القناة الذكية هي التي تفكر وعلى مدار الساعة كيف تكسب الجمهور اما القناة التي تفكر في كيفية كسب الجمهور شهرا في العام او التي لا تعرف كيف تكسب الجمهور او التى لاتفكر فيهم على كل حال اترك لكم اختيار الصفة التي تستحقها . تتنافس خمس قنوات عربية على كسب اكبر شريحة من الجمهور واتخذت البرامج الترفيهية والدراما وسيلة لها وهي ام بي سي وال بي سي والمستقبل وابوظبي ودبي ولهذا تنظر كل واحدة للأخرى بعين المنافس وتقدم لنا في بعض الاحيان نفس المحتوى ولكن بأوعية مختلفة وكل قناة تسعى ان يكون لها برامجها الجماهيرية التي تستقطب بها اكبر عدد من المشاهدين فهذه تقدم استار اكاديمي وتلك تقدم شاعر المليون إلخ . اضافة الى تلك البرامج الجماهيرية يبرز الانتاج الدرامي كوسيلة جذب مهمة لتلك القنوات وتبرز الكوميديا السعودية كمطلب مهم لتلك القنوات فيبرز طاش كإنتاج كوميدي سعودي هادف ومميز تنفرد به ام بي سي ويأتي غشمشم كإنتاج مرادف تنفرد به دبي وتأتي كوميديا فايز حسن كداعم آخر وبعدها كوميديا العيسى .. الخ وتتنوع الكوميديا السعودية بين الانتاج المميز كطاش والمتوسط وصولاً الى الانتاج الرديء بل والرديء جداً ورغم هذا فهو مقبول في بعض القنوات ويمكن ان يعاد بثه 3مرات في اليوم حتى ولو كان الموضوع في قمة تسخيف شخصية الانسان السعودي وانه لايزال حبيس الغزل الوهمي عندما يكون تفكيره وعلى مدار الساعة في البحث عن (جرح المشاعر) او البحث عن حجز للسفر الى باريس رغم اننا نعرف من هم السعوديون الذين يذهبون الى باريس وانهم ليسوا بهذا التسطيح والتفاهة او قد يكون حبيس فكرة السذاجة القروية التي لم تعد موجودة حتى في أدغال أفريقيا المعزولة عن تقنيات العصر .ولهذا فصورتنا الدرامية التى تتناقلها القنوات وعلى مدار الساعة صورة لاتليق بمجتمع كبير يضم عقولاً مفكرة وانجازات بارزة فأين نحن من عكس شخصيتنا ان كان هذا هو انتاجنا المطلوب بل وللأسف المدعوم حتى من قبل قنواتنا الرسمية . هل تذكرون برنامج بنك المعلومات عندما انطلق من السعودية وكان يمول من البنك الاهلي ويعده ويقدمه الراحل عمر الخطيب كيف كان يجتذب الجمهور . اين قنواتنا من اجتذاب الجمهور السعودي حتى في ابسط البرامج التي تكتشف المواهب وتقدمها ؟ لماذا نترك مبدعينا في ترحال دائم بحثاً عن من يبرز مواهبهم ولماذا تسافر عيوننا الى تلك القنوات واين نحن كحاضن رئيسي للإبداع الوطني من الدخول الى حلبة المنافسة الجماهيرية عبر برامج المسابقات وعبر إنتاج درامي يوازن بين الكوميديا الراقية وبين عكس شخصية وانجاز الانسان السعودي . في معظم الإنتاج العالمي والعربي تقدم الكوميديا وتقدم الاعمال الابداعية التي تعرفنا بإنسان ذلك الوطن وهنا يكون حكمنا على انتاج وليس على شعب اما نحن فلقد حصرنا انتاجنا في الاضحاك واستخدام شخصيات بلهاء وأخشى ما اخشاه ان يكون الحكم هنا على الانسان وليس الانتاج لأنه لا يوجد انتاج موازياً لكل هذا . عندما نجح طاش قلنا ان بطل العمل هي القناة التي اتاحت كل هذه المساحة من الحرية والآن هاجر طاش وهاجر كل من يقول انني قادر على الاضحاك وهجر كل من يمكن ان يكون صانعاً للإبداع . سؤال يطرح نفسه اين نحن من المنافسة على استقطاب المشاهدين لا نقول العرب ولكن نقول مشاهدينا . اين برامجنا الجماهيرية المميزة اين انتاجنا الابداعي ؟ سؤال اجابته لا يجب ان تترك بيد شخص واحد او مجموعة اشخاص يجمعهم كيان واحد لأن الاعلام الوطني ملك كل المواطنين ولهم الحق في الدخول من بوابته ليخرجوا للعالم بوجه يليق بوطن