أثناء دراستي (أنا وزملائي للطب) في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية في لاهور.. لم يكن مرض الإيدز مقرراً علينا في المنهج الدراسي.. حيث لم تُسجل أي حالة بمرض الإيدز إلا بعد أن تخرجت أو على وشك التخرج.. وأول حالة للإيدز شاهدتها وفحصتها كانت لمريضة سعودية منومة في المستشفى الشميسي (بين الحياة والموت) في العام 1986 انتقلت لها العدوى من دم ملوث.. والمرضان التناسليان اللذان (هريناهما) دراسة واستذكاراً وصماً هما السيلان والزهري (قونوريا وسيفلس) واللذان أُختبرنا فيهما في منهج علم الأدوية (فارماكولوجي) وعلم الأمراض (باثولوجي) في السنتين الثالثة والرابعة من دراسة الطب.. وفي السنة النهائية كان مقرر الأمراض الجلدية الذي ندرسه عدة ساعات أو كورس في منهج الأمراض الباطنية.. لم يبق في ذاكرتي منه وعن الجلدية وأمراضها إلا الحكة أو (خارش) بلغة السند والهند كعرض.. والكورتيزون علاجاً.. وأيام زمان كان تخصص الأمراض الجلدية يُطلق عليه (جلدية وتناسلية) وقد يكون السبب أن أعراض وعلامات الأمراض التناسلية تكون واضحة في جلد المريض.. ماعلينا.. وليسامحني الزميل والصديق العزيز الدكتور عبدالعزيز السدحان إن أفتيت في الجلدية وهو موجود في عيادة الرياض والمدينة.. وأعود لمرض الإيدز فقد مرت أكثر من ثلاثة عقود وانقضت منذ اكتشافه.. ومع ذلك لم يتم اكتشاف علاج ناجع للإيدز.. كما كان اكتشاف البنسلين فتحاً في علاج ومكافحة السيلان والزهري. . وهما مرضان كانا يفتكان بالناس أيام زمان كما يفتك الإيدز بالناس هذه الأيام.. ومن نافلة القول ان مكافحة الإيدز (في الغرب) وما يُنفق للبحث العلمي عن علاج له.. من ملايين الدولارات إن لم تكن مليارات.. تُركز على البحث عن تركيبة دوائية للعلاج أومصل للتطعيم ضد الإيدز.. ولا يُذكر فيها الجانب الوقائي أي البُعد عن إقامة أي علاقة جنسية خارج نطاق الزوجية.. والإيدز مرضٌ (بفضل الله) قليل في مجتمعنا مقارنة بالمجتمعات الأُخرى.. ولننظر إلى إحصائيات وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأُخرى.. ونتائج (فحوصات) ما قبل الزواج.. حيث كان حديث سوانح الأسبوع الماضي.. وأقول إن من أهم مانحتاجه في مكافحة مرض الإيدز هي التوعية ثم التوعية.. وكم سيبارك الله في درهم الوقاية لو بُذل في البداية.. وكم سنوفر من قناطير مقنطرة تُهدر صحة ومالاً لاحدود لهما في علاج مرض الإيدز.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.