أطلق اسم «القبور الزينة» على مجموعة من المقابر في بادية بني كبير والتابعة لمركز بني كبير التابع لمحافظة بالجرشي. بسبب بنائها إلى ارتفاع يجاوز المتر والبعض منها يصل إلى المتر والنصف ومنها ما يصل ارتفاعه إلى المترين وتزيين بنائها بأحجار المرو البيضاء. المراجع التي تحدثت عن هذه المقبرة خاصة أو عن هذا النوع عامة في منطقة الباحة نادرة جدا إذا ما استثنينا ما تأخر من المؤلفات التي تحدثت عن هذه المقبرة ومنها غامد وزهران الجزء الأول للشيخ إبراهيم الحسيل والمعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران لعلي السلوك والتي تخلص إلى ذكر الموقع أو ذكر الارتفاع فقط. ويوجد من هذا النوع من المقابر المزينة خمس مقابر تشترك في طريقة وأسلوب بالبناء والتزيين بأحجار المرو. وهذه المقبرة من الآثار المهمة بالمنطقة والتي تتطلب البحث والدراسة وتنقسم المقبرة إلى قسمين القسم الأول منها مدفون تحت الأرض كالقبور المعتادة والقسم الثاني عبارة عن مقابر مبنية بأحجار تم قصها وتسوية أطرافها بطريقة ملفتة للنظر منذ أول وهلة وتم تزيينها بأحجار المرو في بعض الجوانب وتم تكثيف أحجار المرو على سقوف القبور وهذا النوع يختلف حجمه وارتفاعه ويوجد بكل قبر مدخل قد يصل إلى (50 *60) سم تقريبا حيث توجد مداخل المقابر في الجهة الشمالية من كل قبر عدا عدد محدود جدا يختلف عن بقية القبور. الغريب في الأمر أن الجزء الجنوبي الغربي من المقبرة من المقابر العادية غير المبنية على سطح الأرض يوجد به مجموعة من القبور صغيرة الحجم مما يؤكد أنها قبور لأطفال ومما يثير التساؤل أن حجم المقابر المبنية ذات درجتين من حيث تناسق البناء والاهتمام بقص أحجاره بعناية شديدة ودقيقة ويكثر في بنائها وجود أحجار المرو وأخرى تم بنائها بطريقة عادية وتقل بها أحجار المرو. مما يثير التساؤل الأهم مقبرة بهذا الحجم والمساحة لازالت تحتفظ بمبانيها إلا أنه لا يحيط بها ما يدل على وجود ما يوحي بالزراعة كشكل من أشكال الاستقرار هذا من جانب ومن جانب آخر لا يوجد مباني حتى في المواقع القريبة منه كدليل على وجود قرية في ظل وجود هذا النوع من البناء؟! هذه المقبرة باتجاه القبلة خاصة المبني منها بينما بعض المقابر المدفونة وهذا قد يوحي بمدة زمنية طويلة تباين فيها الجانب الديني لدى من سكنوا هذه المواقع. من المفارقات الغريبة لا يوجد على هذه المقابر شواهد كنابية وحتى لو افترضنا جدلا أنها تحت أنقاض ماهدم منها بفعل البشر إلا أن هذا الاحتمال يظل مستبعدا فما هدم منها بارز وواضح للعيان باستثناء حجر صغير قد يكون نقل على أحد القبور لا يتجاوز ثمانية أحرف تعود إلى خط عربي قديم جدا عبارة عن ثمانية أحرف. هذه المقبرة وغيرها من المقابر تعرضت للتهديم والبعض الآخر للنبش بحثا عن شيء من الآثار نتيجة للاشاعات التي تظهر بين حين وآخر. هذه التساؤلات وغيرها تظل للجهات المعنية ببحث ودراسة الآثار التي من شأنها الكشف عن هذا الجزء التاريخي.