ثمة قضية غريبة على مجتمعنا وقعت كالصاعقة.. من المؤكد انكم عرفتموها من عنوان سوانح.. فقضية ريهام البريئة والمنقول لها دم ملوث بالإيدز هي حديث الساعة هذه الأيام.. وكل يدلو بدلوه.. وأغرب وأقوى تعليق جاء من احد المذيعين.. عندما طالب وزير الصحة بالاستقالة.. على خلفية حادثة ريهام.. إهمالاً أو تعمدا.. والجميع في انتظار إيقاع أشد العقوبة بمن تسبب في تلك الحادثة الغريبة.. التي تذكرنا بما قام به طبيب عربي وممرضات أوروبيات بحقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز قبل بضع سنين.. وهي حالة تعتبر حالة شاذة واستثنائية.. وتدل على سلوك غريب وإجرامي متأصل في جينات من فعلوه.. وبالمناسبة (مع الأسف) رأيت في إحدى القنوات الفضائية صور للممرضات الأوروبيات المجرمات وقد صدر عفو عنهن بعد الاكتفاء بسجنهن لبضع سنين.. والأطفال الأبرياء يتربص بمستقبلهم وبرائتهم مرض الإيدز الشرس.. لسنين قادمة إن عاشوها.. وفي الأسبوعين الماضيين تحدثت عن القضاء والقدر وما قد يحدث للمريض (أثناء علاجه أو إجراء عملية) من مضاعفات قد تودي بحياته.. وعنونت المقالتين ب: لِكُلِ أجل كتاب.. فالتبس على بعض القراء التفريق بين الآثار الجانبية أو المضاعفات (كومبليكيشنز) والأخطاء الطبية.. فتلقيت إيميلات تهاجمني وتحملني المسؤولية عن وفاة المريض الذي جاء في سوانح الماضية.. ليس هذا فحسب بل أن قارئاً اتهمني بالقتل.. وأن أحمد الله لأن ماحدث قديم (قبل 25عاما) فلا إعلام ولا انترنت (يفضحني ويشرشحني) ماعلينا.. وانتقل لحديث أختم به سوانح اليوم.. فقد لا يعرف البعض عن حساسية بعض الأدوية.. كالبنسلين الذي يسبب عند البعض حساسية شديدة (أنافلكتك شوك) فقد لا يعرف البعض أنه يجب عمل فحص حساسية من حقن البنسلين قبل البدء في أخذه.. ومن ذاكرتي لا أنسى مريضاً كاد يفقد حياته.. لأنه قال للطبيب (خطأ) انه ليس لديه حساسية من البنسلين.. فبدأ الطبيب بحقنه بالدواء.. معتمداً على ما ذكره المريض.. فبدأ مفعول البنسلين سريعاً مهدداً حياة المريض.. الذي أوقفه الطبيب بعد ثوان قليلة.. ومستعينا بالأدريناين والكورتيزون والأكسجين.. لأن المضاعفات كادت تودي بحياة المريض.. لولا لطف الله ثم تصرف الطبيب في الوقت المناسب.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.