لم يعد الغزل أو الامساك بسماعة الهاتف من قبل الزوج أو حتى الزواج بامرأة أخرى بالحلال ما يشعل غيرة الزوجة ويغيظها حيث اصبحت القنوات الفضائية والنساء المطلات منها «ضرات» حقيقيات للعديد من النساء مما جعل الزوجات داخل منازلهن يقمن بعدة مواقف للحد من أثر هذه القنوات «والصحون اللاقطة» وللتعرف على هذه المواقف وآثار القنوات الفضائية على حياة الأزواج التقينا بعدد من السيدات اللائي خضن حرباً ضروساً مع هذه القنوات وقد اجمعن على عدم ذكر اسمائهن حتى لا يعرفن من قبل اقربائهن أو معارفهن. قطع الأسلاك في البداية التقينا مع السيدة أم فواز التي ترددت في البداية ان تذكر لنا ما تقوم به للحد من مشاهدة زوجها للقنوات الفضائية خائفة ان يقرأ الصحيفة فيعلم ان جميع ما حدث للدش من يديها إلا انها استجمعت شجاعتها بعد ان فوضت أمرها لله قائلة: «زوجي حريص على متابعة جميع نساء القنوات الفضائية أيا كان البرنامج وفي يوم موعد عرض اختيار ملكة جمال احدى البلدان ازداد حرص زوجي على مشاهدة البرنامج ووضع أكثر من منبه لتذكيره مثل الجوال وكتابة ورقة صغيرة داخل محفظته وغيرها مما أثار غيظي زيادة عما كان في السابق حيث كنت أرى في نظراته وهو يتابع التلفاز حسرة من لا يملك مثل هؤلاء السيدات وحقيقة هو لم ينطق بأي كلمة توحي بهذا الوضع إلا ان القصص الكثيرة التي كنت اسمعها من النساء بأحوال ازواجهن وتغيرهم عليهن بسبب هذه القنوات جعلتني أقلق جداً لدرجة الوسواس. فما كان مني إلا ان قطعت أسلاك الدش المتصلة بأجهزة الإرسال وعندما جاء زوجي متحمساً لمشاهدة البرنامج لم يجد ارسالاً لأي قناة واستغرب الأمر خاصة ان الجو كان طبيعياً ولا يوجد مطر وخلافه وبذل قصارى جهده لاصلاحه ولكن دون فائدة ومع مضي الوقت واقتراب موعد البرنامج ثارت ثائرته حتى اني عندما حاولت تهدئته قائلة ان البرنامج تافه ولا يستحق كل هذا الغضب ثار عليّ وتمنيت ان يصلح الجهاز ليتابع برنامجه على الأقل سيكون اهدأ ومع عجزه عن حل مشكلة الإرسال اتصل بصديقه وطلب منه ان يسجل له البرنامج وكان صديقه نعم الصديق فقد سجل البرنامج قبل ان يُطلب منه ليجعله للذكرى!! ولم يكتف بذلك بل ذهب واحضر عاملاً اكتشف مكان العطل واستغرب ان يحدث عطل بهذا النوع دون فعل فاعل!! ولكن زوجي لم يخطر بباله ان أصعد السطح واعمل كل ما عملت، عموماً العامل قال ان العطل يتطلب عملاً طويلاً واحضار أسلاك جديدة جن جنون زوجي وكانت ليلة حالكة السواد حتى اني كنت مجتهدة جداً في مساعدة العامل لاصلاح العطل عل زوجي تهدأ ثورته!! وعندما جاء اليوم الثاني جلس زوجي جلسته المعتادة المركزة ليشاهد البرنامج الذي سجل له على شريط فيديو.. وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.. نظارات طبية وتذكر أم وليد ان زوجها يتبع النساء الجميلات في أي قناة كانت ويعرف اسماءهن بالتحديد العربيات والأجنبيات رغم انه لا يجيد أي لغة اجنبية وتقول «بسبب القنوات الفضائية احتاج زوجي للنظارات الطبية لمتابعة النساء وحفظ تفاصيلهن وكلما حصلت مشادة بيننا يعايرني بهن وبأجسامهن المتناسقة وبشراتهن الصافية وهذا الأمر اغاظني لاسيما ان جسدي لم يتغير إلا بعد الولادة علاوة إلى ان جسده هو غير متناسق ابداً بل على العكس فما كان مني إلا ان اصبحت أتابع الرجال الوسماء في القنوات واتغزل أمامه بجمالهم وعضلاتهم المفتولة فكان يثور على هذا الأمر حتى انه قال لي في احد المرات ان المرأة التي تنظر لغير زوجها غير محترمة وكلمات كثيرة جارحة وعندما سألته عن تصرفاته قال انه رجل ولا بأس في فعله كما ان عواطفه ثابتة بعكس المرأة.. الوسماء وفعلت أم ندى نفس ما فعلته أم وليد بأنها اصبحت تتغزل بالوسيمين من الرجال الذين يطلون من الشاشات رداً على أفعال زوجها فما كان منه إلا ان يردد عبارة (جعله كفئك).. دون غيرة أو مبالاة. (شف وانت ساكت) أم فهد لديها تسعة ابناء تقول «اجزم انه لا توجد راقصة أو مذيعة برنامج تافه لا يعرفها زوجي ومشكلته ليس في هذا الأمر حيث يمكنني ان اتحمل متابعته الدائمة لو كان صامتاً لا يعلق على نساء الشاشات لكنه ما ان يرى امرأة إلا وتغزل في طولها وشعرها وجسدها وأشياء أخرى!! وتؤكد اثناء كلامها ان عقلها ليس صغيراً وليست تافهة لتغار من امرأة في الشاشة إلا ان التعليق حينما يكون مبالغاً فيه ويوجه لك بشكل غير مباشر سيثير حنقك وغضبك واسترسلت قائلة «من مساوئ زوجي انه احياناً يحكم ابناءنا للفصل بمن أجمل انا أم من في التلفزيون وفي احدى المرات والتي حصلت فيها مشكلة كبيرة كنت في النفاس وتعبانة جاء إلى الغرفة التي أجلس فيها ووضع قناة الأغاني وبدأ يتغزل بشكل مقزز ويتعمد ان يذكر الصفات التي لا أملكها خاصة في تلك المرحلة مثل الجسد المتناسق المشدود وخفة الحركة وغيرها بعد هذه الجلسة والمشكلة التي حصلت وعدم مراعاته لظروفي الصحية والنفسية تدخل أخي لتهدئة الأمر فقال له «يا أخي شوف وانت ساكت» فقال زوجي له لا تأخذ بكلام النساء فهن ناقصات عقل..». العزلة أما أم ريان فترجع مشكلتها إلى اصدقاء السوء فزوجها من الأصل لم يضع (دش) في منزله وبسبب جلساته مع اصدقائه الذين يداومون على هذه القنوات احضر (دش) ووضع جهاز ارسال في غرفة خاصة به وانعزل فيها وبدأ ابناؤنا الخمسة يلحظون عزلة والدهم ويسمعون أصواتاً تخرج من الغرفة فأخذوا يراقبونه وأبلغته بحركة ابنائه إلا انه لم يبال وكأن عقله لم يعد باتزانه حتى اكتشف ابناؤنا الأمر فصاروا يجلسون معه بالغرفة لمتابعة الأغاني والرقصات مما أزعج عزلته فما كان منه إلا ان وضع أكثر من جهاز ارسال في أماكن مختلفة من المنزل حتى لا يشاركه أحد الغرفة!! نساء كوكب آخر ومن أضرار القنوات الفضائية على الرجال غير المتزنين انهم يصبحون غريبي المزاج ولا يعجبهم شيء وهذا ما أشارت له أم عادل قائلة «من كثرت انتقادات زوجي جعلني أفكر باجراء عمليات تجميل، مشكلة رجالنا انهم يحسبون ما يرونه عبر الشاشة هو كذلك في الطبيعة فيعتقدون ان هؤلاء النساء من كوكب آخر ونساءهم لا يصلن لهذه الدرجة من الجمال وغيرها من الاعتقادات الخاطئة حتى ان بعض الرجال سافروا لتلك البلدان للتمتع وأحياناً الزواج وبعد أن وقعوا في الفخ اكتشفوا حقيقة الأمر. خاطر المذيعة أما سيدة أخرى فتذكر ان زوجها يضربها بسبب مذيعة يراها أجمل مخلوق على الأرض وينتظر برنامجها بفارغ الصبر ويتغزل فيها تغزل عاشق ملتاع وعندما تعترض على ذلك تبدأ المشاكل بينهما وتنتهي أحياناً بضربها خاصة إذا تطاولت عليها بالشتم. ٭٭ رأي المحرر: رغم ان جميع ضيفاتنا ألقين اللوم على القنوات الفضائية وما يبث فيها ومع اتفاقنا معهن إلى حد ما بأن ما يبث في قنوات عربية برؤوس أموال خليجية احياناً يتجاوز حدود الأدب والأخلاق إلا ان هذا لا يعني ان نلقي باللوم على القنوات الفضائية فقد خلقنا الله بعقول تؤهلنا لنميز ونختار ونتحمل مسؤولية أفعالنا.