يصف الروائي والكاتب محمد المزيني مولودته الجديدة الموسومة ب" تالا" التي يقول عنها: إنها فتاة من هذا الزمن متطلعة إلى أبعد من واقع المجتمع الذي تراه بليدا ومتخلف، ولكي تثبت ذلك سعت لتنخرطت في صميم المجتمع لتكشف الزوايا المغيبة منه، ومايدور بين اروقة الجامعة كاشفة ما يحدث بين الطالبات أنفسهن.. مستثمرة كل التجارب التي مرت بها لمصالحها الشخصية، غير عابئة بالمشاعر التي تشحن بها القلوب. ويصف المزيني بأن روايته "تالا" الصادرة حديثا عن مؤسسة الانتشار العربي، ستكون متزامنة مع انطلاقة معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث نسج حروفها وكلماتها بما يقارب أربع سنوات من استكمال كتابتها، نظرا لما مثلته كتابتها من خصوصية موضوعها، الذي يقول عنه: كنت بحاجة ماسة إلى وقت كاف يمنحني الفرصة لاختبار شخصيات الرواية والأحداث المرتبطة بها ومقاربتها إلى مستوى الواقع، فعلى الرغم من أن الرواية تنزع إلى الفضاء التخيلي إلا أنني عملت جاهدا لالتقاطها من أرض الواقع، أو على الأقل أن تكون ممكنة الحدوث، أو ربما حدثت في زمن ما، وهنا مكمن الصعوبة في النص والتحدي - أيضا- وقد يتبادر إلى ذهن القارئ حالما ينتهي منها عدد من الأسئلة المستريبة حول الشخوص والأحداث، ولأن الرواية تأخذ منحى العلاقات البينية والتجاذبات القلبية والنفسية والروحية بين شخوصها، إلا أنني حرصت جدا على عدم إطلاق العنان لها في امتلاك النص والتحكم في صيرورتها لتعبئة الفراغات الناقصة من الأحداث، إلا فيما تتعرض لها من صدمات كبيرة ومفجعة على صعيدها الشخصي. أما عن مايميز "تالا" عن رواياته السابقة يقول المزيني: إني أحاول دائما في كل رواية من الروايات أن تخرج بطابع ومضمون مختلف عن سابقتها، وفي رواية تالا تحديدا توخيت إبعادها عن القضايا المستهلكة، سواء كانت علاقات وأحداثاً اجتماعية أو علاقات حب وما شابه، فالرواية تبدأ من ممارسة لعبة سردية تشبه لعبة شد الحبل، بين الرجل والمرأة، والساقط فيها هو من سيخسر الرهان، وكل شخصية ترى أنها الأقوى القادرة على اسقاط الخصم، بيد أن ثمة لاعبين آخرين من وراء الستار يقومون بشد الحبل، فمن سقط خسر الرهان، ومن ظل واقفا حتى النهاية.. هذا ما سيكتشفه القارئ بما يشبه المفاجأة. أما عن أسباب خفوت وهج الرواية عن ذي قبل قال المزيني: إن الرواية اليوم أخذت طريقها الطبيعي المؤدي للإبداع الحقيقي، بعد أن هدأت الموجة قليلا، وتوقف الكثير عن ممارسة كتابتها، أو حتى اللهاث خلف وهجها.. وأردف: قد نشهد في السنوات القريبة القادمة استقرارا لها بما يحقق للنص الإبداعي الجيد المكانة اللائقة به، ويبدأ الناس اكتشاف الأعمال الجيدة بعيدا عن المبالغة في التطبيل لنصوص ضعيفة لأي سبب كان، ومن ثم قراءتها بطمأنينة.. مختتما حديثه حول ما يريد قوله في "تالا" للقارئ: لن أستطيع كشف ما أريد قوله من خلالها وسأترك القارئ يكتشف ذلك بنفسه.