أبحث عن جني تحت الأرض يحل لنا المعضلة التي لم نجد لها حلًا حتى الآن.. بما أننا لم نستطع أو أننا عاجزون عن حل مشكلة ملحة جدًا وهي استخراج شهادة مزاولة مهنة لبناتنا الصيدلانيات، فالأفضل لنا أن نستعين بالجن من أجل ذلك، فالوزارة ترخص للشباب ولا ترخص للشابات لفتح صيدلياتهن الخاصة. تسمح للشابة التي درست الصيدلة وتخرجت بتفوق العمل في المستشفى، بينما عملها في صيدليتها الخارجية الخاصة معرضة لأن يأكلها «الذئب». ما أود طرحه هنا هو، لماذا تصدمنا رؤية امرأة تبيع الدواء في صيدلية بينما لا نشعر بنفس الصدمة عندما نرى رجلًا يبيع الدواء للمرأة؟! في الصيدلية نقف نحن النساء لنسأل والصيدلي يجيب. يشرح ويصف الأعراض الجانبية وغير الجانبية، يلمس أدويتنا ويستفسر عن عمرنا، يجمع لنا أدويتنا الموصوفة ويغلفها ويضعها بين أيدينا ونحن نردد «صيدلي يا صيدلي يا صيدلي». نرخص للصيدلانية للعمل في المستشفيات وفي شركات الأدوية ولكن لا نرخص لها لتفتح صيدليتها الخارجية الخاصة حتى ولو كانت هي نفسها مالكة للمنشأة، في حين أن زميلها الذي تخرجت معه من الجامعة يحق له كل شيء بما فيه الترخيص بفتح خمسة فروع مرة واحدة. ما يفزعني أكثر، أخي القارئ، هو أن تتاح لنا فرصة لحل بعض مشكلات البطالة ومعالجتها ولكننا نتردد كثيرًا بحجة منع الاصطدام. أعتقد أن الأمر سيكون مفيدًا جدًا لو أن بعض الجامعات كوّنت مؤسسة بحثية مشتركة تعطينا فكرة عن تكلفة دراسة المرأة في بلادي للصيدلة وكم من خريجات هذه الجامعات عاطلات عن العمل من أجل التصدي للمعوقات التي تقف حائلًا دون توظيفهن. وحتى نخرج بأفكارنا إلى النور، في رأيي الشخصي، لنبحث لكل صيدلانية عن جني يحميها، وأناشد الراقي الشرعي فايز القثامي، الذي نجح يومًا في استنطاق الجن أن يساعد الصيدلانيات وسنعمل على تحمل كافة المصاريف بما فيها المواصلات والسكن وبدل مخاطر المهنة. بما أن المسألة ليست مجرد قناعات فكرية، بل هي حالة ثقافية سيكولوجية اجتماعية تحتاج لمن يخترقها، فما علينا سوى الاستعانة بخدمات الجن والعفاريت حتى نجد لنا مخرجًا. [email protected]