كم من طبيب أريب يُحسن الاستعانة والتوقيت (بعد توفيق الله) بحقنة أو إبرة كورتيزون.. فينقذ حياة إنسان كادت تتخطفه يد الردى والمنون.. إلا ان ثمة حقائق مؤسفة عن هذا الدواء (السحري) وهي آثاره الجانبية الخطيرة إن لم يُحسن استخدامه حسب إرشادات الطبيب والصيدلي.. والخطر الآخر والذي بالإمكان تجنبه.. هو إمكانية الحصول عليه بسهولة.. على شكل حبوب أو مراهم وقطرات.. وحتى حقن وريدية لا يعرف دواعي وطريقة استعمالها إلا قلة من الناس.. بمجرد إخراج علبة فارغة من الدواء أو كرتون قديم مهترئ يحمل اسم الدواء يحتفظ به ذلك الجاهل (بالكورتيزون) في جيبه.. ليخرجه لأي صيدلية خاصة.. فيقوم الصيدلي بإحضارها في التو والحال قبل أن يخرج الزبون محفظته لدفع قيمتها البخسة.. وكأنه يحضر أي مادة غذائية أو استهلاكية أُخرى.. وأذكر بالمناسبة وقبل عدة سنوات وفي مستشفى قوى الأمن.. أذكر مريضة كانت مقعدة لمدة طويلة بسبب هشاشة العظام.. أُجريت لها عملية جراحية تمكنت بعدها من المشي (بإذن الله) وكان سبب هشاشة العظام ولزومها الكرسي المتحرك.. كان سببه وصفة طبية (لأسبوع فقط) لحبوب (بردنيسيلون 5مجم) وهي من مركبات أو الاسم التجاري لدواء الستيرويد (كورتيزون) وكان من المفترض (كما قالت المريضة) أن تراجع طبيبها المعالج بعد أسبوع وانتهاء الدواء.. إلا انها لم تفعل واستمرت في أخذ حبوب الكورتيزون.. فكلما أوشك الدواء على الانتهاء ذهبت لأقرب صيدلية لتشتري كرتوناً صغيراً وجديداً يحوي 20أو 30حبة كورتيزون.. واستمرت في ذلك لمدة طويلة إلى أن (لعب) الكورتيزون في عظامها هشاشة فأقعدها عن المشي.. فأتت إلى مستشفى قوى الأمن.. بعد أن لزمت الفراش (مقعدة) لسنة أو تزيد.. ولا أُبرئ الأطباء من بعض مشاكل الكورتيزون.. فقد نجد طبيباً (في عيادة خاصة) يقوم بعلاج حساسية الأنف البسيطة مثلاً والتي يعاني منها الكثير من الناس.. يعالجها بحقنة أو إبرة كورتيزون.. فيرتاح المريض في البداية.. مايجعل المريض ممتناً لذلك الطبيب ويدعو له بكل خير.. لتعاوده بعد حين حساسية الأنف بشكل أشد.. يصعب على أمهر الأطباء علاجها.. مايجعل المريض يدعوعلى من وصف له الكورتيزون (طبيب أو صيدلي) بالثبور وعظائم الأمور بسبب الأثار الجانبية والمعاناة الكبيرة من استعماله الخاطئ للكورتيزون.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.