تضئ خلال شهر جمادى الاولى المقبل قلعة تبوك الاثرية أنوارها لتستقبل زوارها من عشاق الآثار والباحثين للتعرف عن دور هذه القلعة التاريخي العام في خدمة الحجاج العابرين طريق الحج الشامي وذلك بعد تنفيذ الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرعها في تبوك مشروعا لتأهيل هذه القلعة التى تعتبر من أهم المواقع الاثرية التي بقيت شاخصة للاعيان في مدينة تبوك ذات الارث التاريخي الضارب في أعماق التاريخ . وتعتبر القلعة من القلاع الاسلامية الهامة التى بنيت لخدمة طريق الحج الشامي المتجه من الشام إلى المدينةالمنورة، ويعود تاريخ بناء القلعة في شكله الحالي إلى عهد السلطان سليمان القانوني سنة 967 ه 1559م وقد جُدد بناؤها في عهد السلطان محمد الرابع سنة 1064 ه / 1653م حيث سجلت أعمال هذا التجديد على بلاطات خزفية لا تزال موجودة على المدخل ، ثم جدد بناء القلعة مرة أخرى في عهد السلطان عبدالمجيد بن محمد 1260 ه / 1844م وكتب في تلك المناسبة نقش وضع فوق محراب المسجد الموجود داخل القلعة. وهنالك روايات تاريخية تؤكد أن القلعة بنيت على أنقاض قلعة يعود تاريخها الى 3500سنة بجوار عين السكر التى وردها النبي محمد عليه أفضل الصلاة وتم التسليم في غزوة تبوك (العسرة ) المشهورة . وفي العهد السعودي الزاهر جددت عمارة هذه القلعة عام 1370ه واستخدمت كمقر للاجهزة الحكومية، وتم ترميمها من قبل وزارة المعارف ممثلة بالوكالة العامة للآثار عام 1413ه. وخيرا تمت إعادة تأهيلها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وبدأت تفتتح حولها البيوت التراثية والمحلات التى تبيع الادوات الشعبية من قبل المستثمرين في القطاع السياحي. وورد ذكر هذه القلعة كثيرا في كتب التاريخ والرحالة الذين مروا بالمنطقة وكانت رمز للحياة يتباشر برؤيتها المسافرون والحجاج لاخذ قسط من الراحة والتزود بالمياه ثم مواصلة المسير. وبعد مد سكة حديد الحجاز بنيت بالقرب منها منشآت السكة، وما ان بسطت الدولة السعودية الامن في شمال جزيرة العرب بدأت قلعة تبوك مكانا تجمع الناس حوله وزادت البيوت وبنيت مقار للاجهزة الحكومية وأختفى دور القلعة في الاستخدام ليأتي دورها الجديد كملتقى لعشاق التاريخ والآثار. القلعة من زاوية أخرى قبل 100عام بوابة قلعة تبوك