قال الله تعالى: «ولكل أجل كتاب» مع بزوغ فجر الثلاثاء 1434/2/19ه ودعت الدنيا رجلا ليس كالرجال وعلما من الأعلام، رجلا أحبه الصغير قبل الكبير والخادم قبل المخدوم، إنه الهامة السامقة والراية الواضحة، ذو السجايا العذبة، والسيرة الزاكية العطرة أخي وقرة عيني محمد بن عبدالرحمن المغامس، ابن سدير البار ورئيس مركز الخطامة سابقاً. مات قومٌ وما ماتت مكارمهم ومات قومٌ وهم في الناس أحياء لقد غيب الموت عنا جسداً طاهراً ولكن أبقى لنا الذكرى الطيبة والأخلاق الحسنة. لئن مات أخي ورحل عنا بجسده فإن حبه في قلوبنا، مطبوع وذكره في عقولنا منحوت. فهو مدرسة في الأخلاق والكرم وجامعة في الحلم والصبر. فلقد فقدنا برحيلك يا أخي المجلس العامر، واللسان الدافئ لقد فقدنا الحكيم المستشار وفقدنا الحب الصادق والثغر الباسم والصدر الواسع، فقدنا التواضع وجزل الكلام وحسن العبارة. فقدنا وفقدنا وفقدنا.. فرحمك الله يا أخي أبا عبدالرحمن وصبرنا على فراقك.. فإن الأيام تمر بنا ولا زال الجرح في قلوبنا لم يندمل، والآهات في صدورنا لم تنقطع. ففراقك لنا أمر جسم وخطب عظيم ولكن عزائنا وسلوتنا الحب الكبير الذي رأيناه والمشهد الرهيب الذي شهدناه في يوم دفنك وأيام عزائك إني وأنا أرى جموع المصلين والمعزين يتوافدون من كل فج للصلاة والعزاء وعلى محياهم أثر الحزن والألم أتذكر قول البارئ جل وعلا (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً). رحم الله روحك ونور ضريحك وجعل ما قدمت من خير ذخراً لك عند ربك. اللهم اغفر لأخي أبا عبدالرحمن، اللهم أنزله منازل الأبرار واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وبارك في ذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف، والله حسبنا ونعم الوكيل.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإن على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون.