقتصر صدور التنظيم وإقراره على وزارة العمل وحدها بل يستدعي وجود جهات أخرى سواء كانت عدلية أو من هيئة الغذاء والدواء والبلديات. واشار الى أن مهنة الصيدلة من المهن التي لا زالت وزارة الصحة تمنح لها بدل ندرة ولا زالت تستعين بالكثير من الأجانب غير السعوديين فيها، كما أن أعداد الخريجات ليست مرتفعة جدا، لكن مشكلتهن تكمن في ندرة مجالات العمل كما أن تعرض الصيدليات لمشاكل مطروحة بقوة في هذا الملف، لذا فإن إقراره يستحق المزيد من التوسع في دارسته والنظام لا يمنعه بشكل فعلي، موضحا أن آخر الإحصائيات تشير إلى وجود حوالي 7 آلاف صيدلية في المملكة. وقال عضو لجنة الخدمات الصحية في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية الدكتور أحمد سالمين بلغصون إن صدور تنظيم يضمن عمل الصيدلانيات سيكون قرار جريئ ومفيدا طالما راعى الضوابط التي تضمن خلوه من السلبيات، كما سيوفر الكثير من فرص العمل للنساء ففي مدينة جدة ما يزيد عن 2000 صيدلية و35 مستشفى بها صيدليات وأكثر من 400 مستوصف معظمها خالي من الصيدليات الداخلية أو الخارجية وكلها قادرة على توفير العديد من الوظائف النسائية التي ستسهم في تقليل حجم البطالة النسائية. د. يوسف الحارثي