قطع الفتح (النموذجي ) شوطاً هاماً نحو لقب الدوري عندما نجح في انهاء مهمة نجران الصعبة لينتصر بنتيجة 2-0 في موقعة الاخدود عن طريق المدافعين الرائعين عبدالعزيز بوشقراء والسنغالي المتألق كيموسيسكو، الفريق قدم انموذجا رائعا من التوازن في الاداء، فقد قدم مباراة متميزة على مستوى الدفاع فأخذ المبادرة هجوما بفضل ترابط خط وسطه المكون من البرازيلي التون والشاب محمد الفهيد ومبارك الاسمري والانيق حسين المقهوي ليقدم كرة جيدة في مختلف الخطوط ومع التفاهم الواضح كان كل شيء ممكنا في كرة القدم وهذا ما تحقق بفضل القوة الهجومية التي يمتلكها والمتمثلة في ربيع سفياني والكنغولي دوريس سالمو والمنظومة الجماعية لينجح في الاقتراب كثيرا من بطولة الدوري مع تبقي ست جولات وبفارق سبع نقاط عن اقرب منافسيه الهلال والشباب فهو واثق الخطوة يمشي «بطلاً» نحو بطولة دوري زين السعودي. الجمهور الفتحاوي اضحى قريبا مع الانجاز الحلم فالنموذجي المذهل اكد جديته وحرصه على حسم معادلة العبور للانجاز لذلك فالفرصة تعتبر مواتية بعد العروض الاكثر من الرائعة فهو بالفعل يستحق جميع عبارات الاشادة والتقدير على المستويات التي قدمها طوال مشواره لتأتي المحصلة في النهاية ثلاث نقاط غالية ليبتعد بالصدارة ويعطي طمأنينة لجماهيره أنه قادر على السير نحو التتويج باللقب، ويبدو ان الشارع الرياضي السعودي لاول مرة يتفق على احقية الفتح بإحراز الدوري وان البطولة اصبحت على الابواب اكثر من اي وقت مضى بشرط عدم الثقة المفرطة التي قد تكلف الكثير وتعصف بالامال في اخر المحطات. الفتح يحمل على عاتقه حلم الجماهير الشرقاوية كافة والاحسائية خاصة بإعادة امجاد البطولات بعد ابتعاد الممثل الاتفاق عن الدوري لسنوات طويلة، فنكهة البطولة باتت قريبة خصوصاً أن الفتح يعيش في افضل حالاته وفي ظل اكتمال النجوم من اساسيين واحتياط وفي ظل الدعم الكبير من جماهيره التي تقف خلفه وتؤازره لتشد من عزيمته واصراره على استكمال مشوار السعادة والعبور الى الذهب ليكون كعرس رياضي أحسائي. في الختام أصبحت الجماهير الفتحاوية أكثر اطمئناناً على مستقبل فريقهم بفضل مقومات النجاح المتوفرة، التنظيم والجهد الإداري بقيادة عبدالعزيز العفالق والفني بقيادة التونسي فتحي الجبال المتكامل والمتناغم والذي أفرز عملاً احترافياً دقيقاً سار على منهجية منطقية وفق تخطيط مدروس ومنظم لا يقبل العشوائية ولا التخبط فكانت المحصلة أفضلية فتحاوية ليصبح مهيأ بشكل نفسي جميل لينجح معها بتخطي الصعوبات والعقبات التي قد تساهم في تتويج بطل جديد في هذا الدوري الشاق والمرهق لذلك راهنت الجماهير السعودية على التطور الفتحاوي من سنة لاخرى حتى وصل للمنافسة ليتصدر ويتزعم ويغرد وحيدا في الصدارة ليثبت انه يملك لاعبين قادرين على مقارعة الكبار والتفوق عليهم فهل تنتهي الحكاية بفوز البطل لاول مرة في تاريخه بعد خمسة وخمسين عاما من تأسيسه.