كشفت جامعة أم القرى، ممثلةً بقسم الصيدلة، أنها لا تعلم مصير عدد كبير من الخريجات اللاتي تخرجن منها، خصوصاً وأن عدداً كبيراً منهن لم يتقدمن بطلب وظائف داخل الجامعة، في الوقت الذي أكدت فيه مديرية الشؤون الصحية في مكةالمكرمة أن نسب توظيف الصيدلانيات في مكةالمكرمة ارتفع في الفترة الماضية لدرجة 60 %. وأوضح نائب مديرعام الشؤون الصحية، والمساعد العلاجي، الدكتور حسين غنام، ل”الشرق”، أن نسبة السعودة لكلا الجنسين، خصوصاً في صيدليات المستشفيات الحكومية في منطقة مكةالمكرمة، ارتفع بشكل كبير، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن التقسيم الأخير للصيدليات أوضح أن نسبة التوظيف للجنسين الذكر والأنثى في وظيفة (صيدلي قانون) وصلت إلى 50 %، بينما في قسم (صيدلي فني) فإن نسبة التوظيف ارتفعت أخيراً بنسبة 60 %. من جانبها، قالت المشرفة الإدارية بقسم الصيدلة في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة، غادة الصخيري، ل”الشرق” “إن قسم الصيدلية في جامعة أم القرى تم افتتاحه عام 1427ه، وخرجت 32 طالبة بشهادة بكالوريوس صيدلة، وفي العام الحالي سيتم تخريج الدفعة الأولى من طالبات يحملن شهادة دكتوراة في الصيدلة، ويبلغ عددهن 11 طالبة، إضافة إلى تخريج 43 طالبة يحملن شهادة صيدلية”. وأكدت أن جميع الخريجات لم يتقدمن بطلب التوظيف داخل الجامعة، وقالت “لا أعلم عن مصير هؤلاء الخريجات، لكنني متأكدة من أنهن لم يتقدمن بطلب توظيف داخل الجامعة”، مشيرة إلى أنها لا تعلم حقيقة إن كانت هناك وظائف متاحة للطالبات الخريجات داخل الجامعة أم لا؟. فيما طالب صيادلة يعملون داخل منشآت صحية في مكةالمكرمة، بضرورة وجود موظفة كمساعدة صيدلانية؛ للتخفيف عليهم من ضغوطات العمل التي يواجهونها خلال أدائهم عملهم، مؤكدين أن الاضطلاع بمهام مراجعة الكشوفات المالية وإدارة الصيدلية وتلبية حاجات مرتاديها يجعل من وجود مساعدة صيدلانية أمراً ملحاً، مرحبين في الوقت نفسه بأي خطوة تتجه نحو قرار تأنيث الصيدليات؛ كونه سيخفف كثيراً من ضغوطات العمل عليهم. وطالب الصيدلي الأمين عثمان (بكالوريوس صيدلة) بضرورة إتاحة الفرصة أمام المرأة للعمل جنباً إلى جنب مع المرأة، وقال “إن ما تقتنيه الصيدلانية والمرأة عموماً من مقومات تجعلها قادرة على إدارة الصيدلية، وتلبية طلبات الزبائن دون ملل، لتميزها بصفات لا توجد في الرجل، يأتي من أبرزها تحليها بالصبر والقدرة على تحمل الطرف الآخر”، مشيراً إلى فطرة تقبل وميل الرجل للمرأة؛ ما يجعل مرتاد الصيدلية يثق بكل ما تصفه له، وذلك نتاج تلك الفطرة. ورأت خريجة قسم الصيدلة في جامعة أم القرى سناء عبدالرحمن أن فكرة تأنيث الصيدليات تعد فكرة جيدة تساعد على فسح مجال فرص العمل لخريجات الصيدلة، مطالبة عند تنفيذ القرار أن يكون الدوام نظام “شفتات”؛ أي يتم تسليم العمل واستلامه بين الصيدلانيات كل ست أو ثماني ساعات، استناداً على ساعات العمل الطبي. وأشارت طالبة قسم الصيدلة في جامعة أم القرى خولة حسن إلى أن العمل الصيدلي مرهق على الصيدلي، فكيف لو كنت فتاة، خاصة في بدايات ممارسة العمل، وطالبت بضرورة وجود صيدلي رجل معها لمساعدتها في العمل وإدارة الصيدلية. بينما لفتت الطالبة هناء محمد إلى أن مجالات توظيف خريجات الصيدلة تعد محدودة وقاصرة على العمل الصيدلي فقط، وقرار تأنيث الصيدليات أوجد فرص عمل لهن، متأمله في ذلك أن يتم تخريجها عند تطبيق القرار؛ حتى يتسنى لها العمل في إحدى الصيدليات. وقالت فاطمة إبراهيم”من المفترض أن تكون هناك صيدليات خاصة بالنساء، ويتوافر في الصيدلية جميع المستلزمات النسائية والأدوية التي تحتاجها المرأة والطفل وغيرها، لتتعامل المرأة مع امرأة صيدلية من نفس جنسها، فالصيدليات لا تبيع الدواء فقط، بل تبيع المستلزمات النسائية، من كريمات تجميل ومنظفات جسم وغيرها وجميعها تخص النساء، مشيرة إلى أن وجود صيدليات نسائية خاصة ذات طابع نسائي تغني النساء عن زيارة الصيدليات التي يعمل فيها الرجال . وأوضح مدير إدارة الرخص الطبية بصحة القصيم سليمان عبد الرحمن الصقعبي أن عدد الصيدليات بالمنطقة بلغ 314 صيدلية للقطاع الخاص، وإنهم الآن بصدد سعودة الصيدليات إذ تمكنا خلال الأسبوعين الماضيين من توظيف أكثر من خمسين فني صيدلي من خريجي المعاهد الصحية وحاصلون على تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أي بنسبة تقارب 20 % ليعملوا كمساعدين للصيدلي، كما يقومون بتحضير الوصفات الطبية وليس صرفها إذ هي ليست من مهامهم بل من مهام الصيدلي الحاصل على البكالوريوس. وذكر الصقعبي أنه لا توجد طلبات للتوظيف لفنيات الصيدلة في القطاع الخاص إذ يتعينون بالمستشفيات الحكومية، ومتى ما تقدمت فنية الصيدلة سيتم توجيهها لإحدى الصيدليات الخاصة مثلها مثل فنيات التمريض والسجلات وباقي التخصصات الأخرى.